الخميس, ديسمبر 26, 2024
Dawen APP
الرئيسيةأخبارخالد أمين يكتب القصة القصيرة: "رعب الهالويين!".. ضمن سلسلة "والآن.. يمكنك الصراخ"

خالد أمين يكتب القصة القصيرة: “رعب الهالويين!”.. ضمن سلسلة “والآن.. يمكنك الصراخ”

كابوس…  

نعم، هو في كابوس…  

يفيق بعد حادث السيارة ليجد نفسه في تلك المستشفى الغريبة… جسده متصلب، لا يدري هل هو تأثير المخدر أم البنج، وهناك طبيب يضع كمامة وممرضات يضحكن… منذ ساعة كان يقود سيارته ورأى لافتة تقول: “مصحة الأفق النفسية”، ثم انقلبت سيارته… وعندما كشف الطبيب عن الكمامة، نظر إليه بعينين تضجان بتوحش غير طبيعي لا يمكن لأعتى المسوخ مجاراته، وقال: “لقد تمردنا عليهم، خرجنا من الغرف ولبسنا جلودهم، الأطباء والممرضات… نحن الآن من يدير المصحة…”  

نرشح لك| بمناسبة الهالويين.. 10 ترشيحات لأعمال رعب من إصدارات “دوّن”

المجانين هم من يديرون المصحة…  

تلك كانت آخر فكرة خطرت في عقله قبل أن يغرز الرجل ذو زي الطبيب مشرطًا في عنقه.

ابتسمت ونظرت إلى انعكاسها في المرآة، عندما لمحت نظرة الود على انعكاس وجه زوجها تتحول إلى مقت واشمئزاز، وكان يظن أنها لا تراه.

جرع حارس المدافن من كوب الشاي، ونيران النرجيلة تقرقر جواره. نظر إلى المدافن والترب، وصيحات من دفنوا أحياء تستجديه وتستغيث به، بينما كلاب المقابر تنبح وتلتف حول سيدها، حارس المدافن الذي ابتسم وواصل الرشف من كوب الشاي…

توقفت مي مع أشرف، حب حياتها وعمرها، بعدما ضلا طريقهما بالسيارة في تلك المدينة المهجورة، حيث تماثيل شمع تحدق بهما من كل صوب، وكأن ساكني القرية قد تحولوا لتماثيل شمعية. همست مي في رعب: “أنا خائفة”.  

لم يستمع إليها، كان يحدق في القصر المهيب والعتيق المطل على القرية، المحاط بسياج عملاق وحديقة خضراء، ويطل من الخلف على نهر. كانت هناك همسات تنبعث من القصر، وأجساد موتى وأرواحهم تطوف، وطاقة غامضة تستحوذ على عقل وجسد خطيبها الجالس جوارها… وعندما التفت أشرف إليها، بعينين بيضاوين، صرخت مي كما لم تصرخ من قبل، وبدأت الدماء تنبثق من تربة حديقة القصر، تغلي وتفور، وظهرت ظلال ساكني القصر المهجور تحدق بهما… فتح أشرف فمه، فبرز منه لسان مشقوق كالأفعى، التف حول عنقها وهو يخنقها، لتنظر إليه بمزيج من الرعب والتوسل والذعر… وبعد أعوام، بقيت سيارتهما في مكانها أمام القصر، وهما بداخلها…

ارتدى هو وزوجته أقنعة عيد الهلع، ورقصا سويًا وسط الشموع. استغرق الأمر نصف ساعة ليدرك أن من خلف القناع ليست بزوجته…

عندما استيقظ الصبي ليلًا، أدرك أن هناك أفعى تزحف حول عنقه العاري وهو في فراشه. وعندما صرخ وانتفض ووثب وجرى خارج الغرفة، وجد والدته في الردهة، تتلوى وتفح وهي تتحول لأفعى عملاقة بدورها.

هناك ظل يقف خلفه في المرآة، لصاحبه وجه بشع، متحلل، ميت وبه ديدان. التفت خلفه فلم يرَ أحدًا، وعاد للنظر إلى المرآة فرأى صاحب الظل يمد يده إلى انعكاسه في المرآة، حيث تجويف صدره، ويقبض بيده المشعرة على قلبه…  

سيجدونه ميتًا في الصباح أمام المرآة، ويُعزى الأمر إلى السكتة القلبية كما يُفترض دائمًا. ليتهم يعلمون أن تلك هي أرواح الموتى التي تبغي سكن جسد الأحياء عبر المرايا…

نظرية مؤامرة؟ لم يكن هناك كوفيد ولا كورونا؟ والمصل، الفاكسين، لم يكن سوى وسيلة للتحكم بالعقول وأفقد كل من أخذه إنسانيته…

ليلة زفافهم، مشاعر حماسة وخوف وترقب للمستقبل. تنظر إلى زوجها الذي وقف أمامها، وخلع قناع الآدمي…

عنقه يؤلمه بشدة، مصور يطارد “التريند” فأقام جلسة تصوير بالمقابر. هو الآن في غرفة تحميض الصور، يا لآلام عنقه… ثم حمّض صورة التقطها لنفسه بالخطأ، ورأى الروح الجالسة فوق كتفه في الصورة… يا لآلام العنق تلك…

مارم… أنيم… أملس… آنيد… آراس… سيسمين… آرا… آبيبة… ديمحا…  

إذا قرأت هذه الكلمات، فالروطاش قادم من أجلك الليلة.

Khaled Amin
Khaled Amin
خالد أمين: كاتب وروائي مصري مهتم بأدب الرعب والتشويق والجريمة. من مواليد القاهرة عام 1989. يعمل كمحاضر أكاديمي في قطاع الجامعة ومدرب شركات خاصة, اهتم بدراسة الأدب الأمريكي والكتابة السينمائية وأدب الرعب والخيال والجريمة, صدر له رواية "هوس" عام 2012, ورواية "الشبيحة" عام 2013, وسلسلة روايات بعنوان "المجهول إكس" يصدر منها عدة أجزاء سنويًا, كما صدر له رواية "هؤلاء الذين عادوا" عام 2018, ورواية "إنهم يأتون ليلًا" عام 2019, "ليلة ظهور القرين", "زائر منتصف الليل" وتعد رواية "وقريبا سيحل الظلام" هي أحدث أعماله الأدبية.
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات