الجمعة, مايو 3, 2024
Dawen APP
الرئيسيةحواراتبعد وصوله للقائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني.. 19 تصريحًا لـ عمرو حسين...

بعد وصوله للقائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني.. 19 تصريحًا لـ عمرو حسين أبرزها عن رواية “الديناصور”

حوار: إسراء إبراهيم

أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية منذ أيام عن القائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية، والتي ضمت روايتين من إصدارات دار دوِّن للنشر والتوزيع، وهما رواية “لعبة البيت”، للكاتبة إيمان جبل، ورواية “الديناصور” للكاتب عمرو حسين.

وتدور رواية “الديناصور” في إطار إنساني، تحكي عن مشاعر رقيقة وعذبة لقصة حب في زمن مختلف، بينما يقابلها في الوقت الحالي قصة حب أخرى. الرواية رقيقة وعذبة، وصدرت بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021.

وجاء في بيان لجنة التحكيم أن رواية الديناصور تنهض  على حركة محسوبة بين أصوات الرواة من خلال حبكة محكمة، وتعكس هموم العصر وقضاياه بنقلات سردية بسيطة وسلسة، ولغة مشبعة باستخداماتها الحية المتدفقة، في عالم التلاقي والتباعد بين الأجيال المتعددة، وتجربة الحب التي لم تكتمل، وربما لن تنتهي أبدا.

وفي حوار خاص لمدونة “دوِّن” تحدث الكاتب عمرو حسين، عن تفاصيل كتابته لرواية “الديناصور” المرشحة لجائزة غسان كنفاني، وكذلك الحديث عن بداياته وتفاصيل مختلفة أخرى عن حياته، وذلك من خلال التصريحات التالية:

1- أعمل مهندس اتصالات، وتخرجت في كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 2000. كما أنني حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال. وعملت فيما يقرب من 7 شركات سواء داخل مصر أو خارجها. بدأت العمل في منذ 2002 وحتى 2009، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أعمل بشركات خارجية، حتى استقرت إقامتي بدبي بدولة الإمارات في 2011، وأعمل حاليا مدير مشروعات في شركة كمبيوتر “سوفت وير”.

2- لا أجد تعارضا بين عملي مهندس اتصالات وشغفي بالكتابة، فبعد وصولي للرواية الرابعة في مشواري الأدبي أصبح لديّ القدرة على تنظيم الوقت والتخطيط لكتابة الرواية بحيث لا تستغرق وقتا كبيرا من عملي. فالأصل أن عملي الأساسي هي الهندسة والكتابة تأخذ وقتا أقل، وأعتبر الكتابة مهنة أخرى لأنها تشمل الكتابة نفسها والقراءة وحضور المعارض والندوات وغيرها. بالإضافة إلى أنني كتبت 4 روايات فقط منذ عام 2011 وحتى الآن، وبحساب السنوات فإن العدد ليس كبيرا كإنتاج أدبي على مدار 12 عاما. وأتوقع أنني لو كنت متفرغا للكتابة فقط كانت أعمالي ستكون أكثر من ذلك، لكن الموازنة مطلوبة. فأنا أحب عملي في المهنتين، وأرغب في النجاح بهما دون ترك أيا منهما.

3- أرى أن الكتابة نوعين أولهما “الجنايني” وهو مثل رمي البذور، فيحاول تعريف القارئ بالشخصيات والحبكة والمكان والزمان ومن ثم يترك الشخصيات تتفاعل مع بعضها ولا يكون على علم بنهاية ما ستؤدي إليه الكتابة، ثانيهما الكتابة الهندسية، فيعمل الكاتب على هندسة وتصميم شكل روايته وصولا إلى نهايتها، كأنه يرسم “ماكيت” هندسي. وأنا أتبع الطريقة الثانية، وأعتقد أن تفكيري الهندسي هو ما يدفعني لاستعمال تلك الطريقة.

4- معرفتي لموهبتي في الكتابة، جاءت على مرحلتين في المرحلة الأولى اكتشف بعض الأشخاص من حولي خاصة المعلمين في مرحلة الابتدائي تلك الموهبة وكانوا يشيدون بما أكتبه في موضوعات التعبير، وأتذكر أنني في المرحلة الإعدادية كتبت موضوع تعبير في إحدى امتحانات الشهر فأخذ مدرس العربي الموضوع ومر به على جميع فصول المدرسة وأخبر الطلاب بجمال ما كتبته، وفي ذلك الوقت لم أكن أفهم بالضبط سبب الإشادة ولم أهتم بالموضوع. وفي الجامعة جاءتني فرصة للكتابة في مجلة شبابية كانت تحمل اسم “شباب 20” منذ 1996 وحتى 1999، وكتبت بها في أكثر من باب وكنت أحصل منها على مقابل مادي نظير الكتابة، فكانت أول أموال أحصل عليها من الكتابة وليست الهندسة، وأيضا لم ألتفت لموهبتي في الكتابة، فكنت مشغولا بدراسة الهندسة.

5- جاءت المرحلة الثانية بعد تخرجي ونسياني موهبة الكتابة منذ 2002 وحتى عام 2010، عندما قابلت صديقا لي كان يعمل كمهندس وكتب فيلما، ومن هنا بدأ اهتمامي بالكتابة وبدأت أسأله عن كيفية كتابته للفيلم وبدأ صديقي في تعليمي البناء الدرامي والقصة والحبكة، وتحمست للأمر وقمت بشراء العديد من الكتب ذات الصلة بالموضوع لأتعلم، وأصدرت روايتي الأولى “الرهان” عام 2012، ومن وقتها أدركت حبي للكتابة واتجهت لها.

6- أول عمل أدبي قدمته كان رواية “الرهان”، وكتبتها بعد الدراسة والقراءة وكتابة العديد من الأفكار إلى أن تحمست لفكرة الرواية. ومن حسن حظي أنها وقعت في يد صديقي مصطفى شُهيب الذي تحمس لها كثيرا، وعرضها على شريف الليثي الذي كان يعمل كمدير نشر في دار “ابن النفيس” في ذلك الوقت، وتم نشر الرواية ومنذ ذلك الوقت بدأت الكتابة وتعرفت على كتاب وأدباء كثر، وقدمت بعدها روايتي الثانية “تاهيتي” مع الدار المصرية اللبنانية، وكان شرفا كبيرا لي أن تُنشر ثاني رواياتي مع دار كبرى. والحمد لله تم توفيقي لأكتب الرواية الثالثة والرابعة.

7- لدي شعور جميل جدا بعد وصول روايتي “الديناصور” للقائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية. الرواية إنسانية جدا وقريبة للغاية من قلبي وكتبتها بشكل شخصي جدا، والشخصية الرئيسية بها مستوحاة من شخصية والدي وجدي، فالاثنان عاشا في زمن قديم وعصر غير العصر، وتمتعا بموهبة الخط الجيد، ودمجت الشخصيتين في شخصية واحدة وتخيلت وجودها في المعادي لأنني عشت بها في فترة الثمانينات التي تختلف فيها عن شكلها الآن، كما أنها تختلف في فترة الخمسينات والستينات عن الآن. وأحببت فكرة التعبير عن الشكر والامتنان بشكل شخصي جدا للمعادي التي عشت بها و لوالدي وجدي.

8- في الرواية كتبت إهدائين أولهما للمعادي وثانيهما لمن رحلوا من آبائي وأجدادي. فالفكرة كانت إنسانية شخصية كنوع من العرفان والتذكر للمعادي ووالدي وجدي، ولأن الموضوع إنساني وحميمي جدا أردت أن تكون الرواية رومانسية، فكانت بداية الفكرة أن أكتب رواية رومانسية تحكي للجيل الحالي عن الجيل القديم، ونرى مفارقات الجيلين ببساطة. والرواية ليس بها صراعا كبيرا، لأنها رواية هادئة جدا ومصنوعة لأي شخص يعاني من “بلوك القراءة”.، ولم أفكر وقتها في حصولها أو ترشيحها لجوائز أدبية كبرى، ولكن إحساسها وصل لكثير من الناس ومنها لجنة تحكيم الجائزة.

9- سعيد بالاحتفاء بالرواية، لأنها ثالث روايتي، وهي أول عمل أدبي أكتبه ويُرشح لجائزة، فلم يسبق ليّ أن دخلت قائمة أي جائزة أخرى سابقة. لكن دار دوّن للنشر والتوزيع اهتمت وقدمت الرواية للجائزة، وأكثر ما أسعدني أن الأمر كان مفاجأة بالنسبة ليّ لأنني لم أكن أعلم أن الدار رشحت عملي لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية. ولو كان لديّ معلومة عن تقدم دوّن للجائزة برواية من روايتي كنت سأظن أنها ستتقدم برواية “خارج نطاق الخدمة” وهي أحدث أعمالي مع الدار، لذلك تواجدي في الجائزة كان مفاجأة كبيرة، أولها بأن لي عمل ضمن جائزة مهمة كجائزة غسان كنفاني، الأمر الذي أشعرني بفرحة كبيرة متمنيا أن تكون تلك البداية لجوائز وأعمال أخرى، ثانيها أن العمل كان “الديناصور” وليس أحدث أعمالي، وقد فوجئت بالأصدقاء عبر فيس بوك وهم يهنئوني بوصول الرواية للقائمة الطويلة، فكانت مفاجأة سعيدة، والمفاجأتين أجمل من بعضهما وأحمد الله على ذلك.

10- أتمنى بالتأكيد أن تصل رواية “الديناصور” للقائمة القصيرة للجائزة وكذلك الفوز بها، لكنني في نفس الوقت متقبل لفكرة وقوف الرواية عند القائمة الطويلة. وسعيد جدا للوصول للقائمة وأتمنى أن تكون بداية لخطوات وجوائز أخرى.

11- رواياتي السابقة “الرهان” و”تاهيتي” اللتان أعتز بهما مر على نشرهما أكثر من 6 سنوات، لذلك فرصة مشاركتهما في مسابقات وجوائز مستبعدة لكنني فخور بهما. وأرى أنه لا زال أمامي فرصة برواية “الديناصور” نفسها لأتقدم بها لجوائز أخرى، وفي نفس التوقيت لا زال لديّ عملي الأحدث “خارج نطاق الخدمة”. والحمد لله أن دار النشر نفسها هي التي تقدمت للجائزة، فأنا أحصل على دعم كبير من دار دوّن، وهو الأمر الذي يشعرني بالفخر وكأنني أتعامل مع شريك وليس علاقة عمل فقط، فهي شراكة فنجاحي نجاح للدار والعكس وأنا سعيد بذلك.

12- ما أراه جيدا في الجائزة هو تسليط الضوء على كتابات لمبدعين ليسوا ذو شهرة كبيرة ولم يتم ترشيحهم لجوائز من قبل، لأن هذا شيء نادر الحدوث. فأغلب الجوائز يتم ترشيح كتاب لها تم ترشيحهم لجوائز من قبل. وسعيد جدا بالجوائز التي تُقدر الكتابات بغض النظر عن أسماء كتابها.

13- لا أميل إلى تصنيفات الأدباء حسب السن والجنس، أنا أقسم الكتابة إلى جيدة وغير جيدة أيا كان عمر من كتبها أو جنسه. وتلك ذائقة شخصية فما يعجبني قد لا يعجب غيري. كما أرى أن الكتابة عمل مستمر لا يموت بمرور السنوات، ومصر بها العديد من المواهب على مدار السنوات.

14- تخوفت من اسم الرواية في البداية، وكان هناك مفاوضات بيني وبين دار دوّن لمدة 6 أشهر لاختيار اسم الرواية، في البداية لم تكن تحمل اسم “الديناصور” وتم اقتراح الاسم بعد 7 أشهر من المناقشات. وكنا نرغب في اسم تجاري يعبر عن الرواية والنص، واقترحت أسماء أخرى تعبر عن النص أكثر من “الديناصور” لكن الدار رأت أنها أسماءً غير تجارية، وتحمست لاسم الرواية أكثر من دار النشر، ومن أجل تقليل حدة الاسم أظهرنا غلاف الرواية بشكل رقيق جدا، وأضفنا اسم ثانوي وهو “رسائل حب من زمن آخر” حتى يعلم القارئ أنها رواية رومانسية. والديناصور لفظ يُعبر عن شخص قادم من زمن مضى، وأتمنى أن يكسر ترشيح الرواية للجائزة حاجز التخوف من اسمها ويقرأها عدد أكبر من القراء.

15- الأصل في قصة الرواية هو مناقشة الخلافات بين كل جيل وآخر، والتضاد بين الأجيال الذي رصدته الرواية يمكن أن يحدث في أي عصر وليس عصرنا الحالي فقط، وستظل تلك القضية موجودة على مر العصور. ولا أعتبرها رواية رومانسية “صرف” لكنها تطرح موضوع وتساؤلات، فالرواية هدفها الرئيسي مناقشة العلاقة بين الأجيال.

16- اختياري لأسلوب كتابة رواياتي معتمد على الرواية نفسها، فكل رواية تفرض طريقتها في الكتابة. وهناك اختلاف رئيسي بين رواية “الديناصور” ورواياتي الأولى “الرهان” و”تاهيتي” لأنهما مستوحيان من أحداث حقيقية، فيدور موضوع الاثنان حول وقائع تاريخية، والإعداد لمثل ذلك النوع من الروايات يتطلب بحثا معمقا قبل الكتابة فكانت كتابتهما أصعب. رواية “الديناصور” كانت من خيالي تماما ولا يوجد بها أحداث حقيقية، سوى أشياء عاصرتها في حياتي الشخصية، فلم يكن إعدادها متطلبا للبحث في مراجع أو كتب، فكان إعدادها شخصيا من ذاكرتي. وإعدادي لرواية من تأليفي أسهل من كتابة الروايات التاريخية التي تتطلب جهدا أكبر في البحث.

17- دار دوّن تدعمني جدا وأنا سعيد للغاية بذلك، فهم ليسوا مجرد دار نشر أتعاون معها فقط، لكنهم أصدقاء في المقام الأول، وأغلب العاملين بالدار من جيلي فيجمعنا فهم ومساحات مشتركة، وهم على معرفة بطريقة كتابتي ومعجبين بها. وأنا معجب بطريقة التسويق الخاصة بهم ووصولهم للقراء الشباب والفئات الأخرى. وأعتقد أن دوّن من أهم دور النشر التي تعرف كيف تصل للقراء الشباب، وتلك نقطة قوة تُحسب لها. كما أنها دار نشر محترمة جدا وتهتم بكتابها وتعاملهم بشكل احترافي للغاية. وأتمنى استمرار التعاون بينهما في أعمال أكثر، ووصول رواية “الديناصور” للقائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني تعتبر نجاح للدار، بالإضافة إلى وجود رواية “لعبة البيت” ضمن القائمة أيضا فيعتبر نجاحا مضاعفا للدار.

18- أحب أن يقرأ لي قراء شباب، لأنهم المستقبل وشعور عظيم لأي كاتب أن يكون لديه قاعدة من القراء الشباب، لأنهم يكبرون على حبهم لكتابتك ويستمرون معك مما يزيد قاعدة القراء. فلو أثر عملي في شاب صغير أعتبره شيء مهم جدا. وهذا لا ينفي محبة وصول عملي لجميع الفئات.

19- أحلامي ككاتب كثيرة كتقديم أعمال أكثر والوصول لكتاب أكثر. لكن الشيء الفعلي الذي أحرص عليه خلال الكتابة هو استمرار أعمالي لفترة أكبر من عمري نفسه، أرغب في استمرار أعمالي وأن يتذكرني الناس بعد رحيلي بها. أود أن يكون ما أقدمه فكر صالح لأجيال كثيرة، وأحرص على أن تكون أفكار رواياتي من تلك النوعية حتى يترحم عليّ من يقرأ لي بعد رحيلي، مثلما أفعل مع الكاتب أحمد خالد توفيق ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وغيرهم من كتاب كثر.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات