السبت, نوفمبر 23, 2024
Dawen APP
الرئيسيةأخباررؤية عبد الوهاب المسيري للفكر الصهيوني ومصير الاحتلال الإسرائيلي

رؤية عبد الوهاب المسيري للفكر الصهيوني ومصير الاحتلال الإسرائيلي

إسراء إبراهيم

شهدت الأيام الماضية تصعيدا خطيرا في الصراع بغزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية، التي شنت حربا على الشعب الفلسطيني ردا على عملية “طوفان الأقصى”، التي استهدفت مستوطنات إسرائيلية السبت الماضي. لتكون أكبر عملية عسكرية في الداخل الإسرائيلي منذ حرب 1948.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في استخدام قوته الغاشمة تجاه أهل غزة، الذين يواجهون من إبادة جماعية يقوم بها المحتل الذي يسعى لتنفيذ مخططاته الاستعمارية، والذي راح ضحيته حتى الآن ما يزيد عن 10 آلاف شهيدا، وأكثر من 27 ألف جريحا. وسط غطاء ودعم عالمي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

تتزامن تلك الحرب مع مرور 75 عاما على نكبة 1948، ومع محاولات الغرب تزييف الصورة الحقيقية لما يدور في فلسطين، لذا تُقدم مدونة دون هذا الملف حول القضية الفلسطينية وتاريخها.

للقراءة| 75 عاما على النكبة.. كيف تطور تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين؟

المفكر الكبير الراحل عبد الوهاب المسيري، كان مدركا لخطورة الفكر الصهيوني والكيان الصهيوني ووجوده في المنطقة العربية، وكرّس كتاباته وحياته للكتابة عن اليهود والفكر الصهيوني.

الكتابة عن اليهود

نشأ عبد الوهاب المسيري في بيئة دينية محافظة، وتبلورت لديه العديد من الأسئلة الفلسفية والفكرية على مدار سنوات حياته عن الكون والدين وغيرها من الأشياء، ولم يجد من يُجيبه عنها، ما دفعه لاستكشاف تلك العوامل بنفسه، حتى وصل واتجه أخيرا للإسلام كعقيدة ورسالة للكون.

يقول في وثائقي عن حياته: “لا يوجد أحد قاوم الإيمان الديني أكثر مني، واستغرقت العودة من 1956 وحتى 1974، وظلت مرحلة التساؤل في الولايات المتحدة حتى دخلت عالم الإيمان بين عامي 1979- 1980”.

عندما عاد من أمريكا عام 1969 قدمه صديقه أسامة الباز للكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي كان يشغل وقتها منصب وزير الإرشاد، فعينه مستشارا له ثم نقله كخبير لمركز الدراسات التاريخية والاستراتيجية، ومن تلك اللحظة التي انتقل بها في عمله الجديد كانت بدايته للتخصص في اليهود والصهيونية التي كتب عنها عشرات الكتب والمقالات، وجعلته واحدا من أبرز المفكرين الإسلاميين في العالم العربي.

كانت علاقته باليهود قد بدأت منذ مرحلة الطفولة، عندما كان يلتقي بصبي يُدعى موريس داوود مالح بدمنهور وهو عمره 11 عاما، وكان يذهب برفقته إلى مولد أبو حصيرة الذي وصفه بأنه كان لا يختلف عن الموالد الأخرى سواء إسلامية أو غيرها، وهنا تعلم الفرق بين اليهودية والصهيونية.

كانت هناك نقطة تحول في علاقته ومفهومه عن اليهود، عندما تعرف في الولايات المتحدة الأمريكية على يهودي عراقي، حدثه عن خوفه من نهاية إسرائيل، إذ أن اليهودي العراقي كان يخشى انتهاء دولة إسرائيل لأن العالم لن يرحمهم ويقبلهم كيهود، وسماعه لأول مرة عن نهاية اليهود كان أمرا محببا إلى نفسه ودفعه للمزيد من المعرفة عنهم.

يرى أن اليهود ليس لديهم معمار خاص بهم، حتى أن نجمة داوود من وجهة نظره رمز روماني ومسيحي، ويظهر في الزخارف الإسلامية.

رأي عبد الوهاب المسيري في التطبيع

وخلال برنامج “زيارة خاصة” على قناة الجزيرة، قال “المسيري”: رغم تطبيع حكومات عربية مع إسرائيل “تظل الجماهير بفطرتها السليمة معادية للصهيونية”.

وفي مقاله “الدولة الصهيونية بين المأساة والملهاة” يرى: “على عكس ما يتصور الكثيرون، فإن هاجس نهاية الدولة اليهودية يعشش في الوجدان الإسرائيلي، وهم محقون في ذلك، إذ يجب ألا ننسى أن كل الجيوب الاستيطانية المماثلة (الممالك الصليبية – الجيب الاستيطاني الفرنسي في الجزائر- دولة الأبارتهايد في جنوب أفريقيا) قد لاقت نفس المصير، أي الاختفاء”.

رؤية المسيري لتحكم الغرب في الوطن العربي

وفي مقاله “الشرق الأوسط الجديد في التصور الأميركي الصهيوني“، يقول المسيري: “إنه يمكن القول بكثير من الاطمئنان إن الإستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي منذ منتصف القرن 19 تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه”.

يتابع: “وهذا التصور للشرق الأوسط ينطلق من تصور أن التاريخ متوقف تماما بهذه المنطقة، وأن الشعب العربي سيظل مجرد أداة بيد معظم حكامه الذين ينصاعون انصياعا أعمى للولايات المتحدة”.

يردف: “ففي إطار التقسيم تصبح الدولة الصهيونية الاستيطانية، المغروسة غرسا في الجسد العربي، دولة طبيعية بل قائدة. فالتقسيم هو في واقع الأمر عملية تطبيع للدولة الصهيونية التي تعاني من شذوذها البنيوي، باعتبارها جسدا غريبا غرس غرسا بالمنطقة العربية”.

ويعتبر المسيري أن هذه النظرة تستبطن رؤية تعتبر الشرق العربي مجرد مساحة أو منطقة بلا تاريخ ولا تراث مشترك، تقطنها جماعات دينية وعرقية لا يربطها رابط وليست لها ذاكرة تاريخية ولا إحساس بالكرامة، فالعربي مخلوق مادي اقتصادي تحركه الدوافع المادية الاقتصادية، بحسب هذه الرؤية. 

دوّن تُحيي كتابات عبد الوهاب المسيري

 ومع التأثير الكبير الذي حققته كتابات عبد الوهاب المسيري، وقدرته على الوصول بفكره لأجيال عديدة، ونظرته الفلسفية الموسوعية. أرادت دار “دوّن” للنشر والتوزيع، أن تنقل هذه الرؤى وتلك الأفكار للأجيال الجديدة التي لم تتعرف على المسيري وسيرته بشكل كافٍ، لذا قامت بإحياء أعمال المفكر الكبير ليُعاد قراءتها من الجيل الجديد خاصة الشباب، وفي ذكرى وفاته العاشرة طرحت الدار 4 أعمال هي “الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان” و”نهاية التاريخ.. دراسة في بنية الفكر الصهيوني”، و”الصهيونية والحضارة الغربية” و”الإنسان والحضارة”، والتي حظيت باهتمام كبير من القراء وتصدرت قوائم الأكثر مبيعا مرة أخرى، وأصبح هناك اهتمام لدى شريحة كبيرة من القراء بإرث المسيري وإسهاماته الفكرية.

أبرز أعمال عبد الوهاب المسيري عن الصهيونية واليهود

من أبرز أعماله عن اليهود والصهيونية: الصهيونية وخيوط العنكبوت، الموسوعة الموجزة: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، التجانس اليهودي والشخصية اليهودية، البروتوكولات واليهودية والصهيونية، الصهيونية والحضارة الغربية الحديثة، في الخطاب والمصطلح الصهيوني، الإدراك الصهيوني للعرب والحوار المسلح، انهيار إسرائيل من الداخل، مقدمةٌ لدراسة الصراع العربي- الإسرائيلي: جذورُه ومسارُه ومستقبُله، الصَّهيونية والعنف من بداية الاستيطان إلى انتفاضة الأقصى، الجماعات الوظيفية اليهودية: نموذجٌ تفسيريٌّ جديد، الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى، اليهود في عقل هؤلاء، اليَدُ الخفية: دراسةٌ في الحركات اليهودية الهدَّامة والسرية، نهاية اليهود. وغيرها من العديد من الأعمال الكتب والدراسات.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات