عمى أبيض كتابة مروة سمير، رواية من روايات الدراما والتشويق
الحياة لا تخلو من التضحيات، فلا شيء يأتي بسهولة إلا ويذهب بنفس السهولة التي جاء بها.
هل نحتاج إلى آلة زمن لمعرفة الاختيار السليم في كل مرَّة؟ أم أن صِدق نوايا القلب قد يشفع لنا في لحظات الشك والتِّيه؟
بسلاسة شديدة تكتب الروائية “مروة سمير” هذه الحكاية من منظور أربع شخصيات مختلفة، لكلٍّ منهم حلمٌ خاص، لكنه يؤثر على البقية، ولا فرار من تلك الحقيقة، تجعلنا نغوض في أعماقهم لنتعرف على أوهامهم وأطماعهم ومخاوفهم ومبرراتهم في سلوك المسار الشائك من البداية؛ كي يومض في عقولنا باستمرار سؤالٌ مُلِح: هل يخطون كل خطوة مدفوعين بحب أعمى، أم بإرادة نافذة منهم؟
- في رواية عمى أبيض:
تتلقى “ليلى” نداءً قديمًا من حبٍّ قديم، نداءً يتطلب منها خوض الكثير من التضحيات، ونسيان الكثير من التفاصيل التي حفرت جراحًا غائرة في القلوب، لكنها جِراح تاهت تحت ندبات القلب. وحين تلبي “ليلى” أول صدًى للنداء تتكشف أسرارٌ جديدة.. واحدًا تلو الآخر، في حكاية مربكة تصنع فجوة في حياة كل شخصية.
حكاية واحدة يرويها أربعة أشخاص، كلوحة فنيَّة تكتمل تدريجيًّا، تحمل عمرًا يتأرجح بين الحقيقة والوهم، بين حلم النجومية، والمعاناة من التنمر، ومشاعر الحب والذنب، ومفاجآت القَدَر؛ حتى تتوه البصيرة ما بين حياةٍ تطاردنا، وحياة نريدها ولا ندركها.
نهرب من مواجهة أخطائنا، ونتمسك بعمى اختياري؛ فأخطر المواجَهات تلك التي تكون مع النفس. لكن الروح تئن والقلب ينهزم، وتتبدد غيومنا الزائفة، لعلنا إنْ واجهنا أبصَرْنا، وأوجدنا قبل فوات الآوان حياةً نكون فيها نحن الخيار الصحيح.