صدر حديثًا عن دار دون للنشر والتوزيع كتاب “مدائح تائهة” للكاتب رائد العيد، وهو عمل أدبي وتأملي يقدم رؤية مختلفة لفن المديح، لا بوصفه ثناءً مباشرًا، بل كنافذة لرؤية الحياة من زوايا غير معتادة، حيث تصبح التفاصيل الصغيرة بطلة النصوص، وتحظى بالأثر الذي لم يُمنح لها من قبل.
لا يبدأ “العيد” كتابه بمقدمة، ولا يودّع قارئه بخاتمة، بل يمضي به في رحلة على أطراف الأشياء، ليعلّمه كيف يراها كما لو أنها تُكتشف للمرة الأولى، في هذه الصفحات، المديح لا يسكن القصور، بل يسير في الأزقة، يقف عند هامش اللوحات، ويرتّق فراغات النسيان.

“مدائح تائهة” ليس عن أشخاص بعينهم، بل عن كل شيء يستحق نظرة مدهوشة: شوارعنا القديمة، البيوت، المنازل، الأعوام، الأشياء التي قد نظنها عادية. إنها مدائح متأخرة، تائهة، متأملة.. لكنها صادقة، وتهب للمهمل قيمة جديدة.
الكتاب يعج ببدايات بلا مقدمات، وسقوف بلا جدران، ولوحات قوامها البياض، وأشجار لوز تكتشف هشاشة القشرة وصلابة الداخل. إنه دعوة للتأمل لا للثناء، واحتفاء بالجمال حين يكون صامتًا ومنسيًّا.