السبت, أكتوبر 5, 2024
Dawen APP
الرئيسيةريفيوهاتمن ريفيوهات القراء| "مقامرة على شرف الليدي ميتسي".. كيف يطاردنا شبح الأحلام...

من ريفيوهات القراء| “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”.. كيف يطاردنا شبح الأحلام غير المحققة؟

كتبت: زهراء إسماعيل

في رواية قوية يأخذنا الكاتب أحمد المرسي، في رحلة إلى مصر في عشرينيات القرن الماضي، من خلال أحدث أعماله “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” الصادرة عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، والتي تبدأ أحداثها بمحاولات حثيثة من ضابط السواري السابق “سليم أفندي حقي” للفوز في إحدى سباقات الخيول المقامة في هليوبوليس، فيقوده القدر إلى حدود مديرية الشرقية حيث الخيول العربية الأصيلة، وكان من نصيبه “شمعة” وفارسها “فوزان الطحاوي” الذي يقف على الحافة بين الطفولة والرجولة، يعود الجميع إلى مضمار السباق ومحاولة الفوز.. فلما كل هذه المعاناة؟ وماذا يمثل الفوز في حياة كل من “سليم وعايدة ومرعي وفوزان”؟ ومن تكون الليدي “ميتسي”؟ ومن هو “ونيس” كبير ساسة النادي العريق؟

رواية اجتماعية تاريخية بديعة، تبحر بنا إلى مصر التي لم نرها، وتفاصيل الحياة الاجتماعية في تلك الفترة، لنتعرف في البداية على صورة لحياة المصريين في القاهرة وطريقة حديثهم، وطبيعة البدو والعربان وأهم تقاليدهم، ثم يأتي السرد الأكبر لمجتمع سادة مصر الجديدة وخاصة سباقات الخيول العربية وأهم القوانين الحاكمة لها وحتى المؤامرات والدسائس وكيفية التلاعب في نتيجة السباق بوسائل أغلبها غير مشروعة، كما نتعرف على الجالية البريطانية بشكل عام وكذا الحارة المصرية من خلال سليم ومرعي وعايدة.

تميزت الرواية بسرد قوي، بلغة عربية فصحى مناسبة للغاية وفلاش باك قوي في أماكن مختلفة من العمل، حوار بلغة عامية يعكس مفردات تلك الفترة ومناسب للغاية للشخصيات فاكتملت المتعة على طول الرواية، وقد أجاد الكاتب وضع الهوامش لبعض المرادفات الغريبة دون فصل القارئ عن الأحداث.

جاء الوصف بطريقة سينمائية تصويرية، مع الحفاظ على بعض مشاهد “الماستر سين” للنهاية في نقطة قوة إضافية للعمل.

طرحت الرواية العديد من التساؤلات الهامة حول مغزى الحياة والهدف منها، وكيف نتعامل مع الآمال والأحلام غير المحققة، وكيف تؤثر فينا، فضلا عن مناقشة العديد من المفاهيم مثل التضحية والإيثار، والحب بأشكاله المختلفة.

“يجب علينا أن نتصالح مع الحياة، بكل ما فيها من ألم وخذلان، لأن بعض الأماني لا تتحقق، بعض الأماني لا تأتي، ولا نملك إلا أن نتركها ترحل بعيداً، ولا نضيع أعمارنا بالركض ورائها”.

ورغم تعدد الأفكار التي تناولها الكاتب، إلا أنه قدمها بأسلوب تشويقي وطرح ذكي وسرد ممتع حافظ على تركيزي الكامل على مدار الأحداث.

رواية بديعة تحمل بين التشويق والفلسفة والرؤية الاجتماعية لحياة المصريين خلال حقبة العشرينيات، فيما جاءت النهاية رائعة بكل المقاييس.

“أحياناً تكون أمنياتنا غير المحققة هي ذريعتنا للاستمرار”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات