حكاية فكاهية أليمة للكاتب دستويفسكي – ترجمة عبد الرحمن الخميسي، رواية مترجمة من روايات الواقع
في 23 ديسمبر/ كانون الأول عام 1849 وفي سان بطرسبرغ حُكِمَ على الشاب “دوستويفسكي” ومجموعة من المفكرين بالإعدام رميًا بالرصاص. وقبل تنفيذ الحكم الذي انتظره دوستويفسكي لأربعة أشهر، وعلى منصة تنفيذ حكم الإعدام، صدرَ مرسوم من القيصر بالعفو عن المجموعة واستبدال عقوبة الإعدام بالأشغال الشاقة في جليد سيبيريا.
لك أن تتخيل أن كاتبًا بحجم وموهبة ديستويفسكي كان يقف على منصة الإعدام منتظرًا الرصاصة التي ستذهب بحياته، واجَهَ الموت ونظر في عينيه، بل انتظره طويلاً لأربعة أشهر تلتها أربعة أعوام من الخدمة الشاقة في جليد سيبيريا. ومن رحم المعاناة واليأس والترقب وفقدان الأمل في الحياة، وُلدت عبقرية فذة غير مسبوقة لكاتب كان في الأصل شديد البراعة. فكان الناتج الأخير موهبة أصيلة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.
من السهل أن تؤمن بمبدأ ما، أو تتكلم عن الأخلاق الحميدة والتفاني في العمل وإعطاء كل ذي حق حقه، ولكن هل كل من يتكلم عن المُثُل العليا يعمل بها؟ وهل كل من ينادي بالحق يعطي للناس حقوقهم؟
- في هذه الرواية:
يوضع البطل الأرستقراطي في صراع بين القيم والشعارات التي يتبناها وبين تنفيذها في الحقيقة.
يغوص الكاتب في نفسية عامل من الطبقة الأساسية للمجتمع، والذين نصادف فردًا منهم مرة واحدة على الأقل كل يوم، ويضعه في صراع مع مبادئه والفلسفة التي يتبناها، وهي ما تقوم على معاملة من هم في مرتبة اجتماعية أقل بلطفٍ وإحسان. لكنه سرعان ما يمر بعددٍ من المواقف المحرجة والتي تضعه أمام المرآة مجردًا من الشعارات الزائفة، وتكشف عن نزعته النفسية التي ينجذب إليها في نهاية المطاف.
يمكنك زيارة صفحة رواية حكاية فكاهية أليمة على موقع goodreads من هنا