الأربعاء, ديسمبر 25, 2024
Dawen APP
الرئيسيةريفيوهاتفداء الرسول يكتب: "لعبة البيت" بين متاهات الحلم وقيود البيت

فداء الرسول يكتب: “لعبة البيت” بين متاهات الحلم وقيود البيت

تقدم رواية “لعبة البيت” للكاتبة إيمان جبل، والصادرة عن دار دوّن للنشر والتوزيع، تأملات عميقة حول الصراع بين الحلم والواقع، وبين الفن والحياة الشخصية، بطريقة تجعل القارئ يتساءل عن الخط الفاصل بينهما. شخصية ماتيلد تعكس هذا التداخل بين العوالم، حيث تجد نفسها تائهة في دوامة من الأفكار والأحداث التي قد تكون حقيقة أو مجرد وهم. وصف الرواية لهذه الحالة من الضياع والتأمل الذاتي يعزز إحساس القارئ بالتشتت الذي تعيشه الشخصيات، خاصة في مواجهة الفن، الموهبة، والذكريات.

النقطة الأكثر إثارة في الرواية هي علاقتها ببداية الكتابة. كيف يبدأ الكاتب في صياغة عالمه، وكيف يختار البداية والنهاية اللتين قد تشكلان تحدياً كبيراً أمامه. هذه الصراعات التي يعيشها الكاتب، بين خياله الشخصي والتوقعات الجماعية، تبرز في الرواية بوضوح، مما يضفي على العمل أبعادًا فلسفية تتجاوز حدود السرد العادي.

للقراءة| “ضي بلا قمر”.. قصة قصيرة لـ سمر عبد العظيم

العلاقة بين ماتيلد وعمتها ليلي تضعنا أمام صورة متناقضة للفن والموهبة: ماتيلد، الكاتبة الناجحة، تعيش تحت ظلال نجاح والدها، بينما ليلي تعاني من ضعف الموهبة رغم ما تملكه من تجارب وذكريات. هذا الصراع بين الجيلين يتجاوز كونه مجرد تنافس على الإنجازات الأدبية؛ إنه معركة بين الماضي والحاضر، وبين ما هو مكتوب وما هو غير مكتوب.

الأكثر تأثيراً في هذه الرواية هو معالجتها لفكرة “الخوف”، ليس فقط الخوف من التجربة أو المغامرة في الحياة، ولكن الخوف من العائلة، ومن القيود التي تفرضها التربية والبيئة المنزلية. تصوير البيت كملاذ وسجن في آن واحد يعكس المعاناة النفسية التي يعيشها الأفراد داخل هذا الإطار، حيث يمكن للبيت أن يكون مكاناً آمناً أو قيداً لا يمكن الفرار منه.

الرواية تقدم تجربة خفيفة على مستوى الأسلوب، ولكنها ثقيلة بعمق موضوعاتها، حيث تلامس مشاعر الخوف، الضياع، والصراع الداخلي.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات