الأحد, مايو 5, 2024
Dawen APP
الرئيسيةمقالاتبعد محاولات الاستيلاء على غزة.. كيف غيَّر الاحتلال الإسرائيلي خريطة فلسطين؟

بعد محاولات الاستيلاء على غزة.. كيف غيَّر الاحتلال الإسرائيلي خريطة فلسطين؟

إسلام وهبان

لا زال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في استخدام قوته الغاشمة وارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية بحق الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة، بعد أحداث 7 أكتوبر الجاري، والتي تعرف بـ “طوفان الأقصى” والتي شنت فيها قوات المقاومة الفلسطينية هجمات على الأراضي المحتلة في الداخل الإسرائيلي وقتل ما يزيد عن 1400 إسرائيلي، لتشن بعدها قوات الاحتلال حربا شرسة على سكان قطاع غزة ليروح ضحيتها حتى الآن ما يزيد عن 8000 شهيدا وأكثر من 20 ألف مصابا.

وخلال الأسابيع الماضية تعمل القوة الإعلامية للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في الغرب، من شن حرب إعلامية موازية، لتزييف الحقائق وإعطاء صورة مغايرة للواقع حول حقيقة الوضع في فلسطين، وإغفال جرائم الاحتلال ومحاولاته الاستيطانية بتوسيع رقعة البلدات التي يقوم بتهجير ساكنيها الأصليين من الفلسطينيين وتقديمها لمستوطنين يهود بقوة السلاح، الأمر الذي غير ملامح فلسطين على الخريطة خلال العقود الأخيرة، وكان آخرها محاولاته الحالية لتهجير أهل غزة للاستيلاء عليها بداعي القضاء على قوى المقاومة.

وأمام هذه الحملة الشرسة لتشويه القضية الفلسطينية ونشر معلومات كاذبة ومضللة، نحاول في هذه التدوينة التعرف على التغيرات التي طرأت على خريطة فلسطين، وكيف استطاع الاحتلال الإسرائيلي التوسع في عمليات الاستيطان وتهجير الفلسطينيين على مدار 75 عاما.

للقراءة| 75 عاما على النكبة.. كيف تطور تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين؟

كانت فلسطين تقع تحت الحكم العثماني لأكثر من أربعة قرون بعد أن هزمت جيوش المماليك وانهارت دولتهم في 1517، ولم تكن فلسطين تمثّل وحدة إدارية في تلك الفترة، وكانت التسمية “فلسطين” تُستخدم لوصف منطقة جغرافية، وبعد عمليات إعادة التنظيم الإداري في السبعينيات والثمانينيات من القرن التاسع عشر، تم تقسيم المنطقة التي عُرفت لاحقاً باسم “فلسطين الانتدابية ” إلى ثلاث وحدات إدارية: سنجق القدس، وتتم إدارته من الآستانة مباشرة، وسنجقا نابلس وعكا  في الشمال، ويرتبطان إدارياً بـ ولاية بيروت . وتشير السجلات العثمانية إلى أن عدد سكان هذه السناجق الثلاثة بلغ 462,465 نسمة سنة 1878، منهم 403,795 مسلماً و43,659 مسيحياً و15,011 يهودياً (لا تشمل الأرقام حوالى 10,000 يهودي كانوا يحملون جنسيات أجنبية، وعدة آلاف من البدو أو الأجانب الذين أقاموا في فلسطين).

مع نهايات القرن التاسع عشر، ومع ظهور الحركة الصهيونية وبدء هجرة يهود أوروبا نحو فلسطين، ثم لاحقاً انهيار الإمبراطورية العثمانية، وبدء الانتداب البريطاني، الذي التزم الوفاء بوعد بلفور لعام 1917 الذي نص على إقامة “وطن قومي لليهودي” على أرض فلسطين، بدأت المستوطنات اليهودية الجديدة بالتشكل في شمال ووسط وساحل فلسطين، وكانت بداية موجات الهجرة لليهود إلى فلسطين عام 1882 حيث أسس اليهود المقدسيّون أول مستعمرة يهودية تحت اسم بيتح تكفا  (بوابة الأمل) على ساحل قرية ملبّس الفلسطينيّة (قرب يافا)، ثم إنشاء 4 مستعمرات يهودية في سنجق القدس هي: ريشون لتسيون ونيس تسيونا (1882)؛ عكرون وغديرة (1884). ثم إنشاء ثلاث مستعمرات أُخرى في سنجق نابلس هي: زخرون يعقوف وروش بينا (1882)؛ يسود همعلا (1883)، لتتوالى بعدها موجات الهجرة إلى فلسطين خاصة خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، مدعومة بعمليات واسعة لشراء اليهود للأراضي بدعم من رجال الأعمال اليهود المنتمين للحركة الصهيونية.

رغم المحاولات العديدة من للدولة العثمانية من تحجيم عمليات شراء اليهود للأراضي الفلسطينية وحظر بيع الأراضي لليهود إلا أن آلاف اليهود استمروا في عمليات شراء الأراضي عبر التحايل على أصحاب الأرض أو أخذها عنوة، فضلا عن منح مجلس الوزراء العثماني الضوء الأخضر لمشروع بيع عقاري إلى يهودي فرنسي رئيس جمعية الاستعمار اليهودي (JCA) يدعى نارسيس ليفين ، بحجة أن هذا الأخير يستحق كأجنبي شراء أراضٍ، شرط أن يقدم ضمانات بأنه لن ينصّب عليهامع صعود القومية العربية والفلسطينية والنمو السريع والمطرد للوجود اليهودي في فلسطين، خاصة بعد ظهور النازية في الثلاثينيات، بدأ التوتر يأخذ شكلاً واضحاً بين العرب واليهود ويتطور إلى عنف متصاعد في كثير من الأحيان، ومهدت العديد من الأحداث لظهور الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قررت بريطانيا تسليم زمام الأمور للأمم المتحدة، التي بدورها اقترحت عام 1947 تقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة يهودية والأخرى عربية، على أن تصبح القدس وبيت لحم مدناً تحت إدارة دولية. ووافق الجانب اليهودي على الخطة، في حين رفضها الجانب العربي.

وفي مايو 1948 ومع انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، تم الإعلان عن قيام دولة أسرائيل، وارتكابها لعدد كبير من المجازر بحق الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم والاستيلاء عليها، بعد الاستعانة بالعصابات اليهودية المسلحة، ليصبح هذا التاريخ بمثابة نكبة في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يعلن 4 من الجيوش العربية الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي (مصر والأردن وسوريا والعراق) لتعرف بحرب فلسطين، والتي انتهت عام 1949 بهدنة مع هذه الدول، وبضم إسرائيل كامل النقب والجليل وشمال فلسطين والساحل باستثناء غزة التي دخلت تحت السيطرة المصرية، في حين أصبحت القدس الشرقية والضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية.

التغيير الأكبر في الخريطة حصل عام 1967، مع هزيمة العرب في حرب حزيران أو نكسة يونيو (حرب الأيام الستة في إسرائيل)، والتي نتج عنها احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومعظم مرتفعات الجولان السورية، مما أدى إلى تضاعف حجمها ثلاث مرات، ويستمر الوضع على ذلك النحو حتى حرب 6 أكتوبر، والتي استعادت فيه مصر سيناء واستلام كامل الأرض بعد سنوات من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وسحبت إسرائيل جميع قواتها ومستوطنيها من سيناء، في عملية اكتملت عام 1982. وبهذا أصبحت إسرائيل تحتل قطاع غزة والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان على أساس حدود خطوط الهدنة لعام 1949 باستثناء حدودها مع مصر.

وفي 2020 قام محرك البحث العالمى “جوجل”  بإخفاء فلسطين من خرائط البحث، وهو ما واجهه غضب كبير من جانب المغردين على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة وأن إزالة الدولة الفلسطينية، يخالف المواثيق الدولية، وقاموا بمهاجمة الشركتين تحت هاشتاج #FreePalestine، نظير تجاهل الحقائق التاريخية الموثقة للقضية الفلسطينية. من جانبها بررت شركة “جوجل” عدم وجود فلسطين على خرائطها بالسعي إلى عرض المناطق المتنازع عليها بموضوعية باستخدام خط حدودي رمادي منقط”، وأضافت الشركة “لم يتغير نهجنا فى تصوير المناطق على الخرائط، حيث تحصل “جوجل” على المعلومات من المنظمات ومصادر رسم الخرائط عند تحديد كيفية تصوير الحدود المتنازع عليها”.

لم يعترف المجتمع الدولي بهذه التحركات الاستيطانية للاحتلال الإسرائيلي، حيث تعتبر معظم الدول أن القدس الشرقية ومرتفعات الجولان أراض محتلة. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية غيرت موقفها الرسمي بخصوص القدس في ظل إدارة ترامب، ونقلت سفارتها إلى القدس عام 2018 لتصبح أول قوة كبرى تعترف بذلك. وتظل محاولات الاستيطان مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يلي الأسماء الأصلية لأبرز المدن الفلسطينية التي غير الاحتلال الإسرائيلي أسمائها إلى أسماء عبرية: 

تل أبيب: قرية الشيخ مؤنس – يافا

أورشليم: القدس

بير شيفاع: بئر السبع

نتانيا: أم خالد

عكو: عكا

كريات شمونة: الخالصة

تسريفينك: صرفند

يزرعيل: زرعين

تسيبوري.. صفورية

أحيهود: البروة

مفترق شوكت: المسمية

اشكلون: عسقلان

كريات جات: قرية عراق المنشية- الخليل

كيرم شالوم: كرم أبو سالم

تل كفار كرنايم: قرية ابو فرج – بيسان

اللود: اللد

بيت شيمش: بيت الشمس – قضاء القدس

بيت جيمل: دير الجمال

زخاريا: قرية زكري

للقراءة| بعد الحرب على غزة.. تعرف على أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت القضية الفلسطينية

إسلام وهبان
إسلام وهبان
صحفي متخصص بالشأن الثقافي، من مواليد 1987، عمل في العديد من الصحف والمواقع الصحفية وشارك في إعداد عدد من البرامج، وهو مؤسس جروب مكتبة وهبان، وعمل مديرا لنادي القراء المحترفين منذ 2019 حتى 2021.
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات