إسراء إبراهيم
انطلقت فعاليات معرض جدة للكتاب 2023 في دورته السابعة، من تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية والذي يستمر من 7 إلى 16 ديسمبر. وذلك ضمن مبادرة “معارض الكتاب” إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة، التي تعمل من خلالها على التوسع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة.
يعد معرض جدة للكتاب رابع معرض من نوعه تقيمه السعودية هذا العام بعد معرض الشرقية للكتاب في مارس ومعرض المدينة المنورة للكتاب في يونيو ومعرض الرياض الدولي للكتاب في سبتمبر.
للقراءة| بعد انطلاق دورته الـ 46.. تعرف على تاريخ معرض الكويت الدولي للكتاب وأبرز محطاته
ميلاد المعرض
بدأت فكرة معرض جدة الدولي للكتاب عام 1993م من الغرفة التجارية في جدة، بعد تأسيس أول لجنة إعلامية ثقافية داخلها ويرجع تاريخه إلى العام 1994م بتنظيم الشركة السعودية للمعارض. واستمرت دورات المعرض بشكل منتظم تقريبا منذ عام 2000 وحتى عام 2006، باستثناء عام 2001، وشاركت جهات مختلفة في تنظيمه والإشراف عليه، من بينها وزارة التعليم العالي من خلال جامعتي الملك عبد العزيز، وأم القرى بمكة المكرمة، ووزارة الثقافة والإعلام، والغرفة التجارية بجدة.
توقف المعرض عام 2001، ليعود مجددا في عام 2002، وقد دخلت جامعة الملك عبد العزيز جهة منظمة بمشاركة شركة الحارثي. واستمرت الجامعة والشركة ووزارة الإعلام في المشاركة في تنظيم معرض 2003.
ووفقا لصحيفة “الوطن” أوضح الدكتور أحمد قران الذي شغل منصب المدير العام لإدارة الأندية الأدبية قبل استقالته: إن أول معرض دولي للكتاب كان عام 1994، ونظمته الشركة السعودية للمعارض تحت إدارة محمد المطوع ومدير شركة جدة للمعارض حاليا حسين الحارثي وعبد الباقي شريف. مشيرا إلى أنه وعابد اللحياني، المدير العام للإعلام الداخلي، كانا مشرفين على المعرض من قبل الوزارة. وعن معرض 2000، قال إنه شهد مشاركة هيئة الأمر بالمعروف، لافتا إلى أن المعرض وصف بالمعرض الدولي الأول، وأصرت الغرفة التجارية على ذلك متجاهلة معرض 1994.
تابع “قران” الذي كان المشرف العام على معرض 2003 و2006: كان من المفترض تنظيم المعرض عام 2001 لكنه توقف، وفي عام 2002 دخلت جامعة الملك عبد العزيز كجهة منظمة بمشاركة شركة الحارثي، واستمرت الجامعة والشركة ووزارة الإعلام في المشاركة في تنظيم معرض 2003. وكان معرض 2006 الذي نظم في مركز الجمجوم هو الأخير.
ا
عودة بعد 10 سنوات
يعد معرض 2006 الذي نظم في مركز الجمجوم هو الأخير، حيث صدر في عام 2008 قرار بإسناد مسؤولية معارض الكتب إلى وزارة الثقافة والإعلام، بعد أن كانت وزارة التعليم العالي تكلف جامعة في كل سنتين لتنظيم معرض دولي للكتاب. وبعدها توقف المعرض لمدة 10 سنوات.
عاد المعرض بحلة جديدة بعد عشر سنوات عام 2015 ليستمر حتى اليوم. وافتتح فعاليات دورته التي أقيمت في 2015، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا للمعرض، و وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وعدد من لأمراء والمسؤولين بالمنطقة، وذلك على أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية.
تفاصيل دورة العودة في 2015
شارك في دورة العودة 450 دار نشر محلية وخليجية وعربية وعالمية من 30 دولة. وزار المعرض 355 ألف زائر، وأقيم المعرض على مساحة 22 ألف متر مربع، بمشاركة مليون و500 ألف عنوان في شتى المجالات.
شهد المعرض توظيف 100 شاشة إلكترونية تفاعلية داخل صالة عرض الكتب تمكن الزائرين من البحث عن عناوين الكتب وأماكن وجوها مدعمة بالخرائط الإرشادية التوضيحية لدور النشر والمؤلفين.
أقام المعرض عدة أجنحة مميزة في هذه الدورة، كان على رأسها جناح السلام عليك أيها النبي، وجناح الفن التشكيلي، وجناح تاريخ الطباعة، وجناح الكتاب المستقلين، إضافة إلى منصات حفلات التوقيع.
مكان إقامة المعرض
منذ عودة المعرض في شكله الجديد، كان يُقام المعرض في منطقة أبحر الجنوبية. وانتقلت إقامة المعرض منذ دورة 2022 إلى سوبر دوم جدة.
توقف لعامين
توقفت فعاليات المعرض بعد عودته بشكل منتظم منذ عام 2015 لمدة عامين. إذ توقف معرض جدة الدولي للكتاب عام 2020 وعام 2021. وذلك بعد انتظام دوراته لمدة 5 سنوات متتالية.
عودة بعد توقف عامين.. دورة 2022
انطلقت فعاليات الدورة في 8 ديسمبر واستمرت حتى 17 ديسمبر 2022. بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، تحت قبة سوبر دوم، بمشاركة أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية.
سلط المعرض الضوء على القصص المصورة أو الأنمي وفن المانجا للرسوم اليابانية عبر تخصيص أجنحة تضم العديد من الفعاليات، ومنها مقابلة مؤلفي كتب رسوم المانجا، ومسيرة لأشهر أبطال القصص المصورة. بالإضافة إلى منطقة للطفل تتضمن مسرحاً للطفل، وحكواتي لرواية القصص، ومنطقة للألعاب، وعروض وأنشطة تفاعلية، وعروض لأشهر الموسيقى التصويرية، وموسيقى أفلام الرسوم المتحركة المفضلة لدى الأطفال.
استضاف المعرض مؤتمر الخيال العلمي، والذي استضاف بدوره كُتّاباً ومؤلفين من ذوي الخبرة في الكتابة الإبداعية، وأتاح الفرصة لهواة الكتابة لعرض ومناقشة مسودات أعمالهم في عالم الخيال العلمي، وتبادل الآراء والاستفادة من خبراتهم لإنتاج أعمالهم، وتجارب تفاعلية في مختلف المسارات، إلى جانب تخصيص جلسات لنوادي القراءة، لمناقشة كتب الخيال العلمي، كما نظم على هامشه مسابقة لصناعة شخصيات خيال علمي مستوحاة من المملكة، بحيث توجه للأطفال. فضلاً عن فعالية “اصنع قصتك” الموجهة للأطفال؛ لتساعدهم على كتابة قصة وطباعتها.
أٌقيم على هامشه مؤتمر النشر الرقمي الأول من نوعه في المملكة؛ الذي استعرض في جلساته الحوارية، وورش العمل عدداً من القضايا الجوهرية في حركة النشر الرقمي، ومن أبرزها؛ أحدث تقنيات النشر في ظل التحول الرقمي، وأفضل الممارسات في التسويق والتوزيع والترجمة وحقوق الملكية للكتب في سوق النشر الرقمي، والمبادرات النوعية والمبتكرة، والتحديات التي تواجه دور النشر العاملة في هذا المجال. بالإضافة إلى تبادل الخبرات والأفكار بين قيادات عالم النشر والمتخصصين والخبراء ودور النشر المتخصصة حول العالم. وصاحب مؤتمر النشر الرقمي صالة لتداول الحقوق، مخصصة للقاءات الفردية بين الحضور والمتحدثين والمهتمين؛ لإقامة الأعمال والتواصل بينهم وتداول الحقوق بصناعة النشر، ونقل التجارب الناجحة. كما تسهم في تعزيز الفرص للشركات الناشئة في دخول المجال.
تفاصيل الدورة الحالية من معرض جدة للكتاب
انطلقت فعاليات الدورة الجديدة والحالية من معرض جدة للكتاب، الخميس 7 ديسمبر، بمركز سوبر دوم بمشاركة نحو 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية.
ترفع الدورة المستمرة حتى 16 ديسمبر شعار “مرافئ الثقافة”، ويشمل برنامجها الثقافي 31 ندوة و3 حلقات نقاشية و24 ورشة عمل و4 أمسيات شعرية و9 عروض مسرحية، إضافة إلى أنشطة مخصصة للأطفال في الموسيقى والطهي وصناعة أغلفة الكتب.
كما يدعم المعرض صناع المحتوى المحليون من خلال “ركن المؤلف السعودي” الذي يهدف إلى التسويق لكتب المؤلفين السعوديين والترويج لأعمالهم.
