إسراء إبراهيم
حل الكاتب أحمد المرسي ضيفا مع الإعلامي عبدالله يسري في أمسية ثقافية جديدة على قناة “cbc”.
تحدث “المرسي” خلال اللقاء عن العديد من الموضوعات المختلفة، منها عن روايته “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”، التي نشرت عام 2023 وحققت نجاحا كبيرًا. وكيف يتعامل مع الكتابة، ورؤيته للسينما، وغيرها من التصريحات التي نستعرض أبرزها فيما يلي:
– رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” بدأت في العام الثاني لجائحة كورونا، وتركز على التعامل مع الإحباط الناتج عن الأمنيات غير المحققة. إذ تدور أحداث الرواية في بداية القرن العشرين حول ضابط مصري يواجه تحديات اقتصادية وسياسية، مما يدفعه إلى الانخراط في سباقات الخيل بنادي هليوبوليس بمصر الجديدة، والتي كانت آنذاك مدينة قائمة على الترفيه بفضل مشروع البارون إمبان.
– لست من الكتاب الذين يلتزمون بجدول صارم، وإنما أعتمد على حالة ذهنية ومزاج معين، وغالبًا أكتب في الليل لصفاء الذهن. كما أحب الموسيقى، مفضلاً أعمال هنزيمر وأم كلثوم والموسيقى الصوفية.
– دخلت مجال الإعلام بدافع دعم شغفي الأدبي، لكني أدركت لاحقًا الفارق بين الكتابة الصحفية والإبداعية. اللغة الصحفية قد تكون جامدة مقارنة باللغة الأدبية، مما يتطلب جهدًا عند التحول إلى الكتابة الإبداعية.
– المرأة هي مكمل للرجل، بل أكثر من ذلك. أعتقد أنها شريك حقيقي. على سبيل المثال، خطيبتي أثرت بشكل كبير على الرواية الأخيرة التي كتبتها. كانت ملاحظاتها، التي تأتي من اهتمامها العميق بعلم النفس، ذات فائدة عظيمة. هي طبيبة وتهتم كثيرًا بهذا المجال، وقدمت لي رؤى قيمة جدًا. يمكن القول إن المرأة هي نصف الرجل، وأحيانًا تكون محفزًا أساسيًا للإبداع.
– المرأة مفجرة للإبداع، تمامًا كما نجد نصف قصائد عنترة عن الحروب، والنصف الآخر عن عبلة.
– اقرأ للكاتبات من المعاصرين، د. ريم بسيوني، ومن الكاتبات القدامى رضوى عاشور. كما أن هناك أسماء عديدة لا يمكن حصرها. من الأسماء المعاصرة التي أتابعها أيضًا نورا ناجي، والعديد من الأدباء والأديبات الذين يثرون الساحة الأدبية.
للقراءة| “أشباح مرجانة” و”أشجار لا تظلل العاشقين” ضمن القائمة الطويلة لجائزة القلم الذهبي
– أقرأ لأصوات متنوعة، لكن يمكنني أن أذكر أكثرهم تأثيرًا عليّ. بالطبع نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم. على سبيل المثال، أعيد قراءة أعمال توفيق الحكيم باستمرار، وأعتبره من أجمل من يمتلكون حس السرد. قرأت “يوميات نائب في الأرياف” في يوم واحد وأعدت قراءتها بعد سنوات بنفس المتعة. كذلك أقدر أعمال خير شلبي ورضوى عاشور، فهم يمتلكون أسلوبًا روائيًا رائعًا. وهناك أسماء كثيرة أخرى مثل بهاء طاهر ومحمد المنسي قنديل. القائمة طويلة ولا يمكن حصرها.
– حول ما إذا كانت الكتابة توفر موردًا ماليًا، نعم يمكن أن تكون الكتابة مصدر دخل، ولكن هذا يعتمد على المبيعات. هناك كتّاب يحققون أرباحًا جيدة من مبيعات كتبهم، لكن ذلك يتطلب مبيعات كبيرة ونجاحًا ملحوظًا. على سبيل المثال، لدينا في مصر حوالي 1200 دار نشر، وكل دار تُصدر عشرات العناوين سنويًا. ومع ذلك، القارئ لديه قدرة شرائية محدودة بسبب ارتفاع أسعار الكتب وتكاليف الإنتاج.
– النتيجة هي أن القارئ يركز على شراء أعمال لكتّاب معروفين أو حاصلين على جوائز، أو من سبق أن قرأ لهم. في المقابل، هناك عدد كبير من الكتّاب الشباب الذين لم يحصلوا على فرصتهم بعد. هؤلاء يحتاجون إلى وقت لإثبات أنفسهم في الأوساط الثقافية. من العقبات التي تواجههم هي ضعف تسليط الضوء على أعمالهم. لكن دور النقد والجوائز الأدبية يساهم في دعم هذه المواهب وإبرازها.
– علاقتي بالنقد جيدة جدًا. لقد حصلت على دعم كبير من النقاد سواء في مصر أو في العالم العربي. الحركة النقدية في مصر نشطة للغاية، ولها تأثير قوي. على سبيل المثال، تواصلت مؤخرًا مع مجموعة قرّاء في السعودية، وأكدوا لي قوة الحركة النقدية لديهم أيضًا.
– هناك نقاد بارزون مثل سيد محمود، محمود عبد الشكور، وإيهاب الملاح، وغيرهم ممن يدعمون الكتّاب الشباب بشكل ملحوظ. ومع ذلك، بسبب الكم الهائل من الكتب، قد تضيع بعض الأعمال الجيدة في الزحام، مما قد يكون محبطًا للكتّاب الجدد. لذا، نحن بحاجة إلى المزيد من الدعم النقدي لضمان بقاء المواهب الواعدة واستمراريتها.
– الكاتب لا يحتاج فقط إلى دعم الدولة، بل إلى تنظيم وضبط عملية النشر. يوجد عدد كبير من دور النشر، ولكن القليل منها ذو جودة عالية، والبقية يمكن تصنيفها ضمن “دور نشر بير السلم”.
– انتشار طباعة الكتب غير المشروعة يؤثر سلبًا على الصناعة الثقافية. هذه الكتب تُباع بأسعار مماثلة للأصلية، مما يضر بمبيعات دور النشر ويُضعف الحركة الثقافية في مصر.
– الهيئات الحكومية مثل الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق تبذل جهودًا كبيرة خاصة في معارض الكتاب. تملك هذه الهيئات كنوزًا ثقافية ولكن تواجه بطئًا في نشر أعمال المبدعين الشباب نظرًا للعدد الكبير من المتقدمين.
– معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعد فرصة مهمة للكاتب والقارئ. يعتبر من أهم المعارض في الشرق الأوسط ويحظى بإقبال كبير من الكُتّاب والزوار العرب.
– أحرص على أن يكون ليّ إصدار جديد في المعرض، ولكني أخذ وقتًا في كتابة أعمالي (3 سنوات لكل عمل تقريبًا).
– لديّ مشروع فكري يهدف إلى دعم التفكير المنطقي واستلهام التاريخ لحل المشكلات الحالية في المجتمع المصري. وأعتبر أن التاريخ هو جسر بين الماضي والحاضر لاستشراف المستقبل. وأحرص على معالجة القضايا الفكرية، الاقتصادية، والاجتماعية من منظور متصل بتاريخ الأمة.
– يحب التعامل مع الفنون البصرية مثل: الفن التشكيلي، السينما، التي أعتبرها مصدر إلهام بصري رئيسي. الثقافة الحديثة هي ثقافة بصرية تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي. وإدخال تقنيات بصرية داخل الرواية لجعلها مشهدية للقارئ.
– تجربتي الأكاديمية (خريج قسم إذاعة وتلفزيون) أثرت على رؤيتي السينمائية.
– القراءة المتنوعة واجبة على الكاتب لفهم مختلف المجالات، مثل: علم النفس، الفلسفة، التاريخ، الاقتصاد، السياسة.
– أرى أن دراسة علم النفس تساعد الكاتب على بناء شخصيات الرواية بطريقة منطقية ومتماسكة. واقرأ في مجال علم النفس أعمالًا كلاسيكية مثل سيجموند فرويد وأبحاثًا حديثة.
– أعتبر علم النفس أداة لفهم الشخصيات وسلوكها. خاصة أنه علم واجه تحديات في بداياته ووصفوه بأنه “علم زائف” لكونه علمًا نظريًا في الأساس. وأستخدم أحيانًا استشارات متخصصين نفسيين لفهم أعمق للشخصيات.
– الكتابة وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر الداخلية. وأعتبرها نوعًا من أنواع العلاج النفسي. وبعد الكتابة أشعر بالراحة والتطهر الذاتي. كما أن الكتابة متعة كبيرة، ويقتبس: “نحن في متعة لو عرفها الملوك لحاربونا عليها بالسيوف”.