إسراء إبراهيم
انطلقت فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28، مساء الأربعاء بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة، والمقرر استمرار فعالياته حتى 2 مارس المقبل.
تشارك في الدورة الحالية لمعرض مسقط الدولي للكتاب أكثر من 34 دولة و847 دار نشر، ويشتمل برنامجه الثقافي على 283 فعالية، منها مجموعة من الفعاليات التي تركز على الذكاء الاصطناعي وتأثيره في صناعة الثقافة والإبداع. وبمشاركة الرعاة تقدم إدارة المعرض فرصة للفوز بـ 2000 ريال عُماني مقسمة على عدة فائزين.
للقراءة| علاء فرغلي يكتب عن “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”: كل رهاناتنا خاسرة
وفيما يلي نستعرض أبرز المقتطفات عن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يُعد واحدا من أبرز معارض الكتاب في المنطقة العربية.
ميلاد الفكرة
جاءت فكرة إقامة معرض دولي للكتاب في سلطنة عمان كمشروع ثقافي وفكري وتوعوي تلبية إلى حاجة الساحة المعرفية الثقافية بالسلطنة إلى إقامة معرض للكتاب، باعتبار أن معارض الكتب تعد من أهم الأوعية المعلوماتية لكسب المعارف ولإبراز الإنتاج الفكري والثقافي.
انطلقت الدورة الأولى لـ معرض مسقط الدولي للكتاب في 30 أكتوبر عام 1992، برعاية السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وكانت دورة مبشرة حيث شارك في الدورة الافتتاحية للمعرض آنذاك ما يقرب من 19 دولة، ولكن اقتصرت هذه الدورة على عرض الكتب ودون إقامة فعاليات أو برامج ثقافية مصاحبة للحدث، نظرا لإقامته بإحدى الفنادق الكبرى بمسقط، والتي لم تكن مجهزة بالقدر الكافي.
للقراءة| في عيد الحب.. أعمال رومانسية يرشحها 15 كاتبا
توقف 3 سنوات
أٌقيمت الدورة الثانية من المعرض في الفترة من 20 إلى 29 أكتوبر عام 1993، وشارك بها نحو 20 دولة. أعقب ذلك توقفا لدورات المعرض حتى عام 1997. وعاد بعد ذلك تعاون بين وزارة الإعلام، ووزارة التراث والثقافة، وجامعة السلطان قابوس، بعد أن تكونت لجنة منظمة له من تلك الهيئات الحكومية الثلاث، وباشرت اللجنة عملها بوضع الخطط اللازمة التي تضمن استمرارية المعرض ونجاحه، وقد نظمت تلك الدورة وهي الثالثة ما بين 15 و28 مارس عام 1997، وبلغ عدد المشاركين في هذه الدورة 176 ناشراً، من 18 دولة.
تغيير المكان وبرامج ثقافية كبيرة
واصل المعرض تطوره وصعوده خلال السنوات التالية، وتوسع في تقديم البرامج الثقافية، ليصل في دورته الـ13 عام 2007 إلى 316 ناشرا من 20 دولة، منهم 16 ناشرا من 6 بلدان أجنبية، و41 من السلطنة، وزاد عدد الزوار عن 330 ألف زائر.
وبالعودة إلى تاريخ نشأة المعرض، فقد كان يقام كمعرض صغير ينظم في أحد الفنادق، لما يقرب من 10 سنوات. وكانت الأرفف مكتظة بالكتب دون تسهيل على القارئ الذي كان يبذل مجهودا كبيرا في البحث عما يريده، بالإضافة إلى أن ضيق المكان المقام فيه المعرض كان يسبب زحاما وتوقف في الحركة وصعوبة في الوصول إليه.
ومن هنا جاءت فكرة تخصيص مكان محدد لمعرض مسقط الدولي للكتاب، وظهر مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض كحل بالغ الأهمية لإقامة المعرض، ليستوعب مئات الناشرين من كل مكان حول العالم. وشهد المعرض تطورا ملحوظا في الكم والكيف، فيتواجد المعرض في مبنى مقام على الطراز الحديث يستوعب آلاف الزائرين يوميا من كل مكان.
كما يقام في المعرض العديد من الفقرات الغنائية والموسيقية والمسرحية والسينمائية، بجانب الفعاليات الثقافية والأدبية والعلمية. إلى جانب تقديم العديد من الفعاليات المخصصة للأطفال وطلاب المدارس بشكل خاص. ويستقطب المعرض كل عام عدد كبير من المتطوعين للعمل به خلال فترة إقامة المعرض.
للقراءة| أحمد المرسي عن الوصول لـ “البوكر العربية”: دار دوِّن نجحت في رهانها على المواهب الشابة
شهد المعرض على مدار سنوات استخدام التكنولوجيا الحديثة في التسهيل على القارئ والزائر في الوصول لما يريده سواء داخل المعرض، أو من خلال بوابة المعرض الرقمية التي يوجد بها جدول فعاليات المعرض وخارطة للمعرض، بالإضافة إلى تطبيق المعرض الذي يوفر كافة الأمور المتعلقة بالمعرض للزائر.
دورة فارقة
شهدت الدورة السادسة عشرة وفرة في الأنشطة الثقافية، وقد تناولت الندوات المصاحبة موضوعات متنوعة متعلقة بسلطنة عمان، وبالوطن العربي، وقضايا الفكر والإنسان، منها حقوق المؤلف في العصر الرقمي، وقراءات نقدية للكتب الحديثة من إصدارات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
كان من المميز في تلك الدورة أن معروضات الكتب لبت احتياجات جميع فئات الاجتماعية، وأذواق مختلف القراء، كما زاد فيها حجم الإنتاج الفكري والعلمي والأدبي العماني، حتى لدى دور نشر من خارج السلطنة، وكذلك كانت الأنشطة الثقافية المتنوعة واستضافت وجوهاً عربية وعمانية لها حضورها المميز في ساحة الإنتاج الفكري. ورغم الارتفاع الكبير في أسعار الكتب فإن الإقبال على شرائها كان مرتفعا، وقد أفلحت الرقابة التي فرضتها اللجنة المنظمة على الأسعار في الحد من المضاربة بها، كما كشفت حالات من الغش والقرصنة الفكرية وفرضت عقوبات على أصحابها.
تعتبر تلك الدورة فارقة في تاريخ معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث تغير وضع المعرض دوليا منذ إقامتها، وتم وضع معرض مسقط للكتاب على قائمة معارض الكتاب المهمة دوليا، وزاد الإقبال عليه والتعاون من أجل المساهمة والمشاركة فيه.
للقراءة| “الكلب الذي رأى قوس قزح”.. ماذا لو وهبك القدر أكثر مما كنت تتوقع؟