الجمعة, أكتوبر 18, 2024
Dawen APP
الرئيسيةريفيوهات"أنا في انتظارك".. رحلة في أعماق الأبطال

“أنا في انتظارك”.. رحلة في أعماق الأبطال

يارا رضوان

رواية “أنا في انتظارك” للكاتبة لينا النابلسي، والصادرة عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، عبارة عن كتلة من المشاعر لا الأحداث. عادةً ما أذكر ملخصًا سريعًا لأحداث أي رواية دون حرق، ولكنني أجد نفسي هنا عاجزة عن تلخيص أي شيء؛ فالمشاعر يستحيل أن تُلخَّص في بضعة أسطر.

عم موسى، فريدة الشناوي، خالد، شويكار… وصلتُ إلى منتصف العمل وأنا أحاول استنتاج الرابط الذي قد يربط بينهم. أربعة رواة يُعدّون الأبطال الرئيسيين للرواية، وكلٌّ منهم يروي الحياة من منظوره. عِشتُ الماضي مع عم موسى وقصة حبه العظيمة لزوجته سارة، وشعرتُ بقهر الرجال مع خالد وإجباره على مغادرة بلده فقط لأنه من طبقة لا تتناسب مع طبقة الفتاة التي أحبها. سافرتُ مع شويكار وشاركتُها الدهشة والبراءة، واضطربتُ مع فريدة التي خسرت كل شيء في حياتها… حتى نفسها. وانتظرتُ مع الجميع جلاء الحقيقة وأن ينال كل منهم نصيبه العادل من السعادة.

للقراءة: حسين عبد البصير يكتب عن رواية “حارة الصوفي” لـ محمد عبد العال الخطيب

كُتبت رواية “أنا في انتظارك” بلغةٍ عربية فصيحة في السرد، واعتمدت الكاتبة على العامية المصرية غير المبتذلة في الحوار، الذي أخذ نصيبًا وافرًا من حجم العمل. تمتلك لينا النابلسي لغةً رائعة ومفردات عذبة جعلتني أتساءل: “كيف لو كان الحوار بالفصحى؟”.

افتقدت بعض الأجزاء والمشاهد في خاتمة الرواية. كنتُ أتمنى رؤية لحظة لقاء فريدة بابنها وأن يكون مشهدًا كاملاً من أوله إلى آخره. عندما وصلت إلى ذلك الجزء من القراءة، تهيأت نفسي للبكاء، ثم تفاجأت ببضعة أسطر بعد اللقاء. أعلم أن تلك كانت شخصية فريدة، ولكن ألا تغير مشاعر الأمومة كل شيء؟

ختامًا، عملٌ ممتع أنهيته في جلسة واحدة، وقد فاح منه عبق أجمل كوبليهات أم كلثوم، وغرقتُ في مشاعر أبطاله، وأظن أنني سأستغرق بعض الوقت حتى أتمكن من مغادرتها أو أن تغادرني.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات