الأحد, ديسمبر 22, 2024
Dawen APP
الرئيسيةمقالات"الصهيونية والحضارة الغربية".. كيف فسر عبد الوهاب المسيري نشأة إسرائيل ودعم الغرب...

“الصهيونية والحضارة الغربية”.. كيف فسر عبد الوهاب المسيري نشأة إسرائيل ودعم الغرب لها؟

إسراء إبراهيم

شهدت الأيام الماضية تصعيدا خطيرا في الصراع بغزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية، التي شنت حربا على الشعب الفلسطيني ردا على عملية “طوفان الأقصى”، التي استهدفت مستوطنات إسرائيلية السبت الماضي. لتكون أكبر عملية عسكرية في الداخل الإسرائيلي منذ حرب 1948.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في استخدام قوته الغاشمة تجاه أهل غزة، الذين يواجهون من إبادة جماعية يقوم بها المحتل الذي يسعى لتنفيذ مخططاته الاستعمارية، والذي راح ضحيته حتى الآن ما يزيد عن 2500 شهيدا، وأكثر من 9 آلاف جريحا. وسط غطاء ودعم عالمي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

تتزامن تلك الحرب مع مرور 75 عاما على نكبة 1948، ومع محاولات الغرب تزييف الصورة الحقيقية لما يدور في فلسطين، لذا تُقدم مدونة دونّن هذا الملف حول القضية الفلسطينية وتاريخها.

المفكر الكبير الراحل عبد الوهاب المسيري، كان مدركا لخطورة الفكر الصهيوني والكيان الصهيوني ووجوده في المنطقة العربية، وكرّس كتاباته وحياته للكتابة عن اليهود والفكر الصهيوني. ومع التأثير الكبير الذي حققته كتابات عبد الوهاب المسيري، وقدرته على الوصول بفكره لأجيال عديدة، ونظرته الفلسفية الموسوعية، أرادت دار “دوّن” للنشر والتوزيع، أن تنقل هذه الرؤى وتلك الأفكار للأجيال الجديدة التي لم تتعرف على المسيري وسيرته بشكل كافٍ، لذا قامت بإحياء أعمال المفكر الكبير ليُعاد قراءتها من الجيل الجديد خاصة الشباب، وفي ذكرى وفاته العاشرة طرحت الدار 4 أعمال هي “الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان” و”نهاية التاريخ.. دراسة في بنية الفكر الصهيوني”، و”الصهيونية والحضارة الغربية” و”الإنسان والحضارة”، والتي حظيت باهتمام كبير من القراء وتصدرت قوائم الأكثر مبيعا مرة أخرى، وأصبح هناك اهتمام لدى شريحة كبيرة من القراء بإرث المسيري وإسهاماته الفكرية.

للقراءة أيضا| عبد الوهاب المسيري.. محطات في حياة المفكر الموسوعي صاحب “اليد الخفية”

ونتيجة للأحداث التي فرضت نفسها على الساحة العربية والوضع العالمي، نبرز في الموضوع التالي أبرز الموضوعات التي تناولها “المسيري” في كتابه “الصهيونية والحضارة الغربية“.

يشدد عبد الوهاب المسيري في كتابه، على دراسة الظاهرة الصهيونية وأبعادها التاريخية والاجتماعية والثقافية، باعتبارها ظاهرة غربية استعمارية استيطانية إحلالية. ويفسر أن الصهيونية ذات جذور غربية أضيفت إليها ديباجات يهودية. ويعتبرها ليس انحرافا عن الحضارة الغربية، بل هي إفراز عضوي لهذه الحضارة.

ناقش الكاتب الراحل تأثير الحركة الرأسمالية على اليهود في المجتمع الغربي، وكيف أثرت تلك الحركة على وضع اليهود العالمي في التجارة. 

اعتبر أن مشروع توطين اليهود في فلسطين لم يكن في حقيقته سوى مشروع لطردهم من الغرب، ومن هنا ظهر دور الاستعمار الغربي في حل المسألة اليهودية، فالصهيونية هي الحل الاستعماري للمسألة اليهودية. ويرى أن الحلم اليهودي بالعودة إلى أورشليم قديم قدم اليهودية نفسها، لكنه كان مسألة فردية ولم ينجح في نقل اليهود والمسألة اليهودية إلى الشرق. والاستعمار الغربي وجد أن الحل الوحيد الممكن لمسألة الغرب اليهودية هي تصديرهم إلى آسيا وأفريقيا.

أفرد مساحة في كتابه للتصورات المختلفة لمجموعة من اليهود عن الفكرة الصهيونية التي يريدونها أن تظهر، وتحقق أهدافها في العالم كفكر استعماري.

قسم “المسيري” أنواع الاستعمار إلى هرم، يقع في قمته الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، الذي يستخدمه الاستعمار الصهيوني. ويصف أنه يشبه في كثير من النواحي استعمار الرجل الأبيض للولايات المتحدة. والذي كان يهدف إلى استغلال الأرض بدون سكانها، لذا كان لا بد من إبادة السكان الأصليين. وهذا ما حدث في فلسطين فلم يقم الصهاينة باستعمار الفلسطينيين وتحويلهم إلى عبيد مؤجرين، وإنما قامت الصهيونية بالاستيلاء على الأساس المادي الذي يستند إليه المجتمع الفلسطيني ذاته، وأحلت المستوطنين الصهاينة محل السكان الأصليين الذين طُردوا من ديارهم. وبهذا يكون الاستعمار الاستيطاني الإحلالي أكثر أنواع الاستعمار شراسة وضراوة.

أشار إلى أن الفكرة الصهيونية نشأت ونمت تاريخيًا في بيئة غير يهودية، ومعالمها الرئيسية تحددت في منتصف القرن التاسع عشر على يد صهاينة من غير اليهود، ومن تبناها هي قيادات تاريخية كارهة لليهود، لأن الحاخامات كانت تعتبر فكرة العودة إلى فلسطين من قبيل الخيانة لكونها تعجيلًا بالنهاية.

أبرز أن أول من نادى بالصهيونية في بدايات القرن السابع عشر، كانوا من المسيحيين البروتستانت الذين يُطلق عليهم اسم “لاسترجاعيين”، والعقيدة الاسترجاعية قائمة على المسيح المخلص الذي سيعود في آخر الأيام ليحكم العالم، ويسود العدل والسلام، وبحسب هذه العقيدة فإن عودة المسيح مشروطة باسترجاع اليهود إلى فلسطين. ورصد المراحل التاريخية لتطور فكرة الصهيونية التي تحولت إلى ما يشبه البرنامج التبشيري الديني/السياسي، وازدهرت في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ووصلت إلى قمتها في القرن التاسع عشر، في إطار الصراع الدائر في العالم العربي بين الدولة العثمانية وإنجلترا وفرنسا.

لفت عبد الوهاب المسيري في كتابه إلى أن الصهيونية هي في الأصل حركة لا دينية كانت لا بد أن تخاطب الناس بمبدأ تفهمه، لذلك استولت على اليهودية وقامت بعلمنتها، حتى أن بعض الحركات المسيحية التي نشأت لمحاربة الصهيونية تبنت الصهيونية كمرجعية أساسية، وسبب نجاح الفكرة الصهيونية في الاستيلاء على اليهودية هو كون الأخيرة تحمل أفكارًا متعارضة بشكل جوهري.

يرى أن الصهيونية والاستعمار الغربي اتحدوا في تبريراتهم لنهب الأراضي وقتل الأنفس. 

قارن المسيري بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري الذي حكم جنوب إفريقيا قبل تسعينيات القرن الماضي، فالمسألة اليهودية تُحل عن طريق إيجاد وطن بديل بعد طردهم من أوروبا، والاستيلاء على أراضي العرب في فلسطين. وفي جنوب إفريقيا، تم تصدير قطاعات من الطبقة العاملة المتعطلة ليستوطنوا الأراضي المسروقة من الأفارقة أصحاب الأرض الأصليين، وأسست الأساطير لأحقية “الجيبين” في النشأة والاستمرار باعتبار الفلسطينيين أو الأفارقة مجرد جماعات صغيرة علاقتها بالأرض واهية.

لشراء الكتاب من هنـــــــــــا

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات