إسراء إبراهيم
ساعات قليلة تفصلنا عن افتتاح وزارة الثقافة القطرية لـ معرض الدوحة الدولي للكتاب 2023 في نسخته الـ32، والذي يقام بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، في الفترة من 12 إلى 21 يونيو الجاري.
تحمل الدورة هذا العام شعار “بالقراءة نرتقي”، وتحل المملكة العربية السعودية كـ ضيف شرف لتكون أول دولة عربية تحل ضيف شرف المعرض على امتداد دوراته، وذلك منذ استحداث دولة ضيف الشرف عام 2010.
كما تُقام على هامش الدورة العديد من الفعاليات المتنوعة، فضلًا عن إقامة الصالون الثقافي طوال فترة إقامة المعرض. ويتماشى معرض الدوحة الدولي للكتاب مع رؤية قطر 2030 التي تهدف إلى تطوير اقتصاد المعرفة، بالإضافة إلى أنه يعكس حالة المشهد الثقافي للبلاد. ويعتبر حدثًا ثقافيًا بارزًا بمشاركة واسعة من دور النشر العربية والأجنبية والتي بدورها تسهم في إثراء الحركة الثقافية المصاحبة للمعرض.
يعتبر معرض الدوحة الدولي للكتاب من أقدم وأكبر معارض الكتب الدولية التي تقام في المنطقة العربية، ويعتبر أول معرض كتاب يقم في منطقة الخليج. وكانت الانطلاقة الأولى للمعرض عام 1972 تحت إشراف دار الكتب القطرية، وبتكليف من وزير التربية والتعليم القطري آنذاك الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وكان يقام كل عامين، ومنذ عام 2002 أصبح يقام كل عام.
وقد اكتسب المعرض الصبغة الدولية بعد نجاحه في استقطاب أكبر وأهم دور النشر في العالم حيث بلغ عددها في أول معرض 20 داراً للنشر ليصل الآن إلى 500 ناشر تمثل 35 دولة على مساحة 29.000 متر مربع.
ومنذ عام 2010 يقوم معرض الدوحة الدولي للكتاب باختيار إحدى الدول لتكون ضيف الشرف وكانت البداية مع الولايات المتحدة الأمريكية ثم تركيا، إيران، اليابان، بريطانيا ،ألمانيا، روسيا، فرنسا وتحل المملكة العربية السعودية ضيف الشرف للمعرض في دورته الاثنان والثلاثين.
عاد المعرض لنشاطه بعد غياب 6 سنوات، إذ احتفل بـ اليوبيل الفضي في دورته التي أقيمت عام 2015، بعدما كانت قد توقفت دوراته منذ عام 2008.
شارك في دورة اليوبيل الفضي نحو 432 دار نشر تمثل 29 دولة عربية وأجنبية، فضلا عن 72 مشاركا عبر توكيل دور نشر أخرى. واشتمل المعرض على أكثر من 12 ألف عنوان في مختلف المجالات، منها أكثر من 2500 عنوان باللغات الأجنبية، كما تم تخصيص 79 جناحا لكتب الأطفال و15 جناحا للتقنيات المعلوماتية.
بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا عالميا، وتأثيره على كافة الفعاليات المحلية والعالمية في كل دولة، تقرر إلغاء دورة المعرض لعام 2021. وتم إقامة الدورة المؤجلة
في عام 2022 وسط إجراءات احترازية مشددة بسبب انتشار متحور “أوميكرون”، وتم الإعلان عن منصّة إلكترونيةٍ خاصةٍ بدخول الزوار المعرض.
وكانت من أبرز التحديات في تلك الدورة هو عدم قدرة العديد من الضيوف على الحضور بسبب ظروف وضع الوباء عالميا، وكان البديل هو أن تكون الاستضافة عبر في الندوات الرئيسية والورش. كذلك كان هناك تحديا أكبر وهو الاعتذار المفاجئ من بعض الضيوف بسبب الإصابة بكورونا، وكان البرنامج الثقافي حريصا على وجود بدائل بشكل مستمر لحل تلك الأزمة.
وتزامنت تلك الدورة مع مرور 50 عاما على أول دورة أقيمت لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، وكانت جواهر البدر رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الحادية والثلاثين، قد صرحت وقتها أن اللجنة الثقافية بالتعاون مع إدارة المكتبات بوزارة الثقافة بصدد تنفيذ مشروع بعمل أرشيف حول تاريخ معرض الدوحة خلال السنوات الخمسين الماضية ليكون مرجعًا للباحثين والمُهتمين بالتاريخ الثقافي في دولة قطر.
في يونيو 2019، أعلنت وزارة الثقافة القطرية عن ترحيل الدورة الثلاثين من ديسمبر من العام نفسه إلى الفترة بين التاسع والثامن عشر من يناير 2020. وقالت الوزارةُ إنّ الموعد الجديد اختير بعد “دراسة شاملة لجدول الفعاليات في قطر، ولتجنُّب تعارضها، وخصوصا الاحتفالات باليوم الوطني، وكأس العالم في ديسمبر 2022، بالإضافة إلى التنسيق مع اختبارات المدارس الحكومية والخاصّة”.