خالد أمين يكتب: الجمعة 13.. قصص رعب من جملتين

تعانقا كلاهما، احتضنته بينما أناملها تُخلل شعره. تخيّل مَراهم من على بُعد، صورة للعاشقين يرقدان فوق أريكتهما في البيت، ثم رأى انعكاس طاقم التصوير على مصباح الإضاءة المجاور لهما، وسمع صيحة المخرج: “كاااات!”.
فور أن هتف المخرج بالعبارة، تغير وجه فتاته من عشق إلى لا مبالاة تامة، وعادت غريبة عنه. نظر خلفه بذهول إلى المخرج ومساعده والمصوّر..
– م.. من أنتم؟

**

اليوم هو الثالث عشر من يونيو، عيد ميلاد يحيى، ابن السبعة أعوام.
فقط لو كان الضيوف وأهله يعرفون أنه أخذ مسدس أبيه ذو الذخيرة الحيّة معتقدًا أنه لعبة، وهو موشك على الخروج من غرفته الآن ليلعب معهم لعبة: بانج بانج طاخ..
**

هناك أحدهم يقرع بابي في الثالثة صباحًا، كل ليلة –
**

وهكذا ضلّ عابر السبيل طريقه في الغابة، حيث يَحيا الرجال بلا وجوه. كان خائفًا ومرتعبًا.. تنفس الصعداء عندما رأى رجلًا يوليـه ظهره أمام إحدى الأشجار، فهرع إليه وربت على كتفه ليسأله عن طريق النجاة من الغابة.
التفت إليه الرجل.. وكان بلا وجه..
**

رقدت في فراشها، وأغمضت عينيها.. عندما فتحتهما كانت داخل تربة طينية. لقد تحققت أسوأ مخاوفها؛ أصابها التصلب ودفنوها حية معتقدين أنها ماتت..
**

كان يسير ليلًا.. كعادته يحاول تجنب الغرباء، تجنب الناس جميعًا. تلك هي طبيعته كانطوائي وخجول..
كان هذا بالطبع، عندما استوقفه أحدهم وقال له: …………
**

https://lightblue-scorpion-151516.hostingersite.com/%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ad%d9%81%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af/

ذهبت لخطبتها، وحاولت الاحتفاظ برباطة جأشي عندما خلعت أمها قناعها الآدمي، ورأيت ذيلًا يتدلى من ظهرها، وأباها يسير على أربع فوق الحائط كالعنكبوت، وحبيبتي تمتلك أنيابًا ومخالب.
لم يُرعبني هذا بالقدر الكافي إلا عندما رأيت أمي تُطلق فحيحًا كالأفعى، وينشق لسانها، بينما أبي يحلق كالخفاش.
تذكرت مقولة صديقي بأن الزواج صعب. لم أمتلك الوقت الكافي لتذكّر أن صديقي نفسه يمتلك زعانف سمكة بدلًا من الرئتين..
**

هناك قاتل في الغرفة.. جثة تفترش الأرض.. سكين.. وثلاثة مشتبه بهم.. مرآة عملاقة.. ومحقق..
جوار الجثة رقد الدليل.. عبارة خُطّت بالدماء:
“خ ل ف .. ا ل م ر آ ة”..
خلف المرآة.. نظر المحقق خلف المرآة، ورأى طفلة صغيرة تختبئ.
انحنى صوبها، فهمست هي في ذعر: كلهم قتلوه.. الثلاثة.. لقد خبأني هنا منهم، والآن قد وجدوني..
**

رفعت يديها وأحاطتهما بجبينها، الألم في صدغيها.. رأسها.. يتزايد، لشدة ما هي وحيدة، والأصوات في رأسها لا تهدأ ولا تكفّ عن الصراخ.
“تمسّكي برجاحة عقلك، أنتِ لا زلتِ في مقتبل العشرينات، وحياتك كلها بانتظارك”
هكذا ظلت تردد وهي تنظر إلى صورتها في حفل التخرج، متجاهلة حقيقة أنها في الخمسينات من العمر، تحيا وحدها، بوجهٍ ملطخ بالأصباغ وشعرٍ مصبوغ..
بعد قليل ستذهب للقاء جارها الذي يوشك على بدء العقد السادس من عمره ولا يزال يعتقد أنه طفل، وكلاهما سوف يستضيفان ممرضة وشابة يافعة على العشاء.. كعادتهما في خطف الصبية والفتيات وأكلهم.
كما قالت الحكمة القديمة: لا يوجد ما هو أسوأ من عجوز متصابي آكل للحوم البشر!

**
أخيرًا دلفتُ إلى غرفتي، أنا بمفردي الآن. أسمع صوت التلفاز بينما والدتي تجلس في الصالة، أخي في غرفته أمام الحاسوب كعادته، ووالدي مختفٍ في ركنٍ ما من البيت.
ارتديت منامتي ورقدت فوق الفراش، همست لنفسي:
“عمتِ مساءً يا غيداء، لن يفهمكِ أحد أبدًا، لكنكِ سوف تصمدين رغم هذا…”
ثم ابتسمتُ، متجاهلة الغصّة في حلقي والانقباضة في صدري، مردفة:
“غدًا سيكون أفضل..”
وأغمضتُ عيني لأنساب إلى عالم الأحلام. لشدة ما أحب النوم، فهو ينسيني كل شيء…
آه، لماذا لا أستطيع الحركة؟
تنميلة رهيبة تمكّنت من جسدي كله، والانقباض في صدري يتزايد إلى حدٍّ مُروع.
هل هذا شلل النوم الذي تحدثوا عنه؟ ونوبات الهلع الليلية؟
لماذا أرى هذا المخلوق الذي لا يكفّ عن الارتجاف؟ يقطر سائلًا أسود، له وجودٌ مادي متعفن، وطاقة سوداء كأنه شيء قادم من المقابر، يعتلي الفراش، يجثم فوق صدري..
لا أستطيع الحركة..
عمتِ مساءً يا غيداء..
**

هناك ظلٌّ في الركن المظلم من الغرفة… يتحرك… وهو ليس بانعكاس لي.
**

لم يكن أفضل شيء أن أُصاب بتشنجٍ في ساقي وأنا أسبح بعيدًا وسط أمواج البحر.
لم يكن هذا أفضل شيء على الإطلاق…
**

ابتسم الطبيب إليها في غرفة الولادة وهمس:
“كل شيء سيكون بخير…”
ثم رأته يرتجف، ينظر إلى الفراغ ويقول:
“حسنًا يا عبد الصمد، لا تقلق..”
ثم عاد إليها بنفس الابتسامة الواثقة ليبدأ العملية..
**

ضلّت طريقها في محطة الأنفاق…
كان هناك غريبٌ يتبعها طيلة الوقت…
**

مدّ الصغير يده ليوقظ أمه، عندما رأى ذيل عقربٍ يندسّ داخل أنفها…
**

نظر إليها بحب… وكذلك فعلت هي… وكذلك فعل عشيقها…
**

رفع الطبيب النفسي عينيه إلى المريض وقال:
“لا تقلق بشأن الأصوات في عقلك… أنا كذلك أسمعهم.”
**

ملحوظة من المؤلف:
هم سبع عشرة قصة، بلى، وليسوا ثلاث عشرة…
لكنك تتفق معي أن هناك سحرًا في الرقم 13!

https://lightblue-scorpion-151516.hostingersite.com/%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%81%d8%b9%d9%89-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3/