الأحد, ديسمبر 22, 2024
Dawen APP
الرئيسيةأخبارأبرز تصريحات مناقشة رواية "لعبة البيت" لـ إيمان جبل

أبرز تصريحات مناقشة رواية “لعبة البيت” لـ إيمان جبل

إسلام وهبان

أقيمت مساء الخميس الماضي حفل توقيع ومناقشة رواية “لعبة البيت” للكاتبة إيمان جبل، والصادرة عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، والتي ناقشها الكاتب والناقد طارق إمام. وذلك بمبنى قنصلية بوسط البلد.

من جانبه قال “إمام” إنها منحاز لتجربة إيمان جبل الأدبية المتنوعة سواء في الرواية أو القصة أو الشعر، معربا عن إعجابه بكتاباتها وتحديدا روايتها الأحدث “لعبة البيت”، والتي حققت عددا من العناصر الموظفة بشكل جيد لتقديم نص مختلف مليء بالتجريب والخروج عن المألوف، مشيرا إلى أن هناك استخدام خاص للغة في الرواية حيث نرى تهجينا بين اللغة السردية واللغة الشعرية، كما أن هناك مزيجا ما بين الحلم والواقع، فضلا عن طرحها لسؤال الكتابة نفسه وكيف تكون جزءا من موضوعات الرواية التي يتم طرحها، لافتا إلى أن هناك أبوابا عديدة يمكن الدخول منها لرواية “لعبة البيت”.

أشار إلى أن من يقرأ الرواية ومنذ اللحظة الأولى يجد نفسه أمام مداخل عدة، أولى أن البداية قد توحي أنك أمام أدب بوليسي فهناك بطلة سجينة لشخص مجهول وتحاول أن تتعرف على سبب سجنها ثم يُطلب منها تنفيذ طلب ما إذا أرادت الحصول على حريتها. كذلك هناك إحالة واضحة للحكايات الشعبية وفكرة الأساطير التي تحكيها الجدات حول الأمير الذي يجد نفسه أمام مهمة معينة إما أن ينجح فيها للحصول على حريته أو أن يفشل فيها وما قد يترتب عليه من عواقب مجهولة. أما المدخل الثالث فهو مدخل ميثولوجي يتمثل في رمزية التفاحات الثلاث التي على البطلة أن تأكلها إذا ارادت أن تتحرر، وعلاقة ذلك بما حدث لآدم وحواء في الجنة، لافتا إلى أن الرواية تطرح تساؤلات عديدة حول مفهوم السجن والحرية والخطيئة وغيرها من الأفكار والمفاهيم التأملية والفلسفية التي قدمتها الكاتبة بذكاء من خلال الرواية من خلال مزج بديع بين الواقع والخيال وكأنك في حالة حلم.

أضاف أن هناك روايات تقدم لقارئ من الوعود أكثر بكثير مما تحققه في النهاية، فنجد خيط أو أكثر قد سقطوا في خضم السرد وتتابع الأحداث، وهو ما لم يحدث في رواية “لعبة البيت”، مشيرا إلى أن الكاتبة استطاعت بشكل جيد أن تقدم نصا متماسكا مليئا بالتأويلات والمداخل والأفكار دون أن تشعر القارئ بالتشويش، مؤكدا أننا أمام نص يستعصي على التصنيف، فلا يمكن أن نقول أنها رواية واقعية أو رواية عجائبية أو غيرها من التصنيفات.

في سياق متصل أوضحت الكاتبة إيمان جبل، أنها بدأت فكرة الرواية من سؤال “ماذا لو حٌرم الإنسان من فرصته في الاختيار أو تحديد مصيره؟ وماذا لو كان ذلك من خلال البيئة الأم من أسرته؟”، مشيرة إلى أن البطلة في روايتها تحاول أن تنجو من الحكاية الوحشية وما تعرضت له من خلال الحكي نفسه أو من خلال الكتابة التي تشكل بالنسبة لها وعيا مضادا لما عاشت عليه. مضيفة أنها حاولت أن تجسد السجن في جرح الأمومة الذي تعرضت له “ليلى” وكيف يمكن أن تحول هذه القسوة الإنسان إلى شخصية غرائبية متوحشة.

أشارت إلى أن الرواية تبدأ من فعل التحطيم لتكوين وخلق حياة جديدة، حينما حطمت ليلى كل قيودها وخلقت سجنا لماتيلد لمحاولة خلق حكاية جديدة، وكأن “ماتيلد” هي شاهد على عملية التحطيم وإعادة الخلق من جديد، لذا مع تقدم الأحداث لم تكن هناك عودة للوراء، فنحن أمام عناصر اللعبة من اللحظة الأولى ولا مجال للعودة. لفتت إلى أن فكرة كتابة رواية داخل الرواية جاءتها من فكرة الوعي نفسه، فحينما تضع نفسك مكان بطلة الرواية تجد أن الحكي والكتابة هي السبيل الوحيد للنجاة، فهي تكتب لتستكشف نفسها وكشف الحقائق أمامها.

وعن استخدامها للتقويم الشمسي أو الأشهر السريانية والتي قد يرى البعض أنها لا تتناسب مع شخصية سيدة مصرية من الزمالك، أوضحت أنها حاولت أن تظهر كم الانفصال الذي وصلت إليه ليلى عن بيئتها وعالمها المحيط، وأنها خلقت لنفسها عالم موازِ بأفكار ومصطلحات ومفردات مختلفة، فتجد ذلك في استخدامها للشهور السريانية أو للخطابات المتبادلة بينها وبين عاصم في زمن اختفت فيه فكرة التليغرافات، فهي خلقت لنفسها سجن داخل اللغة داخل عاداتها داخل أفكارها.

إسلام وهبان
إسلام وهبان
صحفي متخصص بالشأن الثقافي، من مواليد 1987، عمل في العديد من الصحف والمواقع الصحفية وشارك في إعداد عدد من البرامج، وهو مؤسس جروب مكتبة وهبان، وعمل مديرا لنادي القراء المحترفين منذ 2019 حتى 2021.
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات