أقامت دار دوِّن للنشر والتوزيع، مساء الخميس، حفل إطلاق ومناقشة رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”، للكاتب أحمد المرسي، والتي أدارتها الكاتبة نورا ناجي، وذلك بمبنى القنصلية بوسط البلد، وسط حضور لعدد كبير من الصحفيين والمثقفين.
وفيما يلي ترصد مدونة “دوِِّن” أبرز تصريحات أحمد المرسي، خلال المناقشة والتي استمرت ما يقرب الساعتين:
1- استغرقت أكثر من سنتين في التحضير لرواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”، من خلال رحلة بحث طويلة حول كل ما يخص فترة العشرينيات من القرن الماضي، أو سباقات الخيل التي اشتهرت بها تلك الحقبة، وكذلك المفردات التي كان يستخدمها الناس في ذلك الوقت.
2- كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو اللغة، وكيف يمكن نقل روح تلك الفترة والطريقة التي يتحدثون بها، وقد عدت في ذلك لعدد هائل من المراجع، سواء الأفلام والأغاني التي قدمت عن تلك الفترة، أو الكتب والدراسات التاريخية عن حقبة العشرينيات، وكذلك المذكرات الشخصية التي كان يكتبها العوام، حيث كشفت ليا الكثير عن هذا العالم، والتي من أبرزها مذكرات عربجي لسليمان نجيب، أو مذكرات نشال للمعلم عبد العزيز النُّصّ، والتي يحكي فيها عن عالم النشل في مصر في فترة العشرينيات، والتي صدرت مؤخرا بتحقيق رائع للباحث في التاريخ أيمن عثمان عن دار دوِّن.
3- الهاجس الرئيسي الذي كان يدفعني لكتابة الرواية هو فكرة الآمال التي لا يستطيع الفرد أن يحققها، وكيف يمكن أن نتعامل مع هذه الآمال التي لم تحقق ومدى قدرتنا على تجاهلها أو تخطيها، وهل تؤثر على أفكارنا وتعاملاتنا مع العالم المحيط أم لا، ولأنني أفضل الهروب عن الواقع أو الحاضر الذي نعيشه من خلال العودة إلى الماضي، قررت الكتابة عن هذه الأفكار خلال فترة العشرينيات، واخترت هذه الفترة لأنها غنية وقادني البحث فيها إلى الكثير من الخبايا والتغيرات التي شهدها المصريون في تلك الفترة.
4- بالأساس أنا ضد الكتابة بالعامية أو حتى أن يكون الحوار داخل أي عمل روائي بالعامية، ولا يممكني أن أكتب نصا بالعامية، ليس للتقليل من العامية، لكن لأن العامية لغة متغيرة من الصعب الحفاظ عليها مع الزمن، وبالتالي فالنص العامي من الصعب الحفاظ عليه وبالتالي من الصعب الحفاظ على نص بالعامية ونقله عبر الزمن لأجيال أخرى بشكل سريع وسلس، لكنني في الوقت نفسه أؤمن أن النص هو من يختار لغته، وقد وجدت أنه من الضروري أن يكون الحوار في “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” بالعامية لينقل روح هذه الفترة، ولكي يعبر بشكل صادق عن شخوص الرواية.
5- لا أؤمن بفكرة الشر، فأنا لا أرى أن هناك شخصية شريرة بشكل محض، لكنها نفوس بشرية تتضارب مصالحها فتحاول الحفاظ على حقوقها أو مصلحتها بأي شكل، حتى لو كان ذلك من خلال تصرفات قاسية أو مؤذية للغير، وهو ما يظهر في شخصيات عدة في الرواية، فأنا لم أقدم شخصية شريرة لكنها شخصيات حقيقية تحمل من الخير والشر، ولديها مبرراتها لكل تصرف تقوم به، لكن هناك شخصيات مثل “مرعي” متسقة مع نفسه وتتصرف أمام الجميع بما هو معروف عنها، فهو يتعامل لا يظهر بصورة تختلف عما بداخله، وهو ما أثار إعجاب وتعلق الكثير من القراء بشخصيته.
6- الرواية ليس رواية تاريخية، لأنها غير مبنية عن أحداث واقعية فالقصة وأبطالها كلهم من نسج الخيال، لكنها تتخذ التاريخ خلفية لها، وفي الحقيقة أنا أفضل دائما أن أكتب هذا اللون، أن يكون التاريخ خلفية للأحداث لكن دون أن أكون مقيدا بحدث تاريخي أو حقيقة تاريخية تحتم علي نهاية أو تفاصيل معينة، ففي “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”، تدور الأحداث في العشرينيات بكل ما حدث فيها، لكنها لم تتناول حدث تاريخي كحدث رئيسي.
7- أعتقد أن القراءة الإلكترونية أو الصوتية، فرصة كبيرة لكثير من شباب الكتاب والمبدعين للوصول لشريحة أكبر من القراء، لأنني أرى أنه مع ارتفاع أسعار الورق والطباعة، أصبح قرار القارئ لشراء عمل لكاتب شاب أو جديد، بمثابة مغامرة، لكنه لم يخسر الكثير إذا تعرف عليه من خلال تطبيقات القراءة الرقمية، ولا أرى أن ذلك سيتعارض مع الكتاب الورقي، بل في وقت من الأوقات سيكون له مردود على مبيعات الكتاب الورقي.
8- سعدت للغاية بالتعاون مع دار دوِّن للنشر والتوزيع، خاصة مع اهتمامها الكبير بكل التفاصيل، بداية من العنوان وترك مساحة كبيرة للكاتب، واختيار الغلاف، والمناقشات المثمرة في كافة التفاصيل.
لشراء رواية ” مقامرة على شرف الليدي ميتسي ” من هنا