الأحد, أبريل 28, 2024
Dawen APP
الرئيسيةحوارات17 تصريحا لـ أحمد المرسي.. عن وصول "مقامرة على شرف الليدي ميتسي"...

17 تصريحا لـ أحمد المرسي.. عن وصول “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” للقائمة الطويلة للبوكر

إسراء إبراهيم

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2024، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أمريكي، عن وصول الكاتب أحمد المرسي، للقائمة عن روايته “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” والصادرة عن دار دوِّن للنشر والتوزيع.

الرواية تدور في العشرينات من القرن الماضي، حول 4 شخصيات رئيسية، يجمعهم سباق للخيول. وترصد الأحداث صراعاتٍ طبقية وأحلام صعبة لأبطالها، وسط تشويق وحبكة قوية لمعرفة مصير أبطال العمل. تُرى ما الذي يجمع ولدًا بدويًا، وسيدةً إنجليزية، وضابطًا متقاعدًا مع سمسارٍ للخيول في مكانٍ واحد؟ في ليلةٍ استثنائية يجد الصبي الفقير “فوزان” نفسه مُجبرًا على خوض سباقٍ للخيول، بأكبر مضمارِ خيولٍ في مصر، حيث يتجمع الملوك والباشَوات من أجل تحقيق أماني ثلاثة غرباء. 

بين الحب والرغبة ووخز الضمير، ثم الخوف من السقوط في الهاوية.. تتشابك أربعة أقدار تجمعها كلمةُ “الأمل”. وبأسلوبٍ بليغ ورسمٍ درامي عميق الحِس تكتمل الصورة الحقيقية لصراعاتٍ طبقية وأحلام صعبة لكنها مشروعة، وفي مشهدٍ طويل لحكاية تبدو قصيرة يحدث التعلق الأعمى بالأمل داخل كل شخصية، حتى يُضفي الكاتب على الحكاية طابعًا مميزًا يجعلك تعيش مع أبطال الحكاية لحظةٍ بلحظة في ترقُّب وشغف انتظارًا لما قد يحدث لأصحاب الحكاية الأربعة في نهاية المطاف.

للقراءة| 7 أسباب تدفعك لقراءة رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” لـ أحمد المرسي

حاورنا الكاتب أحمد المرسي عن تفاصيل وصوله للجائزة وكواليس عمله على الرواية، وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

1- لم أكن أتوقع الوصول للجائزة، رغم أنها جائزة كبرى والجميع يتطلع لها. وسعدّت بخبر ترشحي لها وأعتبرها شرفا لي. ولم أكن على علم بأن الرواية مُرشحة لـ الجائزة العالمية للرواية العربية، وعلمت بخبر وجودي في القائمة الطويلة من صديقي الكاتب رامي حمدي الذي اتصل بيّ وأيقظني من نومي على ذلك الخبر، وكان رد فعلي هو الشعور بالاستغراب، وبعدها أطلعت على القائمة ووجدت روايتي بالفعل متواجدة بها.

2- من قواعد الترشح للجائزة هو ترشيح كل دار نشر الروايات التي ترى أنها من الممكن أن تشارك في الجائزة ويكون لها عدد معين. ودار دوِّن للنشر طرحت اسم روايتي للمشاركة، وهو الأمر الذي أوجه الشكر للدار عليه لأنها وضعت ثقتها في روايتي.

أحمد المرسي

3- القائمين على الدار بذلوا مجهودا كبيرا كي تخرج بهذا الشكل، سواء د. أحمد سلامة وكذلك أحمد مهنى ود. أحمد البوهي. وسعدت وتشرفت بالعمل معهم إذ أن طريقتهم في التعامل تشعرك براحة أكبر.

4- أتمنى أن الرواية تُقرأ بشكل أكبر وتصل لشريحة أكبر من القراء. لأن أكبر أهمية للجوائز هي تسليط الضوء على الروايات ووضعها تحت بؤرة الإضاءة ما يسهل وصولها للقراء ويعطيهم ثقة فيما هو مكتوب بداخلها، ما يجعل الرواية المرشحة للجائزة تزيد قراءتها، وهو ما أأمله في رواية “الليدي ميتسي” وأن يتعرف مزيد من القراء على عالمي الأدبي، وينال إعجابهم لأنه أهم شيء.

5- بداية أي كاتب تكون من القراءة وليس الكتابة، فعندما تزداد قراءاته بشكل كبير يشعر أن لديه فكرا وشيئا يحتاج أن يقوله للناس ويخرجه من خلال الكتابة. وبدأت القراءة في عمر صغير تقريبا في عمر 12 عاما، وتدرجت في قراءاتي بين أنواع الأدب المختلفة. وكل تلك القراءات تجعل الإنسان مُشبع بالأفكار ويكون نظرة للعالم وكأن لدى الإنسان حالة تحتاج للخروج على هيئة الكتابة.

6- خطوة النشر تأخرت كثيرا فأنا أكتب منذ عام 2014، وكان تأجيل خطوة النشر بأمر شخصي مني، لأنني فضلت النشر في أكثر مراحل كتابتي نضجا حتى يُعجب بها القارئ، واتخذت خطوة نشر أولى روايتي في عام 2020، والحمد لله وُفقت فيها.

7- عندما اتجهت لكتابة الرواية التاريخية لم أكن على علم بأن القراء مهتمين بتلك النوعية تحديدا من الأدب. فأنا كنت أكتب تقريبا منذ عام 2014 لكن تأخر النشر حتى عام 2020 ووقتها كنت أكتب كتابة تاريخية أيضا. فالتاريخ بالنسبة لي لا أكتب عنه رواية تاريخية متخصصة ولكن هو “خيال تاريخي” لأن التاريخ هنا ليس محور الحدث، لكنه مثل خلفية للوحة ننسج أبطالها ليكونوا مشابهين لنا تماما.

8- في أي رواية أكتبها تدور في فلك تاريخي غير حاضرنا المعاصر، أسعى أن يكون الأبطال يشاركونا نفس الآلام الطبيعية البشرية ونفس المشاعر والأحاسيس، والتاريخ في رواية “مقامرة على الليدي ميتسي” يظهر كخلفية، لتشابه ظروف عصر سليم حقي وفوزان الطحاوي ومرعي والواقع الذي نعيشه، فكلاهما زمنين الفارق بينهما 100 عام، لكنه زمن أزمة، الزمن الأول في العشرينات كان بعد انتهاء الحرب العالمية والزمن الحالي يصادف حروب إقليمية ودولية كثيرة. في العشرينات كانوا قد انتهوا لتوهم من وباء الإنفلونزا الإسبانية وحاليا انتهينا من أزمة كورونا، وقديما كان هناك أزمة اقتصادية شديدة تضرب المجتمع المصري وهو نفس الأمر الذي نمر به حاليا، فيوجد تشابه وتفاعل شخصيات بين الظروف القديمة والحالية لأنها نفس الظروف تقريبا، فيخرج الإنسان بأمنيات وأحلام كبيرة لكي ينجو أو يهرب أو يُعتق من تلك الظروف. فالألم النفسي كان والحد في الزمنين، لكن التاريخ كان خلفية للأحداث. بينما التيمة الأساسية للرواية قد يشعر بها الإنسان في أي عصر، لأن أبطال الرواية متشابهين معنا، وقد تكون نحن في زمن آخر.

9- الفكرة تأتي أولا وهي من تُحدد السياق الزمني للرواية، وليس العكس. ففي البداية كان لديّ فكرة تؤرقني وهي كيفية تأقلم الإنسان مع أمنياته غير المحققة، ووجدت أن هناك تشابه كبير بين فكرة الأمنية وفكرة المقامرة، وهو أن الإنسان قد يتمسك بأمنية أو حلم ويوجد نسبة ضئيلة للفوز بها، فكان هناك تشابها شديدا بين الفكرتين. وبشكل عام أنا محب للتاريخ وخاصة التاريخ الاجتماعي، ووجدت أن الأصلح للرواية هو كتابتها في هذا السياق التاريخي.

من ريفيوهات القراء| “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”.. كيف يطاردنا شبح الأحلام غير المحققة؟

10- الألم النفسي واحد ومشابه في كل العصور، الإنسان يمر بحالة من الفقد والخوف وأحيانا الجبن وحالات أخرى من البطولة، كل تلك الأشياء تجعل الإنسان مُشبع بالتجارب ويستطيع أن يعبر عنها مع اختلاف سياقات الشخصيات. ولجأت لبعض الأصدقاء المقربين مني ممن لهم علاقة بالاهتمام بعلم النفس، لم يكونوا أطباء لكنهم على اهتمام بعلم النفس، وأخذت برأيهم في بعض الملاحظات الخاصة بشخصيات الرواية.

11- وقعت في حيرة شديدة في البداية ما بين اختياري اللغة العربية الفصحى واللغة العامية في الرواية، ووجدت أن الرواية اختارت لنفسها اللغة العامية لتكون الشخصيات أقرب لها. اللغة عموما هي وسيلة للتواصل وتبادل الأفكار وقابلة للتطور باستمرار، فما نتحدث به الآن قد يتغير بعد مائة عام  وقد يكون بوتيرة أسرع مما كانت عليه بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والانتشار. ولكي أخلق حالة من الإيهام مع القارئ كان لا بد أن يسمع الشخصيات بلسانهم ويشعر بكلامهم، وكنت أرغب في البعد عن كليشيهات السينما بالأبيض والأسود، وكنت أسعى لحديث الأبطال بلغة أقرب لما كانوا يتحدثون به خلال تلك الفترة في الشارع.

12- اعتمدت على مراجع كثيرة مكتوبة باللغة العامية في تلك الفترة. وليست مشاهدات مرئية لأن تلك الفترة كانت سابقة لظهور السينما، فعامي 1919 و1920 كانت السينما لا زالت صامتة، فالسينما بدأ الحديث بها في منتصف وأواخر الثلاثينيات. فلم يكن هناك مرجعا صوتيا لتلك الفترة سوى من بعض الأغاني. وما أفادني أكثر هو المذكرات المكتوبة باللغة العامية والأمثال الشعبية العامية مثل ما كتبه أحمد تيمور باشا، واعتمدت على كتب هامة كثيرة في تلك الفترة كُتبت بالعامية.

13- ظهور الرواية على شاشات السينما شيء مهم ومؤثر لأي كاتب، لكن الأهم هو أن تُقرأ الرواية، لأن القراءة بها نوع من أنواع الخيال على عكس السينما التي تفرض تصور معين على المشاهد. لكن أي كاتب يسعد بتحويل أعماله لعمل مرئي أو مسموع. فمثلا نجيب محفوظ هو أكثر كاتب كتب للسينما وتحولت كتاباته للسينما والدراما. وتحويل الأعمال الروائية لفنية فرصة لأي كاتب بعد انتشار الرواية للقراء، ما يهم الكاتب هو النجاح الأدبي بصفة أولية.

14- وإذا كانت هناك فرصة مناسبة لتحويل الرواية لعمل فني سأسعى لها بالتأكيد، وسأكتب لها السيناريو لو بالاشتراك مع خبراء كتابة السيناريو.

15- الإنسان يتطور باستمرار وينضج أكثر مع التقدم في العمر. تعتبر رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” هي روايتي الثالثة، فكانت روايتي الأولى “ما تبقى من الشمس” وحازت على جائزة ساويرس الثقافية لشباب الأدباء، وروايتي الثانية كانت بعنوان “مكتوب”. والإنسان يتعلم من تجاربه السابقة وأهم شيء للكاتب هو ألا يتوقف عن التعلم والنضج. وأتمنى أن تكون روايتي الرابعة أفضل مما كتبته من قبل.

16- كنت بصدد الكتابة لروايتي الرابعة وكان من المقرر صدورها مع معرض القاهرة الدولي للكتابة في يناير، لكني توقفت عن الكتابة في المنتصف، وقررت إعادة التفكير في العمل لأنني لم أكن راضيا عنه بنسبة 100%. فمع الوقت والعمر الإنسان يتغير والكاتب نفسه قلمه يتغير وأفكاره نحو العالم تتغير أيضا. وأهم شيء ألا يتوقف الكاتب عن التطور والنضوج.

17- فوز أول عمل أدبي ليّ بجائزة ساويرس الثقافية كان إحساسه مباغت لأنه لم يكن متوقعا أن تتأهل روايتي الأولى لأي جائزة من الجوائز على الإطلاق. ولكن إحساس الكاتب بالجوائز بشكل عام هو أنه يشعر بالتقدير وتقدير أعماله على المستوى النقدي والإبداعي، وذلك شيء كبير بالنسبة للكاتب. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الجوائز شيئا مهما في مسيرة الكاتب، وشيئا يعطيه “صك” وكأنه اعتراف ضمني بأن كتاباته بها شيئا مميزا يستحق لفت الانتباه.

يذكر أن الكاتب أحمد المرسي من مواليد 1992، حاصل على بكالوريوس الإعلام جامعة القاهرة، قسم الإذاعة والتلفزيون، وعمل صحفيًّا ومُعد برامج في قناة دريم الفضائية، ومحررًا في شبكة روتانا، بالإضافة إلى عمله في عددٍ من الصحف المصرية والعربية من بينها: صحيفة “الوطن”. ويرأس حاليا تحرير موقع “بث مباشر” الذي يملكه.

صدر له روايتان، هما: “ما تبقى من الشمس” عام 2020، و”مكتوب” 2021، إلا أن الرواية الأولى قد فازت بالمركز الثاني بجائزة ساويرس الثقافية “فئة شباب الكُتَّاب”، وتعد رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” هي العمل الأدبي الثالث له.

للقراءة| 8 تصريحات لـ أحمد المرسي من حفل توقيع “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات