السبت, ديسمبر 21, 2024
Dawen APP
الرئيسيةمقالاتالكاتب الكبير محمد سلماوي يكتب عن الكاتب عمرو حسين

الكاتب الكبير محمد سلماوي يكتب عن الكاتب عمرو حسين

نقلا عن موقع جريدة الأهرام

قد تتساءل من هو عمرو حسين، ولو كان الاسم قد ذُكر أمامي قبل شهر واحد لتساءلت أنا أيضا من هو عمرو حسين؟ قابلته مصادفة فأقبل عليّ مرحبا وقال إنه كاتب روائي ويود أن يهديني روايته الأخيرة “خارج نطاق الخدمة”، فشكرته ووعدته بقراءتها، لكني ما إن بدأتها حتى جذبتني إلى عالمها الخاص بأدوات تشويق لا فكاك منها، ولم أتركها حتى انتهيت من صفحاتها الـ200.

ودفعني تميز الرواية إلى البحث عن أعمال أخرى لكاتبها الروائي المصري الشاب الذي يعمل بالإمارات، فاكتشفت أن هذه روايته الرابعة وأن له جمهورا يقبل على قراءته وأن الروائيين الشباب يعرفونه جيدا، وقد حدثني عنه الكاتب أحمد مراد، وفي أول زيارة لي بعد أيام للمكتبات وجدت الطبعة الثالثة لرواية أخرى له بعنوان: “الديناصور.. رسالة حب من زمن آخر”، فاشتريتها على الفور، وبقراءتها تأكدت لي موهبة عمرو حسين الروائية، بل تفرده في اختيار الموضوعات غير المستهلكة، واقتداره على تشييد بناء هندسي محكم لرواياته.

 وبالمناسبة هو مهندس حاصل على البكالوريوس في هندسة الاتصالات من جامعة القاهرة والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ماستريخت الهولندية، فهل أسهمت دراساته العلمية في ضبط البناء الهندسي لأعماله الروائية، بحيث خلت من ذلك الاسترسال غير الوظيفي الذي أجده آفة متكررة في الكثير مما نقرؤه هذه الأيام؟ إن أعمال عمرو حسين تتسم بالاقتصاد والتركيز الذى هو سمة الأعمال الأدبية الراقية، وتجيء شخصياته واضحة المعالم ومرسومة بلمسات قليلة لكنها دالة، أما حبكاته الدرامية، خاصة في رواية “خارج نطاق الخدمة”، ففيها تشويق الروايات البوليسية الذي يجعلك تواصل القفز من فصل إلى آخر حتى تنتهى من الرواية.

 لكن روايات عمرو حسين لا تتركك مثل الروايات البوليسية وقد عرفت الجاني، بل تتركك مثل قصص الحب الأسطورية خاصة في رواية “الديناصور”، بذلك التطهر الأرسطي الذي هو سمة الأعمال الفنية الراقية. لقد أكدت روايات عمرو حسين ما كنت أقوله دائما من رد على السؤال: لماذا لم يعد لدينا كتاب مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس؟ وكنت أقول إنهم موجودون لكنهم مازالوا فى بداياتهم، وسنفاجئ بهم يوما ما كما فوجئت بعمرو حسين.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات