أكدت الكاتبة ضحى عاصي على علاقتها العميقة بشخصيات أعمالها الأدبية، حيث ترى أن تلك الشخصيات ترافقها وتصبح جزءاً من حياتها اليومية. وقد استشهدت “عاصي” بتجربتها مع روايتها “104 القاهرة” التي استغرقت 8 سنوات لإتمامها، مؤكدة أنها خلال فترة الكتابة، كانت تعيش يومياً مع شخصيات الرواية كأنهم أصدقاؤها، حتى أنها تشعر بالحزن عند تسليم النص، وكأنها تفارق أصدقاء عاشوا معها طوال هذه الفترة.
أوضحت “عاصي” خلال حلولها ضيفة على الإعلامي عبدالله يسري، في أمسية ثقافية على قناة “cbc”، أنها تميل للشعور بالغربة بعد نشر روايتها، حيث تعتبر الشخصيات جزءاً حقيقياً من حياتها. وأشارت إلى أن بعض القراء يشاركونها هذا الشعور، حيث كتب لها أحدهم قائلاً إن شخصية “إنشراح” من روايتها “104 القاهرة” كانت قد افتقدتها، مما جعلها تصدّق أن القراء يعيشون تلك الشخصيات بصدق كما تعيشها هي.
وفيما يتعلق بموقفها من شخصيات رواياتها، أشارت ضحى عاصي إلى أن كل شخصية تعبّر عن جزء من رؤيتها دون أن تكون تعبيراً ذاتياً عن نفسها، حيث ترسم شخصيات نساء من بيئات شعبية على النحو الذي تتمنى أن تكون عليه تلك النساء.
في سياق آخر، أعربت الكاتبة ضحى عاصي عن شغفها المتواصل بالآثار المصرية القديمة، مؤكدة أن عشقها للحضارة الفرعونية لم ولن ينقطع رغم انشغالاتها.
أشارت إلى أنها تعمل على كتابة مشروع رواية تدور أحداثها في الحقبة الفرعونية، لافتة إلى أنها لاحظت تحدياً في كتابة روايات تستند إلى تاريخ مصر القديم، إذ ترى أن العديد من الأعمال الأدبية تفتقر إلى روح الحياة التي تمنح القارئ إحساساً بالزمن والأصالة، على عكس الكتابات التي تناولت فترات أخرى كعصر المماليك والفاطميين، والتي تراها مليئة بالحياة وتقدم السرد بقرب أكبر من مشاعر الإنسان.
أضافت “عاصي” أنها ما زالت تسعى لكتابة رواية تنبض بالحياة عن الحضارة الفرعونية، بحيث يشعر القارئ وكأنه يعيش تلك الفترة بواقعها وأحداثها، لكنها تعترف بأنها لم تصل بعد إلى مستوى الرضا التام عن النص وتعمل على تطويره.