كتب: هشم وهدان
مغامرة مثيرة ومختلفة يقدمها الكاتب الراحل ضياء الدين خليفة في روايته “شفرة الدولفين”. منظمة سرية تتولى على عاتقها مهمة حفظ السلام العالمي وحماية البشر من الأخطار والمؤامرات التي تستهدف أمنهم وسلامتهم!
طبعاً يبدو الهدف نبيلا، لكن هل هذه هي الحقيقة؟ أم أن الشيطان يرتدي ثياب الملاك ويفرش الطريق إلى جهنم بالنوايا الحسنة؟
تحمل الرواية طابع الأكشن والمغامرة مع جانب نفسي يتمثل في إحدى القدرات الفائقة للحس. منظمة سرية تقوم بتكوين جيش من البشر الخارقين عن طريق إجراء عمليات جراحية يتم من خلالها محو ذاكرتهم الأصلية وزرع رقاقات إلكترونية تمكن أصحابها من قراءة أفكار الآخرين ومن ثم القدرة على التحكم في مصير البشر بل والعالم أجمع.
هل الأمر كذلك فعلاً وبهذه السهولة؟ هل العقل البشري يمكن السيطرة عليه بهذه البساطة؟ ماذا لو تمرد العقل في وقت ما وقرر إعادة الذاكرة الأصلية لصاحبها بعد ما ظن الجميع أنها مُحيت تماماً؟ ماذا ستكون النتيجة؟
الحقيقة قدم الكاتب خلطة مثيرة من الأكشن النفسي في شكل مغامرة أحداثها متسارعة، تجد نفسك تلهث خلفها حتى تصل إلى النهاية وتكتشف حقيقة الأمر.
نهاية الرواية في حد ذاتها تستحق الثناء والإشادة أكثر من أحداث الرواية نفسها. هي نهاية مفتوحة في رأيي. نهاية تحمل بداخلها نهايتين مختلفتين. واحدة تتعلق بالمغامرة والأخرى تتعلق بالجانب النفسي لبطل الرواية. يتركك الكاتب في حيرة، أي نهاية هي المنطقية؟ من نُصدق؟ كلا النهايتين لهما ما يبررهما داخل أحداث الرواية وهذا هو ما أُطلق عليه الإبداع الفكري والخيال الخصب للكاتب ولمسته الشخصية التي تجعله متميزا ومتفردا عن غيره.
مع كل رواية أقرأها للكاتب أتأكد فعلاً أننا فقدنا موهبة عظيمة ومتفردة كانت لتحتل مكانة خاصة بها في عالم الأدب إذا قُدر لها البقاء لكنها إرادة الله ولا نملك إلا قبولها والدعاء للكاتب بالرحمة والغفران. رحم الله ضياء الدين خليفة وأسكنه فسيح جناته.