السبت, ديسمبر 21, 2024
Dawen APP
الرئيسيةمقالات"ميت مطلوب للشهادة".. الجثث تبوح بأسرار الموتى!

“ميت مطلوب للشهادة”.. الجثث تبوح بأسرار الموتى!

سيد علي نقلا عن أخبار اليوم

تلعب اللغة التي نتحدثها دورًا كبيرًا في الطريقة التي نرى بها العالم، طبقًا لنظرية «سايبر وارف». فكلما تعلمنا لغة، زادت قدراتنا وفتحت لنا آفاقًا جديدة. وإذا اعتبرنا أن للميت لغة تواصل، وللجثث سُبل استقراء، فإن من يجيد فهم هذه اللغة يمتلك قدرات خاصة لا محالة. فصوت الميت ولغته ليسا بالضرورة صوتًا مسموعًا، وليسا جزءًا من فيلم رعب. بل تمتلئ الجثث بحكايات لا يقرأها إلا من امتلك القدرة على الاستقراء. والطب الشرعي هو العلم الذي يتعاطى مع الموت، بفك طلاسمه والكشف عن خباياه، من خلال الطبيب الشرعي.

يقدم لنا كتاب «ميت مطلوب للشهادة – حكايات من أروقة الطب الشرعي»، للدكتورة سمر عبد العظيم، الصادر عن دار دوّن للنشر، عدة حكايات تترجم مشاعر من ماتوا في حالات جنائية، وانقطع صوتهم، ولم يبقَ سوى الطبيب الشرعي ليترجم هذه المشاعر ويعبر عنها ويوصلها لنا.

وتقول الدكتورة سمر عبد العظيم، التي تخرجت من كلية الطب جامعة عين شمس وعملت كأستاذة في قسم الطب الشرعي، إن هذا الكتاب يعد أول أعمالها المطبوعة. وتضيف أن لكل ميت حكاية يعجز عن سردها، وفي كثير من الأحوال الجنائية، تكون الأسرار التي يحملها المتوفى ذات قيمة عالية؛ واستنطاقه، إن كان ممكنًا، يكون باهظ الثمن وعظيم القيمة. وتضيف: «حكايات “ميت مطلوب للشهادة” كلها استنطاق للموتى باستخدام الخبرات الميدانية التي يمتلكها الطبيب الشرعي. فهو الأذن التي تسمع والقلب الذي يعي». وتؤكد: «حين شرعت في كتابة هذه المجموعة، كان هدفي الأول هو توضيح أن الجثث تبوح بأسرارها فقط لمن يستطيع قراءتها».

هناك 17 حكاية تمزج فيها الكاتبة بين الأدب والمعرفة، بين آلام الواقع، وتشرح لنا الدكتورة سمر الأسباب العلمية والطبية والطريقة التي اتبعتها في تقصي الأدلة والعلامات التي ظهرت على الحالات، مهما كانت صغيرة، حتى تصبح كل حكاية متكاملة يستفيد منها كل من يقرأها؛ سواء كان متخصصًا في الطب الشرعي أو قارئًا يبحث عن المتعة والإثارة والتشويق.

ومن بين هذه الحكايات نقدم هنا ملخصًا لواحدة منها، جاءت تحت عنوان «كفني على يدي»، والتي قدمتها الكاتبة على لسان المتوفى. تدور القصة في صعيد مصر، حيث سالت الدماء بين عائلتين على مدى سنوات، ورغم الصلح الذي تم بينهما، إلا أن الشر ظل مستمرًا ومسيطرًا. انفجر الصراع مرة أخرى حين شاءت الأقدار أن يقع القتيل وصديقه، من العائلة الأخرى، في حب فتاة واحدة، وتنافسا على الزواج منها. وفي رحلة صيد جمعت بين الصديقين، حدث الحادث المروع الذي غيّر كل شيء في حياة البلدة. بطلق ناري، سقط القتيل، وفرّ صاحبه إلى القاهرة هربًا من الثأر. وبعد مرور عام على دفن الجثمان، وبناءً على بلاغ تقدمت به والدة المجني عليه، تم استخراج الجثمان ونقله إلى المشرحة. هناك اكتشف الطبيب الشرعي أن الطبيعة قد حفظت الإصابات والعلامات بالجسم وكأن الدفن كان بالأمس. وبعد الفحص، كانت المفاجأة الكبرى أن المجني عليه مات بسبب خرطوش فاسد انفجر في وجهه بدلاً من أن يخرج من فوهة بندقيته أثناء الصيد بجوار صديقه المتهم بالقتل. وفي نهاية القصة، تقدم الدكتورة سمر التفسير العلمي والطبي لما حدث.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات