بعد انطلاق دورته الـ 46.. تعرف على تاريخ معرض الكويت الدولي للكتاب وأبرز محطاته

إسراء إبراهيم

انطلقت قبل أيام النسخة الـ 46 لـ معرض الكويت الدولي للكتاب تحت شعار “شغفك له كتاب”، بمشاركة 29 دولة و486 دار نشر تعرض 171 ألف عنوان.

على مدار نحو 5 عقود احتل معرض الكويت مكانة مميزة على خارطة معارض الكتب العربية. إذ يعتبر الحدث الثقافي الأكبر الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنويًا من حيث عدد المشاركين والجمهور الزائر للمعرض. 

كما يخصص المعرض صالة خاصة للطفل تحتوي دور النشر المختصة بكتب الأطفال ويتضمن جناح مراقبة ثقافة الطفل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والذي يقدم برنامجا متميزا للطفل من ورش عملية وفنية وعروض وأندية لقراءة وكتابة القصة.

للقراءة| قبل انطلاق دورته الجديدة.. تعرف على أبرز المعلومات عن معرض الرياض الدولي للكتاب

الجهة المنظمة للمعرض

ينظم معرض الكويت الدولي للكتاب سنويا إدارة معارض الكتاب، وهي إحدى إدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويعد المعرض من أهم المظاهر الثقافية التي يقيمها المجلس. ويقام على هامش المعرض العديد من الأنشطة الثقافية، والمعارض التشكيلية، وأنشطة الأطفال، والمعارض التراثية.

الدورة الأولى من المعرض

انطلقت الدورة الأولى للمعرض في الأول من نوفمبر 1975م بإقامة معرض الكويت للكتاب العربي بمشاركة المؤسسات الحكومية ودور النشر من الكويت والدول العربية. ويعتبر ثاني أقدم المعارض العربية وأكبرها في الوطن العربي بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي انطلق بعده بعدة سنوات.

توقف بسبب الحرب

توقف معرض الكويت الدولي للكتاب خلال غزو العراق عام 1990. فقد كان المعرض مقررًا أن يقام في الفترة من 28 فبراير إلى 14 مارس 1990، ولكن تم إلغاؤه بسبب الغزو العراقي للكويت.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتوقف فيها المعرض منذ انطلاقته. وبعد انتهاء الحرب عام 1991، تم إعادة افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في عام 1992. وقد شهد المعرض مشاركة واسعة من دور النشر العربية والأجنبية، وقد حقق نجاحًا كبيرًا.

تأثير كورونا

قرر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تأجيل وترحيل جميع المهرجانات الثقافية والفنية المتبقية من عام 2020 إلى العام المقبل، بما فيها معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته 45، وذلك نتيجة تفشي جائحة كورونا في العالم. 

استمر غياب المعرض لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، وعاد معرض الكويت الدولي للكتاب في نسخته الـ45 نوفمبر 2022، بمشاركة نحو 230 ألف عنوان متضمنة فروع الثقافة والعلوم والأدب والمعرفة وبمشاركة أكثر من 50 دار نشر.

الرقابة

كانت توجه لإدارة المعرض العديد من الانتقادات خاصة في فترة الألفينات بسبب مصادرة العديد من الكتب من أرض المعرض دون الكشف عن أسباب واضحة لمصادرتها، وعن ماهية تلك الكتب المصادرة، والأسباب وراء تلك القرارات.

اعتبر العديد من الصحفيين والنقاد أن السياسة الرقابية التي تتبعها وزارة الإعلام، بها نوع من فرض القيود واعتداء على سياسة الحريات في البلاد، وفرض وصاية على ما يقرأه المواطن.

ونتيجة المطالبات الكثيرة التي كانت تنادي بوقف الرقابة على الكتب ومصادرتها قبل الوصول للمعرض، كان مجلس الأمة الكويتي قد أقر في أغسطس 2020 قانونا نص على إلغاء الرقابة المسبقة على الكتب واستبدالها بالرقابة اللاحقة. مع ملاحظة أن القانون لم يشمل ما تم منعه قبل تاريخ إقرار القانون.

مكان إقامة المعرض

يقام معرض الكويت الدولي للكتاب في معرض الكويت الدولي الذي يعد أكبر مركز للمعارض في دولة الكويت، والذي تأسس عام 1971 برأس مال تجاوز الـ 10 مليون دولار أمريكي، ويقع هذا المركز في منطقة مشرف وهي إحدى مناطق محافظة حولي.

يعد معرض الكويت الدولي من أشهر المعالم في منطقة مشرف، ويتكون من 6 قاعات كبيرة تبلغ مساحتها أكثر من 7000 متر مربع، وهو يستضيف أكثر من 45 حدث سنوي منهم معرض الكويت الدولي للكتاب.

تفاصيل من الدورة الحالية

ومن المقرر أن تستمر فعاليات المعرض حتى 2 ديسمبر المقبل، وينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. يقام المعرض، الذي يرعاه أحمد النواف الصباح، رئيس الوزراء، في أرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف، وتشارك فيه 18 دولة عربية و11 دولة أجنبية، كما يضم 11 ألف عنوانًا لكتب جديدة من إصدارات 2023.

تتوزع أجنحة المعرض المختلفة على مساحة 18 ألف متر مربع، في ثلاث قاعات، وهي مقسمة إلى فئات منها الكتب العربية والكتب الأجنبية ودور النشر الحكومية والدور الأهلية بالإضافة لأدب الأطفال، وغيرها.

تعتزم دور العرض الكويتية توزيع كتاب مجاني لكل طالب مدرسة يزور المعرض، بإجمالي نحو 20 ألف كتاب. ويحتفي المعرض هذا العام بالشاعر الكويتي الراحل فهد العسكر (1917 -1951)، إذ جسد المؤدي حسين دشتي شخصيته على أرض الواقع، بزيه المعروف ونظارته وعصاه ومسبحته، متجولًا في جنبات المعرض يصافحه الزوار ويلتقطون معه الصور.

يضم المعرض أنشطة أخرى منها “العازفون الهواة” و”جدارية الفنانين” و”أنت نجم الغلاف” و”المجلس في صورة” وألعاب تفاعلية وتصفح الإصدارات الأولى، بالإضافة لمناظرة النشر الورقي والإلكتروني ومسابقة جوائز الطلبة المبدعين.

أما شخصية معرض الكويت الدولي للكتاب هذا العام فهو الناقد والمترجم السعودي سعد البازعي، إذ إن له نحو 30 كتابًا وترجمات عديدة، ومن مؤلفاته “ثقافة الصحراء” و”دليل الناقد الأدبي” و”المكون اليهودي في الحضارة الغربية” و”سرد المدن” و”هموم العقل” و”قلق المعرفة” و”هجرة المفاهيم”.