السبت, ديسمبر 21, 2024
Dawen APP
الرئيسيةمقالاتخالد أمين يكتب: أسرار أدب الرعب (6).. ليلة الموتى الأحياء!!

خالد أمين يكتب: أسرار أدب الرعب (6).. ليلة الموتى الأحياء!!

رفعت الجثة رأسها وهي تجلس قبالة منضدة الموت، المعقبة بأجساد متحللة لعناكب وفئران راقدون بهدوء فوق أطباق الطعام المتحللة، جنازة الفئران، مدت الجثة يدها وتخللت جلد وجهها المتساقط بأصبع منقطع قبل أن تحسس تجويف عينها الفارق، بينما عيناها السليمة تتحرك بطء وتنظر لناردين وفان هيلسنج، واللذان يبادلانها النظر في صمت.

القصر صامت.. مظلم.. ومهيب.. شباك هناك هالك، خفافيش تحلق، لوح ضخمة معلقة تخفيها ملائات، جدران وعواميد تخرج منها الأيدي الجامدة للعمال الذين التحمت بها أبان تشييد القصر، وكل حين وآخر تسع صيحة كصوت رجل غاب متوحش قادمة من أسفل أبنية القصر وممراته -تلك صيحات العشيرة- أولاد البنائون الذين حبسوا بالأسفل عند انهيار السد، تزواج العمال وأنجبوا العشيرة، أطفال ولدوا للظلام وعاشوا على أكل لحوم البشرية، لم يكن هناك نساء، فتاة واحده صغيرة ابنة أحد العمال، أكلوا زملاؤه أولا بعدما نهشت الوحشية عقلهم وأتلف الجوع روحهم ثم أخذوا التي أصبحت حبلى وأنجبت العشرات، البعض يقول إنها ماتت، آخرون يقولون إنها تحولت لمسخ هائل، لم تعد الفتاة البريئة المستغيثة بل ملكة الظلام، الأم، هؤلاء رجال غاب بالأسفل، متوحشون ويتتبعون فطرتهم الأولى فقط، يأكون اللحم البشري ويشربون الدماء.

كانت هناك حكاية لدان اوبراين، مشهد له في الحقيقية في فيلم “عودة الموتى الأحياء” لسنة 1985 وهو فيلم مرعب ساخر جدًا، ويعتبر جزء ثانِ لرائعة جورج روميري “ليلة الموتى الأحياء”، والذي سنتحدث عنه بعد قليل.. في مشهد دان اوبراين نرى فتاة جميلة وعارية ترقص فوق مقبرة وسط الأمطار التي تحمل مادة كيميائية متسربة من معمل، ترقص الفتاة بجنون ونشوة، بينما أيادي الموتى تخلل التربة الطينية، لقد استيقظ الموتى يا سادة، لم يعد هناك مكان شاغر بالجحيم ولذا سيهيم الموتى بالأرض.. تلك العبارة الخالدة من فيلم فجر الموتى الأحياء.

خلف الجثة تحرك فتاة ممزقة الفستان وملطخة بالدماء، هناك تفصيلة أخرى غير اعتيادية بشأن تلك الفتاة، هي تحمل رأسها على كتفها وتسير به.. أجفلت ناردين ثم عادت بتركيزها المحموم صوب حديث الجثة، في حين همس فان هيلسنج مبهوتًا وهو ينظر للفتاة: ابنة نوسفيراتو.

اختفت الفتاه وسط الظلام، هنا تعالت صرخات لأرواح تعذب في الجميع، أصوات لن يتحملها أحد، كأنها قادمة من سقر، وهمست الجثة بصوت شاحب: ساكني الغرفة الحمراء، يعلقون على الجدران ويسلخ هو جلدهم أحياء ببطء.

-من هو؟

لم ترد الجثة على ناردين بل صمتت لوهلة، ثم مدت يدها والتقطت لسانها محركة إياها كأنها تعيد تركيبه، ارتفعت عيني ناردين عندما سقط اللسان في يد الجثة فأخرجته من فمها حاملة إياه بين يديها.

-هل.. هل اقتلعت لسانها؟

بلى
نظرت إليهم الجثة طويلًا، الحقيقة أنه بدا كلسان مهتريء بحاجة لصيانة، لسان من رأوا الكثير في حياتهم. التقطت الجثة ورقة قديمة من العاج وبدأت تخط عليها بقلم ريشي لمدة طويلة ثم أعطتها لناردين، طالعت عيني ناردين ما في الورقة الصفراء.

-لا أفهم شيء

-ها وتقولين أنك أنت خبيرة رعب هذا العصر المعاصر!

التقط منها فان هيلنسج الورقة باستهزاء بينما ناردين محمرة الوجه تبحث عن رد يحفظ كرامتها، لكن سرعان ما تغير مجال تركيزها عندما قرأ فان هيلسنج الورقة بصوت عال “لقد فقدت لساني، هذا ما يحدث عندما تنتظر كثير في مكانك، تفقد روحك، وألم الظلام النفسي الذي يفتك بك يتحول لألم عضوي في النهاية، لقد امتلأ كوب التحمل بداخلك وقد بدأ الفيضان الهائل، الاكتئاب هو سيد من أسياد الرعب، مثله مثل الجاثوم والنوسفيراتو والغولة، وقد تمكن مني الاكتئاب لأعوام وفي النهاية انهارت كل البوابات بحراسها وانتصر الاكتئاب في غزوته الأخيرة، كانت حرب مريرة لكنه انتصر، لم أعد لأبالي لشيء بعدها، وأنا أجلس مكاني حية لكني أتحلل، تتساقط أظافري، جلد وجهي، أمسح على شعري فأجد قطعة منه على يدي، الميت الحي، بسبب الانتظار والحزن، كلا، بسبب تلك اللحظة القاتمة عندما أدركت أنه لا مستقبل لي، أنا أحيا في الماضي، وأفكر في حلاوته لاستعادته، صرت من هؤلاء الذين يهربون في ماضيهم، ولا يفكرون أبدا بما هو قادم، اليوم بيومه فقط، صرت زومبي، الحزن قادر على فعل كثير، رأسي يؤلمني دومًا، طاقة الاكتئاب تمكنت مني فلم أعد أستطيع الجري، أسير فقط رافعًا يدي أمامي كأني استنجد بأحد، وائن ألما، أعض وأقضم لحم من أتمكن منه، فربما هذا يهدىء الألم قليلًا”.

هذا ما فعله جورج روميرو عام 1968، نحن نتحدث عن حقبة تاريخية مختلفة تمامًا عن الآن. الوعي الجمعي ربط شعور العالم كله -دون حاجة لإنترنت- بأفكار وتساؤلات مجنونة وشغف رهيب لما هو قادم، هذا زمن فضيحة ولترجيب ونيكسون وتأثير اوبنهماير وصراع محمد علي كلاي مع المجتمع وليس داخل الحلبة، تلك فترة اغتيال كندي، ثورة الطبقات الاجتماعية، مالكوم اكس والمطالبة بحقوق السود، مارتن لوثر كينج وحركته الاجتماعية، هذا زمن اختلاف موازين القوى الاقتصادية، زمن الحرب الباردة بين السوفيت والأمريكان، زمن مفكرين وكتاب ومخرجين من جيل جديد تعلم من الجيل الأفضل، جيل الكلاسيكيات كديكنز وويلز ودوستويفسكي ومحفوظ ولافكرافت وألان بو وشيلي وستوكر وهوجو.. زمن لوحات سلفادور دالي العبقري المجنون، ومخرجين كستانلي كيوبرك وهيتشكوك واورسن ويلز.. زمن التفكير.. بمعنى آخر.

الكل كان محموما بفكرة اكتشاف الغد، وما الذي سيحدث؟ لقد انتهت العبودية وأصبح السود قادرون على ارتياد مطاعم البيض، النساء لها حق التصويت والخروج من المنزل بل والعمل، أتشعرون بما أشعر به؟ هناك تحرر خفي يجري بين السطور هنا، حركة الهيبز، شباب بوهيميون لا يعبئون لشيء، الفرد هيتشكوك تنبأ بتلك التغيرات وسبقها في 1960 بتقديم فيلم نفوس معقدة -سايكو- عن رواية روبرت بلوخ الرهيبة والصادمة، ليصبح فيلمه علامة خالدة في تاريخ السينما..
تحرر..
تحرر..
تحرر..

لقد اهترئ كود هانيس الرقابي والذي تنص قوانينه على “نهاية سعيدة لكل فيلم”، “لا قبلات ولا حميمية”، “لا إظهار مشاهد عنف ولا سب أو قذف”، “إذا كان المشهد في غرفة النوم فكل من الزوج والزوجة سينامان في فراشين مختلفين” وغيرها.

قوانين كتلك قد تسببت في صراعات عدة مع المبدعين، مثلما ما حدث في فيلم “شك” لهتشكوك، طيلة الفيلم البطلة تشك أن زوجها -النجم الوسيم محبوب فتيات جيل الخمسينات كاري غرانت- أنه قاتل وسفاح مخبول، والنهاية الأصلية أنه حقًا في محل شكها، لكن المنتجون بعد معركة قاسية مع هيتشكوك ومع أتباع قانون هانيس الرقابي غيروا نهاية الفيلم لأخرى سعيدة ورمانسية حيث إن الزوج بريء، وقد أثار هذا سخط هيتشكوك فوضع تلميح خبيث في المشهد الأخير بعد الحضن والابتسامة والرومانسية بين الزوج والزوجة، أن الزوج قد عقد ذراعه على عنقها، مشهد رومانسي جميل أليس كذلك؟ أم أنه سيخنقها؟.. تلك كانت طريقة هيتشكوك الوحيدة لإنقاذ فيلمه .. عندما حصل هيتشكوك على حريته أخيرًا في السبعينات من رقابة هانيس قدم فيلم “فرينزي – حالة جنون” عن سفاح في لندن أشبه بجاك السفاح يخنق الفتيات، هذا الفيلم كأنه به درجة من العنف والجنس لن يسمحوا بها في فيلم هوليوودي الآن.

عودة لموضوعنا الرئيسي.. لقد توقع هيتشكوك حركة التحرر بسبب نجاح الأفلام المستقلة والأوروبية التي لا تتبع قانون هانيس الرقابي، وقد صحت توقعاته.. حركة نسوية، ثورة السود، تغيرات سياسية وما يعقب عليها من تغيرات اجتماعية، تأثير أوبنهايمر، والحرب الباردة مع السوفيوت، مع تصدير الحكومة الأمريكية لبارانيو “لا تثق بمن حولك أو حتى جارك فربما يكون شيوعي”..
كل تلك العوامل الخارجية، تجمعت ليمتصها قلب روميرو، كعادة الفنان هو شعرها بقلبه، ونقلها لعقله عن طريق روحه.. ليبدأ محرك القطار القديم داخل عقل جورج روميرو، هل تسمعونه؟ قطار محمل بالخيال والجنون.. وعليه فقد قدم جورج روميرو فيلم من كتابته.. فيلم مستقبل بالأبيض والأسود..

فتاه تدعى باربرا تزور مقبرة والديها مع أخيها، الذي لا يكف عن إخافتها.. “هم قادمون من أجلك يا باربرا” تلك العبارة الشهيرة من هذا الفيلم، ولم يكن الأخ بمزحته مخطئا، هم قادمون فعلًا! الموتى الهائمون، يسيرون بترنح رافعين أيديهم لأعلى كأنهم يترجون شيئًا ولا يكفون عن الأنين، لو تمكنوا فلسوف يقضموا جلد عنق ووجهك ويلتهموا عقلك، تهرب منهم باربرا بعد مقتل أخيها وتختبئ في بيت من طابقين مع مجموعة من الناجيين أحدهم أسود، هو أكثرهم شجاعة وصلابة ويصبح القائد، أحد أفراد المجموعة من نموذج يهوذا الإسخريوطي، هو خائن ولا يفكر سوى في نفسه ونجاته، يدور الصراع بين أفراد المجموعة وبين مجموعة الموتى الأحياء، الأنباء تقول إن ما حدث هو تأثير اوبنهايمر، لقد أتلفت القنبلة الذرية الغلاف الجوي وسممته والهواء الملوث قد حول البشر لموتى أحياء بعدما أفسد عقولهم، الموتى قد استيقظوا اعتراضًا لما يفعله البشر ببعضهم البعض.. تستمر أحداث الفيلم المرعب الذي قدم مشاهد العنف دون أحياء، من التهام مخ وأمعاء ودماء وأجزاء بشرية مقطوعة، أشياء يراها المشاهدون في مرتهم الأولى.

في مشهد دان اوبران يمكننا القول إن الفتاة الجميلة التي كانت ترقص على أنغام موسيقى صاخبة في المقبرة هي سبب إيقاظ الموتى لأنها ذكرتهم بفرصهم الضائعة في الحياة.. نجاح فيلم “ليلة الموتى الأحياء” كان لا يصدق، وليومنا هذا هناك أجزاء مستمرة منه ومسلسلات لها علاقه به كالموتى السائرون. روميرو لم يستخدم كلمة زومبي في الفيلم، بالنسبة إليه كانوا غيلان والحقيقة أن الجمهور هم الذين أسموههم زومبيز، لاحظ أن قبل ذلك أي فيلم له علاقة بالزومبي كان يقدم ساحر فودو في جزيرة ما يتحكم في عقل مزارع إفريقي ميت عن طريق الفودو، وهنا رمزية أخرى بالطبع عن الإقطاعيون والفلاحون. كما كنت أقول نجاح فيلم “ليلة موتى الأحياء” أبهر العالم، وتسبب في عرضه بالسينمات رغم أنه كفيلم مستقبل كان مقدرا له أن يُعرض في “درايف إن” أو شاشات العرض في الساحات التي يجلس أمامها العشاق في سيارتهم مع فتياتهم دون مشاهدة الفيلم حقًا. بل أن العبقري الإيطالي داريو ارجنتو -ولنا عنه حديث- قام بدعوة جورج روميرو لقصر خاص ومنعزل في إيطاليا جوار البحر موفرًا له عزلة وموسيقى وطبيعة وأعطاه المكان لأشهر كي يكتب سيناريو جزء ثان للفيلم ويخرجه، فنان من قارة أخرى يتواصل للمرة الأولى مع زميل مهنة لأنه رأى تحفته الفنية ويقدم له قصر خاص مكان للكتابة، لا تقل لي إن الفن خال من السحر من فضلك بعد ذلك، طبعًا كان ناتج هذا الأمر هو رائعة أخرى تضاهي أهمية وتأثير الفيلم الأول، ألا وهو فيلم “فجر الموتى الأحياء” نسخة السبعينات، كان هناك نسخة جديدة لا بأس بها من إخراج زناك سنايدر وكتابة جيمس جان -قبل اختلافهم- قدمت عام 2005 وكانت جيدة أو لا بأس بها لكنها ليست لوحة فنية عبقرية مثل أفلام جورج روميرو.

البشر يكتئبون، يفقدون شغفهم، تتلف صحتهم النفسية أجسادهم وتصيبهم بأمراض عضوية، فيصبحون موتى أحياء. هل رأيتم الرمزية بل ودرجة التطهير النفسي؟ البعض قد يزعم أن أفلام روميرو المجنونة قد تعالج المكتئبين نفسيًا لأنها ستنسيك واقعك لا محال، هي فقط تريك النسخة المستقبلية منه، وعندنا الأسوء وأن هذا يحدث للجميع ويصبح الموضوع ساخرًا بآلية.

عام 1985 قدم جورج روميرو أهم أفلامه على الإطلاق “يوم الموتى الأحياء”.. هناك قاعدة جيش سرية، عالم يجري تجارب بعدما انتهى العالم والكل يختبىء من الزومبيز داخل تلك القاعدة، قائد سادي يكاد يفقد عقله، العالم مهووس، البطلة تحاول النجاة وسط كل هذا لأنها تحب جندي يكاد يفقد عقله في هذا العالم الجديد، وهناك زومبي يدعى بوب، يقوم العالم بدراسته، هذا الزومبي يطور وسائل تفكير وحركة، متلك وعي!.. وهو البطل الحقيقي للفيلم، وسنرى من خلال وجهة نظر الزومبي أن البشر بدورهم ليسوا ملائكة.
بالمناسبة في نهاية فيلم الموتى الأحياء، لا ينجو سوى البطل الأسود، ويخرج من البيت أخيرًا بعد وصول الشرطة، لكنهم يقتلونه فورًا، لأنهم يعتقدون أنه أحد الموتى الأحياء بسبب حالته المزرية، أو لأنه أسود. جورج روميو فعل الكثير من أجل السينما، هو الذي قدم لنا أفلام الزومبيز أو الموتى الأحياء، وقدم كذلك أفلام “عروض غريبة – كرييب شو” عن كوميكس ستيفن كينغ، بالمناسبة كانوا أصدقاء مقربين هم الاثنين.

انتهى فان هيلسنج من القراءة بينما صدر ناردين يعلو ويهبط من الانفعال، هذا هو العالم الذي تنتمي هي إليه، لا حاجة لها بزيف البشر وواقعهم فاقد الروح، هي بحاجة لأن تكون هنا.

هنا.. مع فان هلسنج.. كأليس في بلاد العجائب، تتحدث عن موضوعها المفضل.. الرعب.

“سليم لا يزال حيًا”.. أجفلت ناردين عندما سمعت تلك الهمسة العابرة من بين همسات الظلال في القصر وتلفتت حولها بقلب تتسابق دقاته لكن فان هيلسنج قال بسرعة: هناك رجل بطول شجرة يرتدي زي فرسان العرب، يقف خلفك، يا لضخامته، وجهه مسلوخ، ويحمل جلد رأس مسلوخ في يده اليمنى.

ابتلعت ناردين ريقها.. كاد أن يغشى عليها.. لكنها تماسكت وهمست بصوت مرعوب: شكرًا للوصف التفصيلي

-الجثة قد رحلت أيضًا، اختفت بين الظلام

-رائع

-لا تنظري خلفك لكن الفارس بلا وجه يقترب منك
شعرت ناردين بيد ثقيلة كادت أن تخلع كتفها تستند عليها، التفتت الفتاة للخلف بوجه مذعور وشهقت، ثم قالت: عبدالله الحظرد!
في الجزء القادم سنقابل أسطورة الرعب العربية، عبدالله الحظرد، ولسوف نكتشف معه أسرار صادمة تنتظرنا هناك في الغابة المقفرة، داخل هذا البئر المشؤم، حيث الظلام.. كل الظلام.. ولا شيء سوى الظلام.

مسابقة هذا المقال:

“لدينا أشياء مروعة لن يتحملها بشر، لدينا الكوابيس كلها، من سقر.. من الجحيم.. ولسوف نريها لك، أنت فتحت الصندوق ودعوتنا ونحن قد لبينا الدعوة”.. تلك العبارة من أي فيلم أو رواية؟

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات