تحدث الكاتب وائل السيد علي عن روايته الأخيرة “الرجل الذي أراد أن يكون”، الصادرة عن دار دوِّن للنشر والتوزيع مع بداية العام، واصفا الرواية بأنها بمثابة رسالة اعتذار للحياة التي غالبًا ما نلومها على تقصيرها.
تابع “علي” خلال حواره مع صحيفة “الأخبار“: فأنا أؤمن أن الطموحات والأحلام التي تسيطر علينا في بداية حياتنا تكون وليدة تسرعٍ وتأثرٍ بنجاح أحد أفراد العائلة، أو أبطال الأفلام والروايات التي قرأناها، أو ربما برغبات يزرعها الآباء فينا، رغم أنها قد لا تناسبنا. عندما بدأت في كتابة الرواية، كان تحديد حلم البطل تحدياً مرهقاً؛ فمن منا لم يحلم بأن يكون طيارًا، أو صحفيًا لامعًا، أو ضابط شرطة، أو مهندسًا مرموقًا؟ استشرت نفسي واكتشفت أن جيلنا نشأ على روايات المغامرات والجريمة، فأصبح غموض عمل الطبيب الشرعي وإثارته هاجسًا يسيطر على أحلامنا. أنا شخصيًا “أردت أن أكون طبيبًا شرعيًا”، وهذا كان الاسم المقترح للرواية. وعندما بدأت أبحث عن القضايا الاجتماعية التي ستجذب البطل بعد أن فقد حلمه، فوجئت بكثرتها وتعقيدها، فاخترت أربعة من أبرزها وأنا أشعر بالتقصير.
وعن علاقته بشخصيات الرواية، قال: بالطبع كل شخصية تمثل جانبًا من شخصية الكاتب. ربما يتاح للبطل الرئيسي فرصة أكبر لإظهار جوانب من نفس الكاتب ومعاناته، لكن الشخصيات الثانوية تكشف الكثير من خبايا تلك النفس. فالكاتب بحذرٍ شديد يضع نفسه مكان كل شخصية، متحملًا الظروف والأفكار التي تحيط بها ليؤدي دوره في القصة بالصورة المطلوبة.
أما عن المزج بين الواقع والخيال في أحداث الرواية، أوضح أنه يمكننا ترويج فلسفة “الرجل الذي أراد أن يكون” كواقع للجميع؛ فكلنا نريد أن نكون الأفضل، ولكن الحياة وظروفها غالبًا ما تفرض علينا أن نسلك مسارات مختلفة عما كنا نخطط له. لكن الخيال في الأحداث ينبع للأسف من ثقافتنا التشاؤمية التي تقوم على أن الواقع لن يتغير، ولكننا نحن الذين نتغير لصالحه فقط. حتى معايير النجاح في مجتمعنا أصبحت مرتبكة.
وعن عمله القادم، قال: مشروعي المقبل هو رواية أخرى من نوع الجريمة الاجتماعية، وهي لا تقتصر على الأحداث التشويقية فقط، بل تبرز أبعادًا ثقافية واجتماعية وظروفًا درامية وإنسانية.