إسراء إبراهيم
أعلنت لجنة التطوير المهني باتحاد الناشرين العرب، عن القائمة القصيرة لجائزة الناشر العربي (جائزة عبد العزيز المنصور)، في دورتها الخامسة، في مجال الرواية للمؤلف الشاب، والتي وصلت إليها دار دون للنشر والتوزيع عن رواية “أيام ميري الشركسية” للكاتبة نوران خالد.
تواصلت مدونة “دوّن” مع نوران خالد، والتي عبرت بدورها عن سعادتها بوصول الرواية للقائمة القصيرة، ليس فقط لوصولها للجائزة ولكن لأنها كانت أيضا عند حسن ظن دار النشر التي اختارتها ليتم ترشيحها للجائزة، وهذا الشيء أسعدني في حد ذاته أكثر من الوصول للقائمة القصيرة.
للقراءة| “أيام ميري الشركسية”.. حين تتعدد أوجه الحرب والضحية واحدة
تابعت “خالد” أنها للأسف لم تتهنَ بتلك الفرحة، نتيجة ما حدث من الاحتلال الإسرائيلي الذي قصف مستشفى المعمداني بغزة، الأمر الذي جعلها لا تستطيع الفرح أو التركيز على الأمر. مردفة: “للأسف الاحتلال الإسرائيلي أفسد عليّا يوم حلو ومهم جدا في حياتي، ودي حاجة محتاجة أسجلها”.
أشارت إلى أنها علمت بخبر وصولها للقائمة القصيرة للجائزة من خلال مكالمة هاتفية من الناشر أحمد سلامة، الذي أخبرها فيها بالأمر. وبعد المكالمة شاهدت خبر وصول روايتها “أيام ميري الشركسية” عبر جروبات القراءة في جروب “مكتبة وهبان” وجروب “كتاب وفنجان قهوة”. تُضيف لا أعلم سبب وصول الرواية للقائمة، ولا أستطيع الشكر في الرواية. لكن من الممكن أن أبرز عدة أسباب قد تكون إحداها الإجابة وهو أن بها جزءا مختلفا عن البلغاريين من أصول شركسية الذين جاءوا إلى مصر، أو الجزء التاريخي في الرواية الذي غطى فترات مختلفة من تاريخ مصر. أهم شيء في الرواية أو أي عمل فني هو أن تكون الحكاية مُحبكة بشكل جيد، وفي الرواية الحدوتة بسيطة ومليئة بالمشاعر الإنسانية، فلو كان هناك شيء مهم بالنسبة ليّ فسيكون أن يُقال عن الحكاية داخل العمل بأنه تم حكيها بشكل جيد.
أردفت أنها كانت تتمنى أن تنال رواية “فتاة من الشرق” التي تُعتبر الجزء الأول لتلك الرواية أن يكون لها حظا من رواية “أيام ميري الشركسية”، لأن لها معزة خاصة لديّ فهي تحكي عن فترة تاريخية وبقعة جغرافية غير مطروقة كثيرا، وكنت أحب أن يعلم عنها الناس أكثر. ولكن أحمد الله لأن “أيام ميري الشركسية” تُعتبر امتداد لـ “فتاة من الشرق” فأي مكسب لها هو مكسب للأخرى. وتلك الرواية يمكن أن تقرأها بعد أن تقرأ رواية “فتاة من الشرق وتعتبرها امتدادًا طبيعيًّا لها. ويمكن أن تقرأها ثم تقرأ “فتاة من الشرق” فتصبح كأنك عرفت شخصًا في حاضره وبعدما أصبحتما صديقين يجلس معك في يومٍ ويفضي لك بحكاياته وتفاصيل ماضيه الذي ما كنت تعرف عنه إلا شذراتٍ قليلة. ويمكن أن تقرأها دون أن تقرأ “فتاة من الشرق” وتعتبرها رواية مستقلة لا امتداد سابق لها فكل ما تحتاجه لتفهم الشخصيات وتتعايش مع الأحداث موجود بالفعل بين دفتي هذه الرواية.
لفتت إلى أن دار دوّن للنشر والتوزيع هي من تقدمت للجائزة دون علمها بشكل شخصي، وتعتبر أن عدم إخبارها عن الأمر شيء جيد لأنها كانت ستشعر بالقلق حال معرفتها بالأمر، وكان من الممكن أن تتهور وتطلب منهم عدم تقديمها للجائزة خوفا من المسؤولية.
كما أشارت إلى أن تحويل الرواية لعمل فني ليست فكرة تداعبها كثيرة، لكن لو تم تقديمها في عمل فني سيكون شيئا لطيفا. موضحة أنها تعمل على فكرة لعمل قريبا وبدأت في إعداد المصادر لها، لكنها لم تبدأ بعد في المذاكرة والتجهيزات الخاصة بالكتابة، لذلك سيكون لديها عمل منتظر قريبا، لكن ليس في القريب العاجل.
يُشار إلى أن “أيام ميري الشركسية” هي الجزء الثاني من رواية “فتاة من الشرق”، وتدور في إطار اجتماعي حول ثلاثة إخوة وقصتهم مع أبيهم الشيخ سلامة ثم زواج كل واحد منهم من امرأة يحبها، وتفاصيل حياتهم اليومية في زمن قديم شهد حرب فلسطين واحتلال الإنجليز.
وتأتي الأحداث بعد أن هاجرت ميري الشركسية مع عائلتها من روسيا إلى بلغاريا في عهد الدولة العثمانية، تضطرها الظروف للهجرة مرة أخرى إلى الإسكندرية، حيث تبدأ حياة جديدة في مصر. هُنا في ذلك الزمان نرى تعاقب الأجيال على عائلة الشيخ سلامة وما يحدث لميري الشركسية من تفاصيل الحياة في فترةٍ مثيرة من عمر مصر، حيث تدور الرواية في فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر وحرب فلسطين.. ونرى من خلال تعاقب الأجيال ما يدور ويحدث في الأسر المصرية البسيطة في ذلك الزمن، وكيف أن المشاعر تلعب دورًا أساسيًا في صياغة حياة أهل مصر.
نوران خالد فهي كاتبة مصرية، تخرجت فى كلية إدارة الأعمال بالجامعة الألمانية بالقاهرة، حاصلة على ماجستير الاقتصاد والسياسة من جامعة فرايبورج بألمانيا، تعمل بمجال التنمية والعمل المجتمعي، كما تعمل كمنسقة لبرنامج تنمية الشباب بجمعية علشانك يا بلدي للتنمية المستدامة.
صدر لها من قبل رواية “جلالتها” عام 2013، ورواية “طرد يصل متأخرًا” عام 2016، وقد صدر لها رواية “فتاة من الشرق” عام 2020 وتعدّ الجزء الأوَّل من هذه الرواية.