السبت, يونيو 14, 2025
Dawen APP
الرئيسيةمقالاتخالد أمين يكتب: نشرة أخبار المريخ مع المكوكي

خالد أمين يكتب: نشرة أخبار المريخ مع المكوكي

والآن مع النشرة الإعلامية، مخصوص إليكم من المريخ، تقدم إليكم نشرة الأخبار من إعلاميكم المفصّل “المكوكي”.. وإليكم موجز الأخبار:

١. منظمة “نعم لإفساد العلاقات” بشعارها الشهير: “لا لدعم الزواج، ونعم للكدح والإخلاص في الطلاق”.
حاول أحد الحضور على المنصة أن يقول هرطقة على غرار: “ولكن.. لو بذل القوم مجهودًا لإنجاح الزواج بنفس التقديس المبارك بالكبرياء للطلاق، لكان…”
ينقطع كلامه بغتةً عندما يطلق أحد الحراس شعاع ليزر من سلاحه وينسف رأسه.
وعلى صعيد آخر، تواصل المنظمة جهودها في نشر ريلز ومقاطع فيديو تجعل فكرة الزواج للإناث والذكور أشبه بمحاولة الانحناء بمؤخرتك العارية أمام غوريلا غاضبة لديها خلل في الهوية يؤكد لها أنها “ليليان المغتصب”.

٢. تم حرق أربعة مهرطقين ادّعوا _ صدق أو لا تصدق _ أن المرض النفسي خدعة ونظرية مؤامرة، يتهمون بها من يرون الحقيقة فعلًا، وأن شركات الأدوية اختلقت الاكتئاب لتبيع المهدئات. تم حرق المهرطقين في ميدان عام.

٣. القبض على رجل حاول أن يعاشر زوجته في ليلة الدخلة.

٤. تم منح جوائز لطابور متطوعين في جمعية “أخصاء الرجال”.

٥. ومنحت منظمة “اهتمي بنفسك” جائزة، بعد مداولات من لجنة تحكيم، للمرشحة “سوسي”، لكونها تشبه كل من حولها بفضل الفلتر ورسم الحواجب على طريقة ساحرة ديزني الشريرة.
وستُقام مسابقة “الكل متطابق شكلًا” في الستوريز الخاصة بالفتيات. لا تنسوا أن تقفوا وتقرصوا أمام الكاميرا كالمجاذيب، فتيات أو صبية، فالمسابقة مفتوحة للجميع.

٦. إعطاء جائزة الرجل المثالي لمراهق شاهد أكبر عدد من الأفلام الإباحية.

٧. تم عقد مهرجان لتكريم العائلات النرجسية وما يتسببون فيه من أذى نفسي وكمٍّ من الأمراض والتشوهات النفسية لأبنائهم.
وكانت هناك وقفة شرف وتصفيق لـ “أب غير موجود” وأم داعمة لدرجة أنها تسببت في انتحار ابنتها من فرط الدعم.
تلك الأم تعطي ورشًا نفسية لتعليم فن الانتقاد والتحطيم وإثارة جنون الأبناء باللامنطق الجدلي والسفسطائي في النقاش. ولا يزال البحث عن الأب جاريًا.

٨. حصل أحمد عدنان على جائزة الصديق المثالي بعدما قال لصديقه الغارق الذي سقط من القارب: “كفّ عن النواح، أنت تمثل ٢٪ بالنسبة لي، مت في صمت أو تعلم فن الغرق، فقط كفّ عن محاولات السباحة الخرقاء تلك”.

٩. تكريم رجل قطع رأس زوجته الحُبلى وقدمها لضيوفه على مائدة العشاء.

١٠. حاول أب أن يبتسم لدى رؤية ابنه في الحضانة عقب ولادته، فقبضت عليه فورًا مصلحة الضرائب.

١١. فتاة تنتظر خطبة حبيبها منذ اثني عشر عامًا، لكنه لا يزال مترددًا.
تبدو كالعروس في قصة ديكنز، التي ظلت في حفل زفافها مرتدية الفستان الأبيض، رحل الضيوف وتعفن الطعام وساد الظلام، لكنها لا تزال تجلس بعد ثلاثين عامًا، تنتظر.
على أي حال، تم تكريم الفتى لشجاعته في اتخاذ القرار.

١٢. سحل زوجين نجحا في قصة حبهما وزيجتهما في ميدان عام.

١٣. تكريم زوجة للغزل والخيانة الإلكترونية مع الغرباء عبر السوشيال ميديا، بينما زوجها يغطّ في نومه جوارها مبتسمًا لفكرة أن حبيبته بجواره.

١٤. تكريم زوج لخيانته لزوجته التي تنتظره في المنزل وتطلب منه أن يطلب لها طعامًا، بينما هو يقبل موعده الغرامي أو عشيقته.

١٥. حاول العالم النفسي إيّاه أن ينبه الناس إلى أن يتصرفوا بوعيهم بدلًا من التسليم للباطن، وحذّر من أن مهاجمة وانتقاد من هم مختلفون عنك هي غريزة بدائية بداخلنا، ألا وهي غريزة النجاة الخاصة برجل الكهف: الخوف مما لا تفهمه فتهاجمه.
ونوّه إلى أن التعاطف _ تبنّي وجهة نظر الآخرين العاطفية _ هو صفة تطور بشري لنفس النوع الذي كتب واكتشف الموسيقى.

١٦. حرق مهرطق ادّعى أن حقبة كورونا والكمامة والبقاء في المنزل لم تكن سوى مؤامرة ضد الشغف والإبداع والتفكير عامةً.

تنتهي نشرة أخبار المريخ مع مذيعكم المفضل “المكوكي”…


فاصل إعلاني:
“ولا تنسوا التبرع لهيئة ‘هيا لنعبد المال، فهو الغاية، وليس هدفًا جانبيًا للأهداف أو الأحلام. هيا بنا لنعبده ونقدّسه ونموت من أجله، وتتمحور حياتنا في اللهاث خلفه’ “
الإعلان برعاية شركة: “افعل كل شيء لأنك تحب نفسك وكبرياءك وعضوك التناسلي”
وإلى لقاء قريب
المكوكي يدمدم بصوت خافت بعد انتهاء النشرة: “لا أعتقد أنه يوجد فضاء حقًا… وخدعة الصعود للقمر إياها تلك في الستينات…”
صوت “بانج”…
أحدهم يعيد سلاحه الليزري إلى غمده ويقول بصوت ضفدع: “وداعًا يا مكوكي”

نشرة أخبار موجزة من المريخ مع إعلاميكم المفضل “المكوكي”، أو أحدهم يرتدي قناع المكوكي..
“نسف رأس رجل بشعاع ليزر لأنه حاول أن يتزوج فتاته. لا تزال جمعية ‘معًا من أجل غد مظلم’ تمارس عملها في حماية مجتمعنا الجميل كما ترون.
وفي سياق آخر، تم وضع أب حاول أن ينزه ابنته في نهر الزمن الأبدي ليصبح عالقًا هناك بتهمة الحنان وإبداء المشاعر.
وتم القبض على فتاة مراهقة لأنها لم تضع فلترًا ولم ترقص أمام الكاميرا مثل زميلاتها في المدرسة.
وتم محو امرأة “بالليزر كما هو معتاد” لأنها اعترضت على خيانة وقسوة زوجها وضربه لها.
وهناك أقوال أخرى أن عملية إزالتها بالليزر تمت لأنها اشتكت من آلام الوضع (الولادة)، لكن جمعية الغد أكدت أن السبب هو أنها بكت عندما ضربها زوجها.
وسوف نوافيكم بأخبار المريخ دومًا.

نسف رأس رجل بشعاع ليزر بعدما همس لزوجته بحب: “أعدك أننا سنظل هكذا إلى الأبد…”
مراسلكم المكوكي من المريخ يؤكد لكم أن جمعية “نحو غد مظلم” تؤدي كامل دورها للحفاظ على المجتمع.

نشرة أخبار إعلاميكم المفضل “المكوكي”…
“تم خزوقة عدد من المهرطقين بالليزر بتهمة العاطفة والمنطق”
ونتوجه بالتهنئة للمريخي د.بلاخبوخ بولشيت على اختراعه لجهاز الليزر المخوزق.

وأوضح د. بولشيت أن هذا الجهاز الجديد سيضمن خزوقة كاملة لأيٍّ من المهرطقين التاليين:

أصحاب القدرة على التعاطف والإمباثي.

أصحاب الوعي بالذات الذين يسألون أنفسهم “لماذا؟” ويحاولون فهم تصرفاتهم.

أصحاب الشغف. وأكد د. بلاخبوخ أن تلك الفئة تكاد تنعدم.

“مقاطعة من أحد الحضور”
– مستر مكوكي، ماذا عن تلك الأنباء عن قوم لا يزالون يذهبون إلى المتاحف والأوبرا والمكاتب والمسرح والسينما بنيّة الاستماع والاستعانة بالخيال والإبداع لإنقاذ الصحة النفسية للناس و…
صيحة: مهرطق! أخصوه بالليزر!
– أحم.. المكوكي معكم، وبرجاء تجاهل إشاعات هذا المهرطق.
شكر وافٍ لدكتور بلاخبوخ بولشيت…

عاجل – نشرة أخبار إعلاميكم المفضل، المكوكي:
صرّح دكتور بلاخبوخ بولشيت، مخترع جهاز “الخزوقة بالليزر”، بالآتي:
“تم صفع مؤخرات أسرة كاملة بالليزر. الجلدات المؤخرية عقاب فعّال جدًا، كما ترون، لأنهم اجتمعوا في مائدة رمضان بونس، وتبادلوا الضحكات، ودعموا بعضهم البعض بدون سخرية واستهزاء ونرجسية. وعليه، فقد قام جنود منظمة (نعم لتعذيب الطفل الداخلي وهُراااه للتروما) بالقبض على أفراد تلك الأسرة. العقاب: عشرون جلدة ليزر على مؤخرة عارية لأقارب الدرجة الأولى، وعشر جلدات ليزر من فوق السروال للمعازيم.”

المكان: ستوديو المكوكي، المريخ
“تيست صوت.. تيست صوت”
– لماذا تقول “تيست” بدلًا من “اختبار” يا مكوكي؟
– آسف آسف.. زعنفة كانت تتصل بي وبالي كان مشتتًا…
مدير التصوير، بوجه أخطبوط محتقن وزعانف تتدلى من ظهره: كم مرة قلت لك أن هذا مكان عمل يا مكوكي!
يكاد المكوكي أن يرد، لولا أن يرتفع أحد الممصات المتدلية من عنق المدير ويصيح: بث مباثر…
يتبدل تعبير وجه المكوكي في ثوانٍ، ويلتفت صوب الضيف الجالس بالمقلوب أمامه و…

– مرحبًا بك في نشرة الأخبار المريخ، يا دكتور بولشيت، مع إعلاميك المفضل. إنه لخزي حقيقي أن نستضيفك هنا، ولعل جمعية التشريد قد تُشيد بجهودنا في إطلاع أهل المريخ على مجهوداتك ضد المهرطقين من أمثال جمعية التكريم مثلًا… وتهنئة خاصة على اختراع جهاز الخزوقة بالليزر.
– كامل جحودي ونكراني لك يا مكوكي وللاستوديو على استضافتي. نعم نعم… المهرطقون متعبون. يتحدثون عن الشكر والتكريم واللطف، وكل تلك الأشياء التي تهدد استقرار مجتمعنا المعتوه. بل تخيّل أنهم يتحدثون عن أمور مثل الابتسام في وجه الغرباء بدلًا من البصق في وجوههم. يريدون تغيير وجداننا الجمعي، ولذا كان لا بدّ لهم من أجهزة الليزر كي تجلد مؤخراتهم.

“شريط أخبار يمر على الشاشة خلال حديثهم، ويعرض الآتي:”
“جمعية نعم للتبول في الشارع تعطي الكأس الذهبي لرجل تبول في سبعة وعشرين ميدانًا وعلى وجوه بعض المارة.”

عودة للقاء:
المكوكي: هل هو أمر حقيقي مسألة إطلاق سراح كبير المهرطقين المدعو طبرسقا؟
دكتور بلاخبوخ بولشيت: لن يحدث أمر كهذا إلا لو جلس بنفسه على جهاز الليزر الخاص بي لمدة أعوام.
– هاها.. يستحق هذا بكل تأكيد.

مداخلة ليزرية:
دكتور بولشييييت، أنا من أشد معجبيك. لازلت لا أصدق ما حاول كبير المهرطقين طبرسقا أن يفعله… أن يحاول نشر ثقافة الاعتذار بين الناس والاعتراف بالخطأ بدلًا من اللوم والإسقاط النفسي؟ ما الذي يحاول هذا المهرطق أن يفعله بنا؟ نعترف بأخطائنا؟ نعتذر؟! بدلًا من التنظير وجلد الآخرين؟! هل جرب مدى نقاء وطهارة ما نفعله كي يهاجمنا؟ راحة بالنا ونحن نتبول فوق لوح الموناليزا على حد قوله… يا للمهرطق. بل وقد حاول تقديم كتاب وفيلم ومعزوفة أوبرا ولوحة زيتية ومسرحية بأفكار جديدة تمامًا! هذا الوغد ابن الزانية! يريد أن يقدم إبداعًا؟ ويتحدث مع الناس عن أشياء كالخيال والمشاعر؟ لا أصدق هذا! ابن الزانية هذا! مجتمعنا كان في خطر حقيقي منه! بالأخص عندما طلب من الفتيات ألا يرقصن أمام الكاميرا طيلة الوقت، وأن يحاول الفتية أخذ خطوات جادة مع فتياتهن… لا بد من أن يتم خصيه بالليزر لتلك التجاوزات. لا نعرف ما الذي كنا لِنفعله يا دكتور بولشيت… نحن نؤيدك! نعم للبولشيت! نعم للبولشيت!

يردد المكوكي بصوت هامس: نعم للبولشيت…
وهو يتمايل برأسه يمينًا ويسارًا.
ينتهي الاتصال.

دكتور بولشيت: متصل شغوف جدًا ومخلص.
المكوكي: حقيقة. هناك اتصال هولوجرام من فتاة وفتى عاريي الملابس في احتفالية طلاقهما.
دكتور بولشيت: رائع، سجله من أجل جمعية “يدًا واحدة من أجل الطلاق”.

يتم العرض، ولا يختلف قيد أنملة عن الوصف.
يتمتم د. بولشيت: رائع. هناك إحصائية تقول إن 60 ألف رجل يعيشون مع بنات ليل هولوجرام ولا يعلمون أن المصدر جهاز إلكتروني، بينما جمعية “نحن نساء مسترجلات” قد ضمّت 70 ألف فتاة عاملة تُعيل أبناءها بعد تخلصهن من أزواجهن… جمعية “يدًا واحدة من أجل الطلاق” تؤدي عملها على أكمل وجه.

يهز د. بولشيت رأسه برضا ويكرر العبارة، فيسأله المكوكي: وماذا عن المسلسلات؟
– كما تعلم يا مكوكي، نحن نختار بعناية ما نقدمه للاوعي جمهورنا. تحرص رقابتنا على عدم انسياب أشياء كالأمل، أو المنطق، أو المشاعر، أو – ولتحمنا آلهة المريخ من تلك الجملة – “التفكير”. لذا، يمكن القول باختصار إن كل المسلسلات والإعلانات تدور عن قوم في ثراء فاحش يعانون من مشاكل لأن أعضاءهم التناسلية لا تعمل كما ينبغي، أو أقصر من اللازم، أو عن أناس على كواكب أخرى شديدي الفقر ويلجأون للعنف…

(هنا يصمت الجميع، وتكف الكاميرات عن التصوير)
ينحني كل من المكوكي ود. بولشيت وطاقم الاستوديو ومدير التصوير وهم يرددون:
“نمجد العنف… نمجد العنف… نمجد العنف…”
يرددون دعاءهم وهم منبطحون، ثم يضيفون:
“نمجد الغيبة… نمجد الغيبة… نمجد جلد الآخرين… نحن أبناء جمعية المستقبل الجديد… نمجد الجحود وننبذ كل ما هو آثم وشرير كالمنطق الملعون…”

(يعودون لجلستهم وهم يلهثون في نشوة)
المكوكي: وماذا عن الصحة النفسية، يا د. بولشيت؟
د. بولشيت: الكل يسلّط أضواء كشاف عقله على الآخرين كأنها سيارة، ولا أحد ينظر لنفسه.
جمعية “معًا لتعذيب الطفل الداخلي وهُرراا للتروما” تؤدي كامل دورها داخل الأسر التي لم تتفكك بعد، وقد حازت جمعية “أب موجود لا موجود حقًا” جائزة مؤخرًا كذلك.
لذا يمكن القول إن الصحة النفسية للجميع هي سواد أوجه وأعين زائغة. يتصرفون كرد فعل، محتارين ولا يعرفون ما الذي يفعلونه بكل غرائزهم واحتياجات “الأنا” الخاصة بهم. وهذا سيقودهم للاكتئاب أو الغضب، لذا فكل شيء على أفضل ما يرام… لا قلق بشأن الصحة النفسية.

(تدمع عينا المكوكي من الفرحة، ويضيف سؤاله الأخير:)
المكوكي: وماذا عن الحب؟
– لا تقلق، مع الأدوية واللقاحات الزائفة التي تعاطاها القوم، لن يتمكنوا من ممارسة شيء جسدي.
جميعهم “أصدقاء لا أكثر”، وجمعية “سحقًا للوَنَس” قد تكفلت بالجزء الخاص بالمشاركة والحديث والألفة.
الكل صامت الآن، لو لم يكونوا على أجهزتهم الإلكترونية…

(يبكي المكوكي فرحًا ويقبّل يد د. بولشيت)
ينتهي اللقاء.

(المكوكي بمفرده داخل غرفة تبديل الملابس…)
(يزيل القناع من على وجهه ليكشف عن وجه كبير المهرطقين طبرسقا)
ما بالك شارد الذهن يا مكوكي؟
لماذا لم تقل “اختبار”؟
نبأ عن هروب طبرسقا.
يعيد طبرسقا قناع المكوكي، ويأخذ نفسًا عميقًا…
سيعود ويتظاهر أنه زوج زعنفة.
الميزة أن زوجة المكوكي لهي حقًا آلهة الصمت عند قدماء المريخيين.
المتزوجون لا يتبادلون أي حديث حقيقي ذو معنى إبان زواجهم على هذا الكوكب، ويخلصون للطلاق أكثر من الزواج.
والقوم لم يعودوا يفكرون أو يشعرون.
ود. بولشيت يمجد العنف، بينما القوم في الشوارع ينحنون أمام أعمدة آلهة الأموال…
“تبًا لكل هذا…” غمغم طبرسقا.
ثم انتبه لأحدهم يفتح الباب من خلفه، فتبدل تعبير وجهه بسرعة هائلة، وقال بود وترحيب:
“إعلاميكم المفضل، المكوكي، يرحب بكم.”

إحالة أوراق رجل لجهاز خزوقة الليزر بعدما حاول، هذا الوغد الرعديد، أن يبني عائلة لنفسه…
نشرة أخبار المكوكي – من المريخ.
وشكر خاص لجمعية “نعم لهدم الأسرة التي لا يصيح أفرادها ويسبّوا بعضهم البعض، نعم للتروما والأسر المختلة”،
ومؤسسة “تعذيب الطفل الداخلي” التي تواصل عملها على أكمل وجه.

عاجل من إعلاميكم المفضل – #المكوكي | #نشرة_أخبار_المريخ

تم إيقاف حركة غادرة من جماعة “سوف نبتسم ونضحك”، والتي تهدد بخطر داهم على مجتمعنا كما تعلمون. وكانوا ينتوون إقامة مسرحية كوميدية!
يا لجحود هؤلاء القوم!
وعلى الفور، تحركت مؤسسة “الجهاز المخوزق الليزري” تحت إشراف د. بولشيت، وتم إخصاء كل أفراد الحركة.
دعني أرى كيف سيبتسمون الآن؟

ولم تكتفِ جمعية “الليزر المخوزق” بهذا الجهد المشرف فحسب، بل قدمت عدة فيديوهات ريلز للجمهور الذي كان ينوي الذهاب للمسرحية…
فيديوهات قصيرة وجميلة عن ماعز يرتدي قمصانًا وينطح الفلاحين عراة المؤخرات في الحقل.
وقد ضحك الجميع على تلك المقاطع القصيرة، والتي تنشّط خلاياهم الإبداعية بالتأكيد.

حاول أحدهم أن يتساءل: “لكن الماعز لا ينطح…”
فتم إخصاؤه بالليزر كذلك.(ينتهي المكوكي من إعلان النشرة، ويتحسس القناع على وجهه، ثم يتمتم بصوت خافت، بعدما تأكد أن لا أحد يسمعه:)
“يضحكون… ولكن أبدًا لا يبتسمون.”

Khaled Amin
Khaled Amin
خالد أمين: كاتب وروائي مصري مهتم بأدب الرعب والتشويق والجريمة. من مواليد القاهرة عام 1989. يعمل كمحاضر أكاديمي في قطاع الجامعة ومدرب شركات خاصة, اهتم بدراسة الأدب الأمريكي والكتابة السينمائية وأدب الرعب والخيال والجريمة, صدر له رواية "هوس" عام 2012, ورواية "الشبيحة" عام 2013, وسلسلة روايات بعنوان "المجهول إكس" يصدر منها عدة أجزاء سنويًا, كما صدر له رواية "هؤلاء الذين عادوا" عام 2018, ورواية "إنهم يأتون ليلًا" عام 2019, "ليلة ظهور القرين", "زائر منتصف الليل" وتعد رواية "وقريبا سيحل الظلام" هي أحدث أعماله الأدبية.
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات