إسراء إبراهيم
صدرت حديثا رواية “الأرض التي ملكت قلبي” للكاتب محمد المشد عن دار دوّن للنشر والتوزيع، والتي تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر، خلال فترة حفر قناة السويس، حيث يجسد معاناة الفلاحين المصريين الذين أجبروا قسرًا على العمل بالسخرة في المشروع، وسط ظروف قاسية أودت بحياة الآلاف.
وفي تصريحات خاصة لمدونة “دوّن”، أوضح “المشد” أن الرواية تتناول قصة فلاح بسيط يُجبر على العمل في الحفر، لكنه يجد نفسه واقعًا في حب فتاة من “أرض العدو”، ما يضعه في صراع بين رغبته في الانتقام لمن ماتوا ظلمًا، وبين حماية حبه الذي نشأ في أكثر الظروف تعقيدًا. وفي الوقت نفسه، يواجه ضغوطًا أخرى، إذ يسعى “العمدة” لإجباره على تزويج أخته، ويعاقبه على رفضه بإعادته إلى السخرة مرارًا، مما يزيد من معاناته.
للقراءة| مروى جوهر: “القربان” مستوحاة من قصة حقيقية
أكد محمد المشد أن البحث التاريخي كان من أصعب التحديات التي واجهها خلال كتابة الرواية، إذ أن معظم المصادر التاريخية حول قناة السويس ركزت على القرارات السياسية، دون التطرق إلى معاناة الفلاحين الذين دفعوا الثمن الحقيقي. وقد اعتمد في بحثه على عدة مصادر تاريخية مهمة، مثل “الوجه الحقيقي لديليسبس”، و”قناة السويس من المهد إلى التحرير”، و”السخرة في حفر قناة السويس”.
أشار “المشد” إلى أن فكرة الرواية بدأت تراوده منذ عام 2014-2015، حينما كان يخدم في الجيش، حيث اعتاد المرور بجانب القناة، متأملًا ضخامة المشروع الذي تم حفره يدويًا بدون معدات، متسائلًا عن حجم المعاناة التي عاشها الفلاحون الذين أجبروا على هذا العمل القاسي.
أوضح الكاتب محمد المشد، أن “الأرض التي ملكت قلبي” تميزت بتركيزها على الصراع الإنساني داخل هذه الحقبة الزمنية، حيث استعرض العلاقات الأسرية والاجتماعية، وكيف استقبلت العائلات أبناءها العائدين من الحفر، إلى جانب تقديمه بُعدًا رومانسيًا فريدًا، يختلف عن رواياته السابقة.