الأربعاء, فبراير 5, 2025
Dawen APP
الرئيسيةريفيوهاتأشباح مرجانة.. مشاهد سينمائية من شريط الماضي

أشباح مرجانة.. مشاهد سينمائية من شريط الماضي

أحمد أسامة نقلا عن “فيس بوك

تصحبنا صفحات رواية “أشباح مرجانة” للكاتب محمود عبد الشكور والصادرة عن دار دون للنشر والتوزيع، في رحلة سريعة إلى الماضي القريب، حيث قلب القاهرة عام 1992م. نتعرف على “فؤاد” الذي يعود من غربة مدينة دبي ليواجه غربةً مختلفة في وطنه، رحلة تأخذه إلى ذكريات ماضيه وماضي أسرته وأسئلة الهوية.

مع كل صفحة، نكتشف عوالم جديدة، كلها تعكس حياة “بهجت الساعاتي” جده الغامض الذي ترك وراءه أملاك وسينما مهجورة تدعى “مرجانة”. هذه السينما تحكي حكاية حلم تحول لكابوس مثل انكسارات جيل وخيباته.

يحاول “فؤاد” إعادة الحياة لسينما “مرجانة”، وكأنه بهذا يعيد تشكيل ذكرياته، وأَثناء مهمته، يجد ذاته من جديد عبر ذكريات الماضي، وكأن الروح بُعِثت فيه من جديد، فيقرر البقاء والنبش أكثر في الذكريات، محاولًا إثبات أن روحه ما زالت تتوق إلى حياة بسيطة التفاصيل.

أبرز ما يميز الرواية كيفية تصوير المؤلف ورسمه للشخصيات، كل شخصية تشبه صورة رسمها الكاتب بكلماته. شخصياته حقيقية وواضحة رغم بساطتها، ونشعر بصراعها الداخلي المستمر، والحوارات باللهجة العامية تجعل الشخصيات قريبة للقلب.

نشعر بعمق معاناة المؤلف نفسه في حكاية “فؤاد”، الذي يتحدث عن التسعينيات بألم شخص عاش كل تفاصيلها. منذ غزو العراق للكويت، عاش هذا الجيل في قلق مستمر. يسلّط المؤلف الضوء على أحداث تلك الحقبة من صعود للجماعات الإسلامية، اغتيال “فرج فودة” ثم محاولة اغتيال نجيب محفوظ.

بأسلوب سينمائي يصور لنا المؤلف تأثير تلك الأحداث على جيله. فيبدو رده كرد جيل واجه الخذلان بصمت حتى جاء زلزال 1992 الذي زلزل كيانه وظل يتساءل عبر صمت السينما، هل يوجد ما يدفعنا إلى مواجهة واقعنا المر بدلا من الهروب منه؟

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات