إسراء إبراهيم
يتزايد اهتمام القراء منذ عدة سنوات بالاتجاه للقراءة الإلكترونية، والتي تلقى رواجا كبيرا خلال الفترة الماضية خاصة بعد فترة الانغلاق التي شهدها العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المفاجئ عالميا، ما دفع القراء والجهات المسؤولة عن عملية النشر تقديم خدمات إلكترونية للقراءة أكثر احترافية ودقة لجذب المزيد من الجمهور لتلك المنصات.
للقراءة| 9 سنوات على رحيل السيدة “راء”.. محطات في حياة رضوى عاشور
مواكبة التحول الرقمي وتحديات الإطلاق
ومنذ عام 2020، كانت دار “دوّن” للنشر والتوزيع، من أبرز دور النشر التي اهتمت بتقديم الخدمات الإلكترونية لقرائها. فأصدرت تطبيقا إلكترونيا للقراءة يحمل اسم الدار عبر “جوجل بلاي” و”أبل ستور”.
من جانبه قال الكاتب والناشر أحمد مهنى، ومدير التطوير بدار “دوّن” للنشر والتوزيع، في تصريحات لمدونة دار “دوّن”، إن الدار اتجهت لإنشاء التطبيق لمواكبة التحول الرقمي الذي يحدث في العالم، خاصة إذا كانت تلك التقنيات الحديثة مستخدمة ومنتشرة في الخارج، فنشعر أن لدينا واجب تقديمها بشكل أسرع في الدول العربية.
أضاف إن من بين الصعوبات التي واجهت “دوّن” في إنشاء تطبيقها، هو ندرة وجود المبرمجين الذين يعملون على ذلك النوع من التطبيقات في المنطقة العربية. فكان الموضوع أشبه بتحدي. ورحلة البحث عن الموارد والمبرمج جعلت تكلفة العمل على التطبيق مكلفة جدا.
تابع مدير التطوير بدار “دوّن”، إن الفكرة تعتبر جديدة على المطورين العرب، فأحيانا كان هناك سوء فهم للمتطلبات التي تحتاجها الدار للخروج بأفضل شكل لتطبيقها الإلكتروني، لأن موضوع الكتب يعتبر جديدا في سوق التسويق الإلكتروني.
يواصل أن التحدي كان أكبر بكثير وقت أزمة كورونا عام 2020، وهو العام الذي بدأ فيه العمل الفعلي على التطبيق، إذ كان التوجه العام كان نحو التسويق الإلكتروني واستهلاك المحتوى عبر الإنترنت. مشيرا إلى أن المسؤولين في الدار قابلوا أكبر عدد من الشركات في تلك الفترة، رغم مقابلاتهم لشركات أخرى من قبل. وفي النهاية تم تشكيل فريق داخل الدار نفسها حتى تستطيع نقل رؤيتها للقائمين على تصميم التطبيق.
كتب إلكترونية وصوتية في آن واحد
استغلت دار “دوّن” تقديمها تطبيقا إلكترونيا لقرائها، ولم تكتف بتوفير الكتب للقراءة فقط. بل قدمت فكرة أخرى تجعل من التطبيق تطبيقين في نفس الوقت. إذ توفر الدار من خلال التطبيق خدمة الاستماع للكتب الصوتية.
فيوجد مجموعة من الكتب المسجلة صوتيا، يتاح للقارئ الاستماع لأجزاء منها مجانا.
أكثر من 400 إصدار
يضم التطبيق الإلكتروني كافة إصدارات الكتب الصادرة عن الدار، حتى أحدثها. والتي يبلغ عددها نحو 400 إصدار، و60 كتاب صوتيا. مقسمة في واجهة التطبيق بشكل يوفر السهولة للقارئ للوصول لما يريده.
ستجد في الأسفل مجموعة من التصنيفات لترتيب الكتب حسب تصنيفها الأدبي في أقسام تسهل على القارئ الوصول إليها. ويوجد قسم للإصدارات الحديثة فقط.
عندما تختار كتابا لقراءته ستجد ملخصا عما يحتويه الكتاب المقصود، بالإضافة إلى إتاحة عدد من الصفحات للقراءة بشكل مجاني.
وطبقا لـ مدير التطوير بالدار، فإن “دوّن” تسعى لضم إصدارات دور نشر أخرى، ولكن بعدما يتم التأكد من أن تجربة التطبيق في أفضل شكل، لأن تلك النوعية من التطبيقات تكون مدة تجريبها طويلة. وسيتم توفيرها بنفس الطريقة التي يتم توفير كتب الدار بها، سواء إلكترونية أو صوتية أو ورقية.
مزايا أخرى
بالإضافة إلى توفير التطبيق لخاصتي القراءة الإلكترونية، والاستماع الصوتي للكتب. فيمكن للقارئ الذي يحب الاحتفاظ بالكتب الورقية، طلب نسخة ورقية من الكتاب الذي يريده عبر التطبيق، من خلال ميزة شراء الكتاب ووصوله .
يؤكد الكاتب أحمد مهنى، أن الدار كانت حريصة على توفير كافة أشكال الكتب لمحبي القراءة، عبر نفس التطبيق لتكون تجربة شاملة. ويمكن القول بإن تلك التجربة كانت الأولى من نوعها في الوطن العربي.
يمكن أيضا تحميل الكتب سواء صوتيا أو إلكترونيا، وقراءتها دون إنترنت في أي وقت يناسب القارئ. وأيضا مُتاح للقارئ تدوين ملاحظاته الخاصة على ما يقرأ.
كيفية التسجيل
طريقة التسجيل في التطبيق سهلة جدا، من خلال البريد الإلكتروني وتسجيل رقم الهاتف ورقم سري خاص بك.
يوجد تنوعا كبيرا في الباقات التي يقدمها التطبيق، فتبدأ الباقات الشهرية من 4 دولار شهريا. ويصل سعر الباقة السنوية إلى 34 دولار. وفقا للمعلن على التطبيق نفسه.
من جانبه أكد أحمد مهنى، أن الاشتراكات في التطبيق حاليا أغلبها بنظام الهدايا والمكافآت وليس بنظام الاشتراك المدفوع، حتى لا تكون الدار قد غرمت قرائها أموالا، ومن ثم لا يحصلون على تجربتهم كامل في حال وجود بعض الملاحظات حول التطبيق.
يشير إلى أن الدار تقدم تلك الاشتراكات سواء للكتاب على هيئة هدايا، أو لقراء الدار ممن يتواجدون في معارض الكتاب التي تشارك بها “دوّن”. ولا تسعى الدار لأن يكون المشتركين في التطبيق حاليا بنظام الاشتراك المدفوع، لأن التطبيق لا زال في فترة تجريبية، ونأخذ الملاحظات بشكل جديّ.
