إسراء إبراهيم
يُعد كتاب “موعد مع فيلسوف” أحدث أعمال الكاتب أحمد مهنى، واحد من الإصدارات الهامة والمميزة التي طرحتها دار دوِّن للنشر والتوزيع هذا العام. والذي يحاول الإجابة على العديد من التساؤلات التي تشغل الإنسان في العصر الحديث.
الكتاب ذو طابع فلسفي ويطرح العديد من الأفكار ويناقش العديد من القضايا والمفاهيم الهامة. كما يستعرض العديد من القضايا المثيرة والجدالية حول تطور الإنسان واحتياجاته.
وفيما يلي نستعرض أبرز الأسباب التي تدفعك لقراءة كتاب “موعد مع فيلسوف”:
أفكار منتصف الليل
يناقش “مهنى” في كتابه العديد من التساؤلات الفلسفية والتأملية في مجالات مختلفة. والتي من المستحيل ألا تكون قد خطرت ببالك أو طرحت أمامك في يوم ما. ويحاول من خلال الكتاب البحث عن إجابات منطقية لفهم النفس البشرية وكيف تأثر الإنسان بهذا الكم الهائل من التطور، وأسباب تغير طباع البشر بمرور الزمن واختلاف البيئة.
يُجيب الكتاب عن بعض الأسئلة التي تأتي لأغلبنا منتصف الليل، والتي يتندر عليها البعض باسم “over thinking” أو التفكير الزائد. وتشعر من خلال الصفحات أنك لست وحدك الذي يفكر في مثل تلك الأمور المحيرة لعقل الإنسان.
لا مجال للملل
يناقش الكتاب موضوعات ومفاهيم مختلفة مثل الخوف والغرائز والفقدان والانتظار والحب والاستسلام، ونشأة البشر والمعنى من الحياة وحقيقة الموت. كما يتطرق لموضوعات متنوعة لفهم العقل البشري فيتحدث عن تاريخ البشر ونشأة علم الاقتصاد وحروب المال والثورة الصناعية، وتطور الحروب، والأحلام والمشاعر والقدر والصراع ما بين القديم والحديث. والعديد من الموضوعات الأخرى، التي قد تكون بحثت عن بعضها يوما ما.
ستجد فيه إجابات فلسفية عن أسباب الخذلان، وحياة إنسان الكهف ووجهات نظر جديدة ستسمعها لأول مرة، مثل أن المرأة هي التي اخترعت الغناء، وأنه لا يوجد حاضر نعيش فيه بل نحن نعيش الماضي. بالإضافة للأفكار الروحية والدينية عن النفس والروح والموت والحياة، ومعلومات عن كيف ترى الديانات الإبراهيمية موضوعات معينة، وكذلك الأديان الوضعية التي يتبعها البعض حول العالم.
تنوع الموضوعات والتناول السلس والتنقل ما بين التاريخ والفلسفة والفكر وعلم النفس والاقتصاد، لا يجعل مجال لتسرب الملل لديك خلال قراءة الكتاب، بل ويزيد من رغبته في البحث ومحاولة التنقيب عن إجابات لتساؤلاته.
دعوة للبحث والمعرفة
“موعد مع فيلسوف” عبارة عن رحلة بحث عميقة، يفتح أمامك أبواب التفكير والمعرفة والبحث الذي يدفعك للمزيد للحصول على أجوبة مقنعة وملهمة. فالكتاب لا يُعطي أجوبة نهائية عن أسئلتك بل يثير التساؤلات ويستعرض أمامك العديد من النظريات حول بعض المفاهيم والقضايا، ما قد يدفعك للبحث لتستنتج نظريتك الخاصة أو تقتنع بما تم طرحه، أو تجد نظرية أخرى بعيدة عن كل ذلك تُرضي عقلك وفضولك الداخلي.
الكتاب بمثابة كنز معلوماتي يضم كم هائل وثري من المعلومات والأفكار وهو دعوة مفتوحة للتأمل، وأقرب لخلوة هادئة مع النفس لفهم ذاتنا وعلاقتنا بما يحيط بنا، لذا ينصح بقراءته بتأني للاستمتاع بأفكاره والحالة التي يقدمها.
بعيدا عن المألوف
رغم عمق ما يقدمه الكتاب من موضوعات فلسفية وجدلية، إلا أن الكاتب أحمد مهنى كسر تلك الرتابة وابتعد عن اللغة الأكاديمية والأسلوب المعقد الذي لا يتناسب مع شرائح مختلفة من القراء، واستخدم أسلوب سردي سلس ومميز، فالكتاب يميل إلى طريقة الحكي بأسلوب القصة أو الرواية.
نسج الكاتب شخصيات وحكاية داخل قطار، ووضع حوار بين الشخصيات للرد على الأسئلة الفلسفية وطرحها داخل الكتاب. ستجد في الكتاب قصة مسلية ومشوقة، تنتهي بنهاية غير متوقعة.
نظرة مختلفة وتصحيح للمفاهيم
خلال قراءتك للكتاب، وبخلال الحقائق التاريخية والنظريات الفلسفية التي يتعرض لها الكتاب، حول تاريخ الشعوب والتطور البشري، إلا أنه يحاول تقديم رؤية مختلفة لكثير من الأفكار والقضايا مثل نظرتنا للقدر وللماضي بكل خيباته وعثراته، كذلك مفهوم الحاضر والمستقبل وهل من الممكن للإنسان تغيير واقعه أو التأثير في مستقبله، كما يحاول الكتاب تصحيح العديد من المفاهيم حول علاقة الرجل والمرأة، ونظرة الحضارات القديمة للمرأة، وعلاقتنا بأنفسنا وكيف يمكن الحفاظ على مشاعرنا دون أن نستهلكها؟ وكيفية التعافي من العلاقات السامة، وغيرها من الموضوعات الأفكار الهامة التي تشغل بالنا مهما اختلفت ثقافاتنا ورؤيتنا للعالم.
كما أن الكتاب يفتح مجالا للبحث داخل ذاتك، ومعرفة نفسك وما أنت عليه الآن. لتستطيع تحديد مشاعرك تجاه الأشياء التي تحزنك وتسبب لك الحيرة.
لشراء كتاب موعد مع فيلسوف من هنا