“الكلب الذي رأى قوس قزح”.. حين يقودك الحلم إلى الهاوية!

نهال أحمد نقلا عنفيس بوك

“الكلاب لا ترى قوس قزح، فلو أن كلبًا واحدًا فقط رآه، وأدرك أنه رأى ما لن يراه غيره، فستكون هذه اللحظة هي ذروة حياته، وسيعيش حياته يستعيد تلك اللحظة، يحكي عنها، يكرِّر تفاصيلها.”

هذه هي ثيمة الرواية.. إذا بلغ أحدهم ذروة الإنجاز في حياته، ووصل إلى نقطة فاصلة نقلته من حالٍ إلى حال مختلف تمامًا، فإن هذه النقطة تصبح محور حياته.
المشكلة أن ما يعقب هذا الارتفاع عادةً هو السقوط، سواء جاء سريعًا أو بطيئًا.

بطل الرواية شخص عادي، يحلم بتغيير واقعه، ويحدث أن يعرف – عن طريق المصادفة – معلومة يظن أنها ستكون سبيله لتحقيق هذا التغيير، والمفارقة أن تلك اللحظة نفسها، التي يظنها بداية الصعود، هي في الحقيقة لحظة السقوط، لكنه لا يراه إلا بعد سنوات طويلة.

يتنقل الكاتب بسلاسة بين الماضي والحاضر؛ فصلٌ يستعرض الحاضر، يليه فصلٌ يعود إلى الماضي، حتى تكتمل الصورة في النهاية وتتضح خيوط الحكاية.

المحور الأساسي في الرواية هو شخص واحد تدور حوله جميع الأحداث،
يتأرجح بين القمة والسقوط، بين الذنب والحيرة، والعجز والخوف والغضب،
بين الماضي والحاضر.

 أما الشخصيات المحيطة به، فهي أشبه بمكملات لحكايته؛ لذلك لن تتمكن – كقارئ – من رؤية الجوانب الأخرى للقصة دومًا.

الرواية كانت مشوّقة بالنسبة لي، ومن الروايات القليلة التي لم أستطع أن أتركها قبل إنهائها، وفي نهايتها، كان هناك شعور بثقلٍ ما، لا يمكنك الإمساك به بدقة، ولا تحديد من أين جاء أو لماذا.

 رغم بساطة الأحداث، فإن الرواية تلمس أشياء كثيرة في داخل الإنسان بشكل غير مباشر، وفي إحدى عبارات الرواية أو مشاهدها، ستجد نفسك ممثلًا فيها بطريقة أو بأخرى.

اكتشفت أن الكاتب طبيب، وربما يفسّر هذا سبب الجو الكئيب الذي يخيّم على الرواية، اللغة سلسة، وقد تبدو بعض الأحداث مبالغًا فيها قليلًا، لكنني أرى أن الفكرة ليست في الأحداث بحد ذاتها، بل في ما تقوله هذه الأحداث وتوحي به.

كرواية أولى للكاتب، أراها عملًا جيدًا جدًا، وتستحق القراءة.