عماد العادلي: الأديب بشكلٍ أو بآخر لا بد أن يكون فيلسوفًا
أتعامل مع من أقرأ له بعدائية مفرطة حتى يثبت أنه جدير بلقب أديب..
سألت الخالد توفيق: لماذا تكتب في أدب الرعب فقال: لأني “خواف” جدًا
أراهن كل من يعرفني وأنا أقول: “لن تضبطني يومًا أجلس في مطعم!”
الكاتب عماد العادلي هو ذلك الرجل الذي قلما نجده في مكان غير متعلق بالكتب، فكل تفاصيل حياته تتعلق بشكل أو بآخر بما يخص الكتابة وعالم التدوين والنشر، وهو أمر ليس بغريب أبدًا على طفل حاول كتابة الأشعار الفلسفية في عامه الرابع عشر وكان مشروعه الاول طفلًا هو محاولة عمل مجلة ثقافية تتحدث عن الفن والتاريخ والدين والأدب بشكل عام.. لتصبح طفولته ومن ثم شبابه مرحلة تسلم مرحلة في كوكب خال من أي شيئ سوى الكلمات والتعمق في ما وراء الأشياء والمواقف وكأنه اختار العيش داخل مكتبة كبيرة متحركة تتلخص مهمته في كونه حارس للكتب التي تحتضنها برضا تام..
وبجولة شيقة في تلك المكتبة رفقة الحارس الذي يملك الكثير من الحكايات الملهمة أتحدث في حوار خاص مع الكاتب عماد العادلي في محاولة مزج ماضي وحاضره وأحلامه في قالب ممتع يليق بمشواره في صناعة الأدب
أهلًا بحضرتك أ.عماد وفي البداية أحب أعبر لك عن سعادتي لإقامة هذا الحوار معك.. وإن قراءتي لعملك حكايات حارس الكتب هي ما أثارت في عقلي وأعتقد في عقل كل من قرأها أيضًا العديد من الأسئلة، والتي أتطلع لإيجاد إجابات لها في روحك ومجموع أفكارك..
أولًا أفضل الاستماع إلى تعريف الكاتب عماد العادلي لنفسه فضلًا عن تعريفي إليه، وأسألك كيف ترى نفسك من خلال تعريف حر تقدمه لكل من يقرأ الحوار الآن؟
– أنا اسمي عماد علي العادلي من أسرة ريفية نزحت للقاهرة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات، تخرجت من كلية الآداب قسم الدراسات الفلسفية بعد مشوار طويل جدًا مع التعليم ثم قمت بعمل دبلومة في الفكر الإسلامي ومن ثم ماجستير في الفلسفة.. وأخيرًا قررت أن ألتحق بكلية الحقوق للحصول على ليسانس في القانون حتى اكتفيت من التعليم وبدأت أهتم أكثر بالجانب العملي حيث عملت في الصحافة الورقية لمدة عام وبسبب عدم وجود مردود مادي يكفيني للعيش رفقة أسرتي قررت أن أتجه للعمل في مجالات أخرى وقررت دخول مجال النشر في عدة دور للنشر ومن ثم بدأت المرحلة الفارقة في حياتي وهي مرحلة مكتبات أ حيث عملت معهم عشر أعوام كمستشار ثقافي ومدير للفعاليات والأنشطة حتى انتهت التجربة وعملت في أكثر من مكان آخر إلى أن أسست مشروعي الوكالة الأدبية التي أسعد بإدراتها الآن بجوار عملي كمستشار ثقافي حر.. كما أسست نشاط الرواق الفلسفي وهو نشاط هدفه تبسيط المفاهيم والمصطلحات الفلسفية لجعلها مستساغة لغير المتخصص وأتمنى أن يتم تعميم التجربة في محافظات مصر كافة.
سأعود لكل تفصيلة قمت بذكرها في حديثك عن العمل ومشوار الدراسة الطويل باستفاضة لكن دعني أسألك عن أمر بسيط لفت انتباهي على حسابك الخاص على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك).. حيث تكتب فيه بصراحة (أنا كائن لا تواصلي ولا يجيد التواصل) والحقيقة أن الجملة أثارت دهشتي بحكم درايتي بعملك الذي يتطلب التعامل بشكل كبير ومباشر مع الناس؟ فهل تلك الجملة هي الحقيقة التي تخفيها بداخلك؟
– أنا بالفعل كائن غير اجتماعي بالمرة وهو ما كتبت عنه في فصل (صدفة أ المدهشة)، خجول ولا أجيد التواصل مع الناس وهذه هي طباعي التي تحطمت على صخرة أ لأنها تجربة فريدة قدمتني بشكل لائق في الوسط كما كسرت عندي حاجز التواصل بعض الشيئ، لأني وجدت نفسي أدير فعاليات بها كبار كتاب مصر إضافة إلى الجمهور الحاضر الذي يصل أحيانًا إلى الآلاف، كانت مهمة إعداد الأسئلة تقع على عاتقي..
كان الأمر أشبه بإسناد عمل (ساعاتي) لرجل كفيف، أو إسناد عمل عملية جراحية لمهندس زراعي.. لكني خضت التجربة رغم استحالتها مثلما فعلت أوبرا وينفري التي كانت تخشى التواصل مع الناس بدورها
فأصبح الدرس الذي تعلمته هو اختبار قناعاتي وبالفعل كسرت جانب كبير من المشكلة لكني مازلت لم أتخلص من بعض لا اجتماعيتي، أكون حريص على اعتزال الناس قبل الفعاليات وبعدها دون الانخراط في أي دردشة أو أحاديث جانبية حتى أنني أراهن أصدقائي وأنا أقول “لن تضبطني يومًا أجلس في مطعم!”.. لكني أرى قدرتي على كسر ذلك الحاجز في العمل هو إنجاز عظيم من وجهة نظري
إنجاز عظيم طبعًا بلا شك بالنسبة لشخص غير اجتماعي بالفطرة.. دعنا نتعمق أكثر في شخصية الكاتب عماد العادلي ودعني أسألك بما أنك كنت ولازلت قارئ نهم شغوف أود معرفة وجهة نظرك في استحقاق كاتب معين للقب أديب؟ فهل أنت قارئ يطلق أحكامه من خلال تذوق اللغة؟ أم ينشغل برسالة الكاتب أو يفضل الاستمتاع الخالص بالقصة وهو هدف سامي من أهداف الكتابة؟
أظن أن قليلين جدًا من يستحقون لقب أديب لأنه لقب عزيز جدًا مثل لقب فيلسوف لأنها شهادة يمنحها القارئ وليست شهادة تمنح بالدراسة، ومن يلقبون بها في وجهة نظري محدودين جدًا كما أنني أنظر في القراءة بحكم عملي حيث تحولت عيني إلى عين راصدة وعين ناقدة بعدما كانت عين مستمتعة لأن جزء من عملي هو التحرير الأدبي قبل النشر لكن قراءاتي الشخصية في الأدب وما يحقق لي المتعة في المقام الأول هو نجاح التركيبة ما بين كل شيئ الفكرة التي يجب أن تكون طازجة جيدة وجديدة ويجب أن يكون الوعاء وهو ما يحوي اللغة جيد بدوره حيث أنه هنالك الكثير من الروايات العظيمة لكنها مصاغة بشكل سيئ والعكس تمامًا مما يفسد متعة القراءة.. لكني لا أمنح ألقاب لأحد فأنا شخص – كما قال – (رخم جدًا في قراءتي) أتعامل مع الكاتب بعدائية مفرطة حتى يثبت أنه جدير بلقب أديب الذي لا أمنحه لأي شخص.
يعود الأمر بالطبع لكون حضرتك تعمل في مجال التحرير الأدبي، ومن هنا أرغب في سؤالك عن مشروع الوكالة الأدبية وعن مهمة المحرر الأدبي التي قد يجهلها بعض الناس ممن لا يشتغلون في صناعة الأدب؟
الوكالة الأدبية كيان يقدم خدمات نشر للناشرين داخل وخارج مصر وللأفراد أيضًا، وهي فكرة جديدة قررت أخوضها مع الأستاذة صفاء عز وأتحمل فكرة أن الناس لم تستسيغ تلك التسمية بشكل واضح، لكن الوكالة تقدم خدمات تسويق وترويج العمل بكل تفاصيلها في كل ما له علاقة بالسوشيال ميديا إضافة إلى خدمات ما قبل النشر سواء التحرير الأدبي وهي مهنة غير منتشرة عربيًا وتنفذها دور نشر قليلة جدًا لأن العمل أحيانًا يحتاج إلى ما هو أكبر من مجرد تصحيح لغوي كي يصل لأكثر شكل مرضِي للكاتب والقارئ ويحظي بالقيمة الأدبية والفكرية مضاف عليها كونه صالح للتسويق، إضافة إلى خدمة الترجمة من وإلى العربية والورش الإبداعية في كل مجالات الكتابة المختلفة
مشروع رائع نتمنى لك النجاح فيه بالشكل المطلوب.. دعنا ننتقل إلى شق آخر في الحوار وبما إن حضرتك سنحت لك فرصة لقاء الكاتب أحمد خالد توفيق رحمه الله كما ذكرت في كتابك (حكايات حارس الكتب) وكنت تتعجب من جمهوره وحالة نجاحه، أرغب في معرفة ما إذا كنت توصلت لإجابة محددة عن مقومات النجاح أم أنها مجرد حالة تفرض نفسها دون تفسير؟
في كثير من الأحيان نحن نقف عاجزين عن تفسير حالة المحبة الجارفة لبعض الكتاب لاسيما خالد الذكر أحمد خالد توفيق، ما كان مدهشًا بالنسبة لي وهو ما تحدثت عنه في فصل (الخالد توفيق ومعادلة الكاريزما المدهشة) أن الرجل كان موظف وأستاذ في الجامعة له ابتسامة الموظفين ويرتدي ملابس الموظفين كما أن تصفيفة شعره عادية حتى أن صوته كان ضعيفًا بحكم المرض والصوت عامل من الممكن أن يمنح الكاتب كاريزما لكنه كان رجل طبيعي جدًا مستحيل تتوقع محبته بهذا الشكل فضلا عن وجوده في طنطا رغم أن القاهرة هي المركز الثقافي للشهرة بالفعل لكنه كان مخلص جدًا لبلده ولم يكن متواجد على السوشيال ميديا بشخصه، ومن هنا حاولت أحلل الموقف وجدت أنه فضل من الله أولًا – وقال ضاحكًا – أنها ربما كما ختمت الفصل قائًا أنها دعوة من والدته أن يحبب فيه خلقه وكانت ساعة إستجابة..
لكن إذا حاولنا أن نجد أسباب موضوعية للنجاح أعتقد أنه حدد وجهة خطابه للفئة الأكثر قراءة وهي فئة الشباب من 14 عامًا إلى 24 عامًا وهم الأكثر عددًا في العالم كله فضلا عن كونه كاتب متميز يعلم من أين تؤكل الكتف وكل أعمال تحمل عناصر تشويق حتى المقالات فقد كان يجيد السهل الممتنع كما يقولون بمفردات بسيطة وسهلة لا أراها سطحية على الاطلاق كما جاء “ببضاعة” لم تكن مشهورة وهو الحديث عن الميتافيزيقا وأدب الرعب إضافة إلى كيان نشر ضخم مثل المكتبة العربية الحديثة مثله مثل الكاتب نبيل فاروق..
لكن مقومات النجاح بشكل عام أن تكون مبدع حقيقي ولست مصطنع وأن تكون مجتهد وقارئ ومتابع جيد لحركة الأدب وأن تطور من نفسك دون أن تكتفي بعصر مقوماتك كأديب في الماضي وتستعذب فكرة ان تكتب دون معرفة
أ.عماد بما أننا تطرقنا للحديث عن كاتب روائي،، أرغب في اقتباس سؤال كنت قد طرحته على الكاتب الكبير خيري شلبي في إحدى حواراتك لأنه أثار إعجابي وفضولي في الوقت نفسه وأريد أن أمنحك فرصة الرد من وجهة نظرك الخاصة،، هل يجب على الروائي أن يكون فيلسوفًا؟
الفلسفة والأدب طريقهم واحد تقريبًا والاديب بشكل أو بآخر لا بد أن يكون فيلسوفا أو على الاقل قارئ للفلسفة أو قارئ للأدب لأنه من المهم أن يتعرف على هذا وذاك لأن الأديب التي لا يعرف عن الفلسفة سيعالج مشكلات عمله معالجة سطحية قشرية لكن الفلسفة هي التعمق وبالتالي يجب أن تكون لديه القدرة على أن ينفذ في الاشياء ولا ينظر للإنسان كقشرة خارجية أو يكتب ما يراه الناس فقط، يجب أن يدخل في عقل الشخصيات ويفكر مكانهم وهو ما يتطلب قدر من الفلسفة.. كما يجب أن يكون حريصًا على أن يطعم مفرداته الفلسفية بمفردات أدبية حتى يستسيغها القارئ.. فكلاهما لابد أن يهتم بمجال الآخر.. ولكن الأديب يجب أن يكون فيلسوفًا دون أن لا يظهر ذلك في نصه.. قد تكون الفلسفة حاضرة ولكن بين السطور وهو أمر مهم للغاية لأنها لو كانت فوق السطور سيتحول الأدب إلى طلاسم فيجب أن يكون هنالك فلسفة وراء الفكرة وليس في الكلام
قبل الحديث عن ظروف كتابة حكايات حارس الكتب أرغب في الاستماع إليك تحكي عن أولى محاولات في الكتابة؟ وما العمر الذي شعرت فيه بنضج كاف لكتابة نص أدبي يعجب به عقلك الناقد ويعجب به الناس؟
بالنسبة للعمر فهو لم يأتي بعد وأعتقد أنه لن يأتي أبدًا لأنه بالنسبة لي الشعور بالنضج هو الشعور بالامتلاء وهو شعور قاتل جدًا ضد الإبداع.. بالنسبة لأول شيئ كتبته كنت حوالي عشر سنوات وهو ما ذكرته في مقالي في كتاب حكايات حارس الكتب حيث اشتركت مع صديقي في عمل مجلة ثقافية ورسمت بها وخططت وقسمت ووضعت جانب فني وتاريخي وتعليمي ومازلت محتفظ بالعدد الأول والأخير منها والتي كانت عبارة عن ورق وغلاف ودبابيس لها شكل غريب.. أما أول تجربة كتابة منفردًا كانت في عمر الـ14 عام، كتبت شعر يعبر عن إني سأكون صاحب مشاكل نفسية في المستقبل، أتذكر كيف كنت أقول محادثًا نفسي “أيتها الشيئ الكامن في الأعماق، أيتها الشيئ السارح في الأفاق، أيتها الحاجب والمحجوب، أيتها الطالب لا المطلوب، أيتها الشيئ المتقيد بالداخل حر الاعمل، أيتها الشيئ المتمرد في أغلب حال، يا شيئ قيد لي حريته والحر أنا حين يقيد وبه أترفع أحيانًا ….” لا أتذكر البقية لكني اكتشفت فيما بعد كونه كلام فارغ لكني ظللت اكتب أشعارا تتخذ البعد الفلسفي في فترة مراهقتي التي كانت بين المكتبات والقراءة وبحكم كونه شخص غير اجتماعي فلم أتطرق للأشعار الرومانسية لهذا السبب أيضًا.
أخبرنا لماذا اتخذت قرارًا بتدوين حكاياتك الشخصية في كتاب؟ أو من قام بحثك على فعل ذلك؟ ومن هنا يمكنني سؤالك متى يشعر الشخص بضرورة تدوين تحارب حياته ونقلها لأدمغة أخرى؟ هل هنالك شروط أم أنها حالة تتلبس الكاتب فحسب؟
فيما يخص قرار التدوين والذي يختلف كثيرًا عن النشر، فأنا أكتب دائمًا بشكل مختصر عن المواقف التي تمر في حياتي، يعود الفضل لربنا في المقام الأول ثم إلى دار دون في الحقيقة، هي من حرضتني عندنا سألوني عما إذا كنت أقوم بعمل كتاب فأخبرتهم أنني أقوم بكتاب فلسفي يزيل اللبس حول مفهوم الفلسفة وتحمسوا للفكرة لكني رأيت أن المشروع سيأخذ حوالي عامين من العمل عليه ومن هنا اقترحت عليهم الفكرة عن كتابة تلك الحكايات بشكل مبدئي وقد كان.. فعدت لحكاياتي وقومت بإعادة صياغتها بشكل يحمل الروح الأدبية والطرفة والفكاهة بيث يصبح كتاب ممتع في المقام الأول حتى خرج بالشكل الذي رأيتموه..
أما عن فكرة التدوين فهي مهمة جدًا لأنه فعل يخرج مكنونات النفس فلا يفسح مجال لوجود عقد متراكمة وهو تقريبًا نفس رأي صديقنا الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق عندما سألته: لماذا تكتب في أدب الرعب فقال: عشان أنا خواف جدَا.. فقلت له: خواف؟ المفروض تكتب عن شيئ آخر فقال لي: بالعكس المفروض أحس إنهاا حاجة طبيعية مش مستاهلة الهيصة اللي أنا عاملها…
بالنسبة لقرار النشر فأنا أتخيل إن كتابي سيكون موجودًا في منزل تم هدمه وبعد 400 عام وعندما ازالوا تلك الأنقاض اكتشفوا الكتاب وحينها سيعرف الناس اسمي وسيتعاملوا معه مثل المخطوطات النادرة فبالتالي لا تنشر شيئًا لا ترى أنه سيحقق لك حضورًا أو هدفًا معينًا أما عن التدوين في حد ذاته فيجب أن نكتب باستمرار
كيف ترى الأدب الحديث وكيف ترى حالات النجاح الشبابية؟ هل يمتلكون حظًا أكبر من وجهة نظرك كونك عاصرت فترة أدبية سابقة ولها آليات مختلفة كما ذكرت في الكتاب؟
الحقيقة أنا لا أرى وجود اختلاف بين الأدب قديمًا وحديثًا بل أستشعر وجود ناس لا تجيد الكتابة أو العكس، الفارق هو وجود مكتبات أكثر ومجال النشر صار أكثر اتساعا إضافة الى وجودنا في عصر السوشيال ميديا وكل الناس أصبحوا أصحاب آراء وهو ما أراه شيئ إيجابيًا بالمناسبة.. لكنه انعكس على مجال النشر وأصبح هنالك تسهيل لمشوارهم.. هو أمر لا يزعجني البتة لأن الله يقول “وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض” وبهذا المعيار أقول أن كثير من الكتابات تندثر وهو شيئ موجود في كل عصر لأننا احيانًا نتخيل أن الأسماء الموجودة في الخمسينيات وما بعدهم هم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وهكذا لكن الحقيقة أنه كان هنالك الكثيرون ممن لم يخلد ذكرهم لأنهم كانوا يمارسون الكتابة في شكل هواية.. ويمكننا قياس ذلك على الأفلام والسينما فمثلًا هنالك أفلام لمحمد خان ويوسف شاهين تحصد الكثير من الجوائز مثل فيلم المومياء رغم أن ما يحصد الإيرادات هو أفلام المقاولات أحيانًا..
أخيرًا أ.عماد الكاتب الصحفي والمحرر المميز الذي أعددت لمحاورته بكل سعادة.. ما الرسالة التي تشعر أنك ترغب في إيصالها من خلال قلمك؟ هل هي التمسك بتثقيف النفس أم أن هنالك تفاصيل أكثر من ذلك؟
الحقيقة كلمة رسالة أشعر أنها أكبر مني بمراحل، الأمر بالنسبة لي ليس أكثر من أن أحيا إنسانًا وأتمنى أن يعاملني الناس من خلال مبدأ الإنسانية، أما عن أحلامي هي إن الناس تستوعب بعضها البعض وأن يكون هنالك قبول للآخر وتغليب للقيم الإنسانية في التعامل لا أكثر ولا أقل.. وأتمنى أن ما أدونه يكون نبيلًا ذو نفع لمن يقرأه وشكرًا جزيلًا لك وبإذن الله لنا لقاء آخر وأشكر أسئلتكم العظيمة.
كان هذا حوارنا مع أ.عماد العادلي لموقع دار دوّن للنشر، وحاولنا قدر الإمكان أن نتعمق في أفكاره ومكنوناته التي ترجم الكثير منها في كتابه “حكايات حارس الكتب” والذى لقي مردود واسع وصيت كبير من شريحة عريضة من القراء، ونتمنى له التوفيق في المزيد من التدوينات الملهمة وترجمة التأملات الفلسفية التي تمر على عقله في شكل سحابات أدبية مطيرة.