- احلام مريم الوديعة لواسيني الأعرج
هنا نقف أمام شخصية تُصارع وحدها في مدينة يغلب عليها الأسى، بطل الرواية يخوص معركة داخلية مع ذكرياته وماضيه
ومعركة خارجية مع واقع أليم.. تبدأ الأحداث وبطل الرواية يبحث عن مأوى آمن بعد ملاحقة أحد الأشخاص له،
حتى صار يتوقع أن يظهر ذلك الشخص في أي وقت وكل مكان، وأثناء تلك المحاولات للهرب وإيجاد مأوى نعرف التاريخ الحقيقي لبطل الرواية.
تدور أحداث احلام مريم الوديعة لواسيني الأعرج في الجزائر، حيث نتعرف من خلالها على واقع مرحلة حَرِجة مرَّت بها الجزائر وسكانها في زمن ما.
هذه رحلة لن تملّ منها، تهرب مع بطلها في مدينته العجيبة. في العقل ذكريات الصراع المرير، وفي القلب أنَّات الحب والشوق والوجع والفراق
وفي الظهر طعنة سكّين غادرة. تلهث معه في شوارع المدينة الباردة، تغوص في ذكريات الوطن والأحلام، وتذوب في أحاديث الغرام مع محبوبته الوديعة.
يضع الأديب الكبير واسيني الأعرج لمسة خاصة على أبطاله فيجعلهم أكثر وافعية مما تظن..
يكتب فتدرك أن ما يكتبه قد حدث، حتى ولو في زمن بعيد جدا. يغوص في نفس كل واحد منهم حتى تراه من أقرب نقطة وترتبط به لدرجة لا تتبدد بإنتهاء العمل..
ينتصر للإرادة، للحب، للركض خلف الأحلام الممنوعة، والرغبة في استكمال الطريق المستحيل..
كل هذا يقدمه لنا بلغة شاعرية، وإيقاعات ثرية صادقة ومختلفة اختلافًا خاصًا عن كل ما قرأته من قبل.