نقلا عن جروب مكتبة وهبان
❞ صار يستشعر وكأنني تميمة سحرية تجلب له السعادة والفرح، لا يعلقها على صدره، لكنه يخبئها بأعمق أعماق قلبه ❝
قرأت من قبل كتاب مهم باسم “صناعة الجهل” لـ نعمات أحمد فؤاد. هو عبارة عن مقالات مجمعة كتبتها الكاتبة في الجرائد ويحتوي أيضا على مقالاتها الممنوعة، وتؤرخ لفترة السبعينات، بكل ما فيها من قبح وتدمير ممنهج للمدينة وانتشار للتخلف الذي ضرب كل أنحاء مصر.
ولكن ما فعلته الكاتبة سلوى بكر في روايتها “فيلة سوداء بأحذية بيضاء”، الصادرة عن دار دوّن للنشر والتوزيع، هو تأريخ للتحولات التي حدثت في مصر والشخصية المصرية في فترة السبعينات بداية من أثر هزيمة 1967 في عموم المصريين، وسيطرة الجماعات الإرهابية على مصر.

يأتي لك في أسلوب روائي مشوق، يجعلك تحزن على كل هذا القبح الذي أصاب مصر. القبح الذي تراه في العمارات والأبراج السكنية، الشوارع وسوء تخطيطها والفوضى العارمة. من خلال الرواية ترصد الكتابة التطرف والإرهاب الذي تغلغل في عقول الشعب. تفتح الجراح مرة أخرى، عن الانفتاح الاقتصادي في الحقبة الساداتية، وهجرة المصريين إلى الخليج، وعودتهم بكل قيم الرجعية والإرهاب الديني، والغزو السعودي الثقافي لمصر، وتحريم كل شئ.
ترصد الكاتبة النفاق الديني الذي ضرب في جذور الشخصية المصرية. الرواية تمتد في الفترة الزمنية بين 1968 حتى 1981، وتبدأ الرواية بمشهد ظهور العذراء في كنيسة السيدة العذراء بالزيتون سنة 1968، كان الشعب محملا باليأس والهزيمة.
تعلق الكاتبة عن ذلك:
❞في الأعماق، ولدى الجميع، ظلَّ الخلاص قرين المعجزة، كان ثمة آلاف من الناس وقتها يرغبون بحدوث خلاص ما.. خلاص من أمرٍ غامضٍ يجهلونه تمامًا، وينتشلهم من معاناةٍ وجودية عميقة”
و ربما ذلك يجعلنا نربط بين في أزمنة اليأس يلجأ البشر إلى الغيبيات كملاذ آمن من واقع يأسوا من تغيره”.
الرواية جاءت على لسان بطلتها (عفت) والتي ترصد التغيرات في مصر من خلال التحولات الجذرية في شخصية زوجها حسام.
❞ كان لديه تعريفٌ بسيطٌ للحب وهو: أن ننظر معًا في الاتجاه ذاته، لا أن ننظر بعضنا لبعض. ❝